حسن الهاشمي
طالما العلاقات الاجتماعية تكون بمنأى عن المنغصات والمعرقلات عندما تتطابق في مدياتها مع سيرة الرسول الأكرم والأئمة من أهل بيته صلوات الله عليهم جميعا، ولو أخذنا العلاقات الأسرية وكما هو مبين في سيرة المعصومين من اتزان العلاقة بين الزوج والزوجة والمعاشرة بالمعروف بينهما والتعامل الفسيولوجي الأمثل مع طبيعة الرجل القوية وطبيعة المرأة الضعيفة، سنؤسس تبعا لذلك علاقة متكافئة مبنية على أسس متينة وقائمة على الاحترام والاحترام المتبادل، ومن خلالها يمكن حل كل معضلة أو مشكلة تواجه الزوجين.ولا يزال الكثير منا بعيدا عن روح التسامح في الإسلام، ما يضفي على علاقاتنا الأسرية بعض المشاكل نتيجة التعصب القبلي أو الوراثي أو الأناني التي لم ولن ينزل الله تعالى بها من سلطان ولكن يختالها الزوج وربما الزوجة إنها من صميم الدين، والدين بريء أشد البراءة من التعصبات والإرتجاليات والغروريات وما شابه ذلك، وإنه يتجه إلى التفاهم والمشاورة والتعامل الأمثل مع مطالب الزوجين والأولاد بما تحكمهم من أواصر وبما يحملون من مؤهلات فسيولوجية تعطي كل حقه دون غمط لحقوق أحد، ولكن الطامة الكبرى وبسوء تصرفات البعض منا فإنه يحمل شريعة الإسلام بما يبدر من شين أعماله وطيش تصرفاته.قوة الرجل وحزمه، ضعف المرأة ورقتها، أفضلية كل منهما إزاء الآخر بما يتضمنه من قوى فسيولوجية، مراعاة المشاعر وحفظ الكرامة لكل طرف لاسيما عند نشوب نزاع أو سوء تفاهم لمفردات الحياة المختلفة، احتمال صحة الطرف الآخر وعدم تهميشه أو إلغائه في اختلاف وجهات النظر، المعاشرة بالمعروف والتحنن على الضعيفين عند ممارسة حق القوامة لدى الرجل، هذه الأمور وغيرها قد ركز عليها القرآن وشددت عليها العترة في المعاملة المثلى في البيت الأسري السعيد، وما تطفح من مشاكل ونزاعات تؤدي بعضها إلى العداوة والبغضاء بين الأسر وربما تؤدي إلى الطلاق وتفتيت العوائل، هي في حقيقة الأمر من لواعج الشيطان وطغيان النفس الأمارة بالسوء لا تمت بأية صلة إلى القرآن الكريم والعترة الطاهرة.وبعض المشاكل تأتي من سوء الخلق وقلة ذات اليد، ويمكن تفاديها عبر التحلي والسعي لتحقيق هذه الأمور:1- المرأة الصالحة ذات الأخلاق الحسنة والسلوك المرضي، وكذلك الرجل ذو الخلق والدين كما جاء في الروايات.2- السعي إلى الكسب الحلال وتوفير الدار الوسيعة والسيارة السريعة مع ما يتطلبه ذلك من توفير المستلزمات الضرورية للمعيشة.3- انتخاب الجار الصالح والمتدين الذي لا يؤذي جاره بقول أو عمل.4- الالتزام بالحمية وعدم الإفراط والتفريط في تناول الأطعمة للحفاظ على الصحة العامة لأفراد العائلة.5- الطلب من الله تعالى لتوفيق الطاعة والعبادة والسعي لطلب العلم والمعرفة. هذه الأمور وغيرها تؤدي إلى التسامح وعدم الاستبداد بالرأي وهو مفتاح حل لكثير وعديد المشاكل التي تواجه أسرنا المحترمة لا سيما أولئك الذين هم جديدي عهد بالزواج، فإنهما إن أرادا التوفيق والاستمرار في تكوين عش ذهبي تسوده المحبة لابد أن يتعرف الزوج على حقوقه وحقوق زوجته وكذلك الزوجة لكيلا تكون ثمة منغصات شيطانية تهدد حياتهما التي يكون الحل الأمثل بأيديهما فهما يتمتعان بحياة سعيدة بقدر ما هما قريبين من تعاليم الإسلام، ولا محالة تنتظرهما حياة شقية ملئها الإضطراب والتوتر والمشاكل بقدر ابتعادهما عنه، تلك المشاكل التي ربما لا تتحملها العوائل العراقية باعتبارها عبء إضافي لما هو يثقل كاهله أصلا من مشاكل سياسية وخدماتية يعاني منها في الظروف العصيبة التي نمر بنا جميعا.
https://telegram.me/buratha