هارون الهاشمي
يقع جامع المسيب الكبير في الصوب الصغير من المدينة وبالتحديد في النهاية الغربية لجسر المسيب الشهير . تم بناء هذا الجامع من قبل العثمانيين في عام 1289 هجرية . ولمأذنة هذا الجامع قصة يعرفها اهل المسيب جيدا ،ويتوارثونها كابر عن كابر.
حيث فشل البناؤون في اكمال بناء المأذنة آنذاك ( قبل 145 سنة) حيث انها انهارت لثلاث مرات متتالية - ولا يبعد ان تعود اسباب الانهيار الى قلة خبرة البنائين !!! مما اضطرهم للبحث عن احد المتخصصين في بناء المآذن وهو من اهالي مدينة كربلاء المقدسة ،
واتفقوا مع احد البنائين بعد ان اشترط عليهم بانه مستعد لبنائها اذا وافقوا على تثبيت اسم أمير المؤمنين علي عليه السلام فى اعلى المأذنه ، وما كان لهم سوى الموافقة على هذا الشرط . وتم اكمال بناء المأذنة حيث كُتب في اعلاها ( الله محمد علي ) وكلمة (علي) كُتبت بالخط الكوفي الرباعي (او ما يطلق عليه : جهار علي على شكل]+[ اي تقرأ من اربع جهات ) .
وطيلة هذه الفترة الطويلة لم يكن هنالك تحسس من وجود اسم امير المؤمنين عليه السلام في اعلى المأذنة حتى جاء عام 1991 م حيث قام البعث الفاشي بهدم كافة جوامع وحسينات المسيب باستثناء جامع المسيب الكبير ، حيث بدأت المحاولات الطائفية الحثيثة لهدم المأذنة بحجة انها مائلة وآيلة للسقوط . واستمرت هذه المحاولات بهدمها الا ان هيئة الاثار كانت ولا زالت تعترض لان المأذنة مسجلة كأحد المعالم الاثرية ولا يحق لاحد ان يهدمها .
ولم يبق امام القوم من سبيل لهدمها الا بحجة ان الجامع تعرض الى حادث ارهابي!! وبالفعل وفي مساء يوم 14/تموز /2013 تم تفجير الجامع ، الا ان المأذنة لم تسقط والحمد لله والمطلوب اليوم من هيئة الاثار المبادرة الفورية لانقاذ المأذنة من الهدم المتعمد من قبل المتطرفين التكفيريين وانا لله وانا اليه راجعون.
https://telegram.me/buratha