المقالات

كرسي تمليك

580 21:58:00 2013-08-02

مديحة الربيعي

بمجرد أن يصل المسؤول الى هرم السلطة ويضع أقدامه في القصر ويجلس على الكرسي فأن ذلك يعني أن البلد اصبح ملكا" له ولأبنائه وحاشيته ( يعني ورث اهله), ونسي المقول المأثور (لودامت لغيرك ما وصلت اليك), فيصبح هاجسه الوحيد ( شلون يلزك بصمغ) قدر الامكان بالكرسي , ويخرج للناس في كل يوم على القنوات يتحدث عن بطولاته وحرصه على مصالح الشعب العراقي ومعاناته في سبيل تحقيق الرفاهية والامان للناس ,مع ان هيئته لاتدل أبدا " على التعب او الجهد فبدلاته الرسمية غاية في الاناقة وكرشه الممتلئ بأموال السحت يتدلى امامه وان اصابه نوع من التعب فهو بسبب امواله المتكدسة في بنوك سويسرا , ولايختلف وضع الحاشية كثيرا عن وضعه حتى انهم اصبحوا كورس انشاد كامل لكنه ليس موسيقيا وانما مجموعة غربان تنعق على الخراب في كل وقت وحين ,فأصبحت الناس تتشاءم من شخصياتهم القميئة وادعائتهم وسماجتهم , ولا يضهرو بمظهر البسطاء الا قبيل الانتخابات فتبدأ القنوات تسرد قصصا" عن حياتهم ومعاناتهم خارج البلاد ايام النظام, ولابأس في ذكر أيام البؤس والحرمان ليكسبوا مزيدا" من التعاطف, ليشعر المواطن لوهلة أنهم من أبناء الشعب ولتكتمل القصة يحرصون على أرتداء بدلات بسيطة خالية من الفخامة ليبنوا للناس أنهم لن ينسوا أيام العناء, وان العيشة في القصور لم تغيرهم لكنهم نسوا أن يكملوا تفاصيل القصة فالتحفيات والكراسي المذهبة والخواتم التي يحرصون على ارتدائها ثمنها أكثر بمئات المرات من ثمن البدلات الانيقة التي ظهروا بها في اللقاءات السابقة, ولم يكتمل دور التواضع الذي ارادو ان يظهروا به بسبب خطأ المخرج الذي كان من الواجب عليه أن ينتبه لهذه التفاصيل الصغيرة, وسرعان ما يبدئ الحديث عن استراتيجيات أ لانتقال للمراحل المقبلة والآليات والقفزات السريعة التي سيتحول اليها البلد وكأنهم يتحدثون عن( كنغر) وليس عن وضع بلد بأكمله وفي ختام احاديثهم التي لا تفهم منها شئيا سوى أستراتيجيات وآليات, يكتشف الناس انهم ليسوا اكثر من مجموعة من المحتالين البارعين في السرقة , وبمجرد ان يشعروا ان هناك من ينافسهم وان الناس قد سئمت منهم ومن اكاذيبهم ,يبدئ التهديد والوعيد وان العراق مقبل على حرب اهلية وان الوضع لن يستتب الا بوجودهم , وتتحول لهجة الحوار الى مبدأ انا ومابعدي الطوفان , وكأن عدوى الاخوان المسلمين وما يحدث في مصر انتقلت للعراق ألا أن الاخوان لم يستمر حكمهم لأكثر من سنة اما في العراق فمضت اكثر من ثمان سنوات على الفساد والسرقات والأنفلات الامني ومازالوا يحلمون بولاية ثالثة لأن البلد اصبح بأسمهم رسميا" والكرسي حكرا" عليهم ولن يكون لغيرهم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك