المقالات

المطبخ لا الطباخ يا رئيس الوزراء

556 22:56:00 2013-08-02

 

ظهر السيد المالكي في لقائه الأخير مع خمسة من (المثقفين) العراقيين وكأنه المخْلِص الوحيد في حكومته وفي النظام السياسي برمته, وقد حمل مسؤولية تردي الخدمات لنوابه المتعددين ولبقية الصحابة أجمعين, وفي مقدمتهم الميامين منهم.. فلنصدق أن هؤلاء مقصرون كثيرا في واجباتهم وكذابون مخادعون كما صورهم دولته.. معنى ذلك أن السكوت عنهم بات قانونيا وأخلاقيا غير جائز البتة, فإذا كانت الدولة فاسدة إلى الحد الذي صار فيه نواب الرئيس مخادعون إلى درجة غير معقولة فما الضرورة من بقاء لجنة النزاهة التي تطارد موظفا لإختلاسه خمسة آلاف دينار وتسكت عن هؤلاء الذين أهدروا ثروة العراق وكانوا السبب في تخلفه وإغراق شعبه في عذابات لا متناهية.

لنصدق رواية المالكي عن نوابه رئاسته. ألا يجعله ذلك مطالبا بإقالتهم على الأقل وتسليم مسؤولياتهم إلى آخرين. لكن القبول بحقيقة أنه الفاضل الوحيد في دولته سيجعلنا نفهم أن تردده عن إتخاذ الخطوة اللازمة يصطدم بإعتقاده أن وجود مخلصين من داخل النظام السياسي بات مستحيلا ولذا فإن بقاء هؤلاء المسؤولين في مواقعهم سيكون أفضل وذلك إيمانا بالمثل الذي يقول (شيطان اللي تعرفه أحسن من ملاك اللي ما تعرفه), وسنعفي أنفسنا من الإعتقاد أن الرجل يريد إصطياد عصفورين بحجر واحد, فهو يجعلنا نظن, وبعض الظن إثم لا كله, أن غايته قد تكون هي تسويد صفحة نائبه الشهرستاني بعد أن وصل إليه ان الرجل بات يطرح نفسه كمرشح بديل له في رئاسة الوزارة المقبلة, أما العصفور الثاني فيتمثل في إجادته لدور البريء تماما من دم بن يعقوب مما يجعله الصفحة البيضاء الوحيدة في كتب أسود معتم .لكنه وهو يمارس هواية الصيد المزدوج يغفل حقيقة أنه بذلك يقوم بتوجيه أنظارنا دون أن يدري إلى حقيقة ان النظام السياسي الذي تكفل بقياده خلال الثمانية سنوات الأخيرة بات عاجزا عن إنتاج ولو موظفا مخلصا واحدا. ولأنه المسؤول الأول عن هذا النظام, على الأقل على مستوى الوزارة, فإن الإدانة التي تشمل الجميع دونه, تنبئنا بأنه بات يعتقد أن العراقيين المسطورين من شدة الحر سوف يصدقون كلامه دون تمحيص.إذا إتفقنا معه فيما يقول, وأن الجميع محتالون مخادعون, وفي مقدمتهم صديقه المقرب السيد الشهرستاني, فعلينا أن نبحث عن توصيف معقول لرجل يرضى كل هذه الفترة بترؤسه لمجموعة من المخادعين الفاسدين.في حالة, وهي عادة ما تتكرر في البلدان التي تحترم نفسها, حدث ذات مرة أن إنتحر مدير عام لشركة طيران يابانية بعد حادثة تسمم نتجت عن وجبة طعام على متن إحدى طائراته المائة على أقل تقدير, وثلاثة مدراء إنتحروا في وقت واحد بعد إفلاس فروع المصرف التي يديرونها.. نحن لا نريد من رئيس وزرائنا أن يكون فارسا على الطريقة اليابانية, فهو سيقول لنا في البداية أن الإنتحار محرم في الإسلام, ولا ادري هل أن الإنتحار محرم حقا في الإسلام بالفعل, فإن كان.. ألسنا الآن بحاجة إلى فتوى تحلله, على الأقل في ميدان السياسيين المارقين؟!.ويبقى أن من حقنا أن نطلب منه قبل أن يلقي بالمسؤولية كاملا على الطباخ وعلى الفئران التي تتجول فيه, أن يعترف بأن العلة في المطبخ لا في الطباخ. والمطبخ الذي أعنيه هو النظام الفاسد برأسه وخاصرته وذيله.

أما الفئران فمن عادتها أن تتجول في المطابخ الموبوءة, فإن قضيت على واحد فسيأتي بدل الواحد عشرة.

1/5/13802

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك