سامي جواد كاظم
تنقسم اعمالنا الى خمسة انواع واجبة وحلال وحرام ومستحب ومكروه والاهم فيها الواجب والحرام فالواجب تركه حرام والحرام تركه واجب وبين هذا وذاك تدخل الاعمال المستحبة والمكروهة ولكل عمل ظرفه الخاص في اكتساب نوعيته فلربما يصبح المستحب واجب او مكروه ، هذا من جانب ومن جانب اخر هنالك حديث نبوي يشجعنا على الاقدام على الاعمال الحسنة الجديدة ونص الحديث ( من استن سنة حسنة فله اجرها واجر من استن بها ) وهذه السنة يجب ان تكون وفق شروط ومعايير دقيقة بحيث لا تؤثر على واجب والبعض منها عند الاقدام عليها لا تؤثر ولكن قد تؤثر مستقبلا ، كما وان البعض منها يكتسب قداسة الوجوب وحرمة الترك بين الناس لا لشيء مجرد لموروث توارثوه من غير فهم السبب ، وسنعرض لبعض منها مع التحليل والاستدلال بالاحاديث الشريفة .البعض من المصلين يقوم بتدوير الخاتم بحيث يجعل الحجر امام عينه ويبدا بالدعاء والعلة في ذلك لربما تكون ان هذا التدوير يساعد على سرعة الاجابة او سبب اخر قد يتعلق برواية فهمت خطا او تقليدا لشخص من غير معرفة السبب .وبخصوص هذا الامر فهنالك روايات تخص الخاتم والاحجار الكريمة نستعرض محل الشاهد فعن ابي عبد الله الصادق عليه السلام يقول : "ان الشرك اخفى من دبيب النمل ومنه تحويل الخاتم ليذكر الحاجة وشبه ذلك "وقد سئل السيد الخوئي قدس سره عن صحة استحباب تدوير الخاتم اثناء القنوت او مطلق الدعاء فاجاب:" لم نجد الاستحباب فيها على الاطلاق "، واما اجابة السيد السيستاني عن تدوير الخاتم في القنوت هي : لم يثبت استحبابه وليس من السنّة ، وجواب اخر لنفس الموضوع باختلاف مفردات السؤال اجاب: مجرد وجود الخاتم في الإصبع يحقق الاستحباب، ولم نجد رواية بقلب الخاتم عند الدعاءمن هنا نجد ان البعض حريص على تدوير الخاتم والتي ستكون تدريجيا من شروط القنوت فلابد من الاشارة الى هذا الامر فالسنة الحسنة التي يروم المكلف استحداثها الافضل ان لا تؤثر على الواجبات برغم انها فعلا لا تؤثر الان .الامر ذاته ينطبق على الارقام التي تذكر عن عدد الصلوات او التكبيرات او ذكر بعض العبارات لعدد معين فهذه الارقام بعد التاكد من صحة الحديث لها مدلولها العرفاني عند المعصوم فمثلا ان نستغفر لاربعين مؤمن فالزيادة لا تصح بالرغم من ان الاستغفار للمؤمن من الاعمال المستحبة وكذلك لنا مثال في تسبيحة الزهراء عليها السلام ( 34 الله اكبر 33 الحمد لله 33 سبحان الله ) هذه الارقام هي المعتمدة وخلاف ذلك لا يجوز فليس عدم الجواز المقصود منه عدم تكبير الله ولكن المفروض الالتزام بالعدد لاعتبارات يعلمها المعصوم .ولنستدل على قولنا هذا بهذين النصين الاول عن إسماعيل بن الفضل قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله عز وجل : ( وسبّح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) ؟ فقال ( عليه السلام ) : فريضة على كل مسلم أن يقول قبل طلوع الشمس عشر مرّات : وقبل غروبها عشر مرات لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، وهو حيّ لا يموت ، بيده الخير ، وهوعلى كل شيء قدير ، قال : فقلت : لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، ويميت ويحيي فقال : يا هذا ،لا شك في أن الله يحيي ، ويميت ويحيي ، ولكن قل كما أقول ( وسائل الشيعة 7/226)الثاني ، عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:«ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ولا إمام هدى ولا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق، قلت: وكيف دعاء الغريق؟ قال: تقول يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. فقلت: يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك. فقال عليه السلام: إن الله عز وجل مقلب القلوب والأبصار ولكن قل كما أقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك»هذان النصان يكفيان للاثبات وحتى نلتزم بهذه النصوص فهنالك من تسول له نفسه لابتداع ادعية وذكر ارقام من الاذكار لكي يكسب مكاسب دنيوية من بعض الناس العوام فياخذون هذه الخزعبلات من المسلمات لانه لايجروء شخص ما الى تكذيبها اذا قال مثل قل 10 مرات الصلوات و10 مرات التهليل وما الى ذلك فمثل هذا الامر يعتقد البعض عند عدم صحته لا يؤثر ولكن الذي يشرعن هكذا ادعية لربما تكون غاياته غير سليمة فالخطا ليس في الصلوات او التهليل بل بالاسلوب المتبع في فرضها
https://telegram.me/buratha