المقالات

المالكي يحتاج الى معجزات

611 23:32:00 2013-08-02

واثق الجابري

لكي يبقى رئيس الوزراء ولاية ثالثة يحتاج الى معجزات , إستتباب الأمن وتوفير الكهرباء , وإعادة الثقة مع الكرد والسنة , وحلفائه الشيعة وإبقاء كتلة دولة القانون متماسكة تتحدى الغضب الشعبي وقبول امريكا وأيران والدول الاقليمية , , أو حدوث حرب أهلية يكون بطلها في صولات جديدة , أو عودة العقلية المجتمعية الى ما قبل 8 سنوات والعقلية السياسية الى 4 سنوات . التيار الصدري مقابل إنخراطه في العمل السياسي حصل على 6 وزارات و 40 مقعد واتجه للعمل المدني الخدمي بعد خروج الاحتلال وفي الدورتين السابقتين مكن للمالكي الحصول على رئاسة الوزراء وصل الى درجة القطيعة النهائية , والشارع الشعبي إرتفعت فيه اصوات التغيير بعد ان اصبحت المحاصصة أفة تنهش جسد الدولة , والطائفية خنجر يطعنها من الخلف ولأجل البناء تحتاج القوى لشراكة المكونات وبناء المؤوسسات المدنية وحقوق الانسان وإحترام الرأي الاخر , وهذا ما يصعب تحقيقه في هيمنة الفساد والمحسوبيات , دولة القانون ظهرت بصورة المتذبذب في المواقف والقطيعة المحلية والاقليمية , لا تفرق بين الأنتماء الطائفي والعلاقات الدولية , ويبدو إن مشروعها مرهون ببقاء الطائفية , ورمزية القائد الأوحد دون تفكير بالمناورة وإعطاء البدائل في رؤوس أخرى , وقائمة الزعيم والأعضاء المطيعين والجماعة الموجهة , وهذه الرمزية يراد بها أن تعمم على مستوى الدولة ومفهوم الحزب الحاكم , ولم تنتزع من بديهياتها عقلية المعارضة التي تنظر للجميع بعين سواء وتهديد المؤامرات ,تلك الاطروحات عززت الأعتماد على شخصياتها وترك الكفاءة والنزاهة ومحاربة الفساد . المجلس الأعلى كان الاكثر شجاعة بالتقارب مع المطالب الشعبية والثبات في المواقف والسير على منهج يعكس إيجابية الأسلام السياسي والتعامل مع الحياة المدنية , وشكل نقطة إلتقاء وأستقطاب القوى السياسية والاجتماعية والعشائرية والنخب , وإقامة المهرجانات والتجمعات لا تفرض الحضور الديني او الطائفي والحجاب , التغيير في العراق واقع حال فرضته ظروف 10 سنوات من الأهمال الحكومي وتأخر في المشاريع , مقابل ذلك اعتراف بالفشل , ومن شروط هذا التغيير أن يترك زعيم حزب الدعوة السلطة التنفيذية لكونه المسؤول الأول عن الخلل وإن التبريرات أصبحت واهية , من وزارات لم تقدم ما يتجاوز 20 % من واجباتها , وأصوات نواب دولة القانون إقتصرت للنيل من خصومهم , وشن حرب للدفاع عن الحكومة والتسقيط للأخرين , ولكن الرأي العام بدأ بالتصاعد لمحاصرة الحكومة ومن النخب اولاً وبتأثير أقليمي وولد قاعدة من الحراك , المشابهة بالحركات المدنية التي أطاحت بالاخوان في مصر , وتاريخهم الممتد الى 85 سنة وفكرهم العقائدي الذي وصل الى درجة الانتحار , وهذا ما لا يملكه حزب الدعوة بقيادته التي إبتعدت عن الجماهير وإعتمدت على الصقور وتحريك المظاهرات والتجمعات المؤيدة من المنظمات والعشائر المرتبطة بالحكومة , وما يعني ان تلك التجمعات تزول بزوال السلطة , ويعجز حزب الدعوة بأستراداد الحكم بالضغط الشعبي وساحات التظاهر , بعد أن أفشلت تجارب سابقة من معارضيها وجعل الحلول سرية بالتقطير , لذلك أزالت من العقل الجمعي العراقي إن التظاهر يفضي الى نتائج مثلما يحدث في الجنوب ولا وجود لأذن صاغية .لأن الحكومة على قناعة من عجزها في توفير الكهرباء والخدمات وتغطي ذلك بالتراشق الاعلامي وإفتعال الأزمات , وتلك المطالب تبدو مشتركة في كل المحافظات , وهذا ما يجعل التقارب السياسي صعب لتشعب الملفات وإختراقها من المفسدين , ولم يتحقق للجنوب والوسط تلك المطالب لذلك لا يتحقق للمنطقة الغربية , وبقاء الملفات عالقة مع الكرد , والتوتر الأقليمي كون المنطقة تشهد صراع طائفي والحكومة العراقية غير واضحة المعالم بالتعامل الأقليمي والخروقات الارهابية الكبيرة التي تصدرت المشهد , وهددت الحياة المدنية وعطلت كل مفاصل الدولة , لذلك أصبحت الولاية الثالثة حلم من الصعب تحقيقه ولا يمكن لمعجزة في زمن قياسي تستطيع تجاوز كل الملفات الشائكة , والقوى التي تتجه للتقارب السياسي اكثر حظوظ أنتخابية وفرص للتقارب مع الاطراف الاخرى لعبور الطائفية والقومية والمناطقية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبد التميمي
2013-08-04
الدكتور شريف العراقي هل تعتقد ان أداره الدوله تأتي بالضرب والقتل الا تعلم ان الحكمة والصبر ومخافه الله والاستعانة بالخيرين. في اناطه الملف الأمني والاقتصادي والسياسي هو مفتاح الحل. اشك ان تفكيرك هو تفكير دكتور. هذا رأيي وشكرا براثا على النشر
حسين الناصري
2013-08-04
القضية كلش بسيطة ، مثل ما فعلها في المرة السابقة ، زياره للأردن والتبرع ب ٢٠٠ ألف برميل نفط يوميا مجانا ، زيارة الكويت وإعطاءها مزيد من الأراضي ، الذهاب. الى البرزاني ورفع النسبة المالية ال ٢٥ بالمائة ، الذهاب الى ايران وتقديم دعم مالي وتوقيع عقود ، السفارة الأمريكية قريبة جداً ، فزيارة قصيرة للسفير وتوقيع عقد أسلحه قديمة بكم مليار. ،، وسيفعلها وأبوك يرحمه الله ، من يستطيع ان يقول لا ؟؟
الدكتور شريف العراقي
2013-08-03
اذا ضرب أعداء اهل البيت بشدة فسوف يعاد انتخاب المالكي
عزيز حسن
2013-08-03
اخي الاستاذ الجابري تعليق جميل لكن الي يبقئ والذي لم يريد ان يبقئ ليس بيد الذي يريد يبقئ او بيد الذي لا يريد ان يبقئ و لا حول ولا قوة الا بالله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك