المقالات

نسائم الإصلاح تؤرق الظالمين

459 21:34:00 2013-08-04

حسن الهاشمي

نهج الإمام الحجة المنتظر عليه السلام الإصلاحي مستلهم من نهضة الإمام الحسين عليه السلام وثورته ضد الظلم والظالمين، ويبقى طلب الإصلاح في أمة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) نهجا مهيعا ينير طريق الأحرار في كل زمان ومكان.إنما أريد طلب الإصلاح في أمة جدي، بهذه الكلمات الراشدة التي استلها الإمام الحسين من سيرة جده وأبيه وأخيه قد سار بقية الأئمة عليهم السلام لتحقيق الإصلاح وتثبيت أركان التوحيد في هذه المعمورة، هدفهم الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأن الله تعالى خلقهم هداة ميامين أبرار، وإذا كان من اضطر منهم إلى القتال فإنه وسيلة من وسائل الهداية لله وإصلاح ما فسد من أمور المسلمين ليس إلا، وإن النهج الذي سار عليه الإمام الحسين عليه السلام في حركته الإصلاحية هو نهج جده المصطفى صلى الله عليه وآله في حروبه ضد المشركين.ومن يدرس قضية الإمام الحسين دراسة فاحصة ودقيقة يقف على معرفة الهيكلة والمبادئ والأفكار التي بنى عليها الإمام أسس إصلاحه، ويذعن بأنه لم يسترخص الدماء بل كان يقاتل بحساب دقيق وإنه كان يحترم حتى تلك الأنفس التي زحفت لقتله! وكذلك الإمام الحجة فإنه تولى قضية جده الحسين لأنه أولى بها، ومشروعه امتداد للمشروع الإصلاحي الذي أطلقه جده الحسين عليه السلام وإن اختلفت وسائله.إن هدف الإمام الحجة هو تصفية الأرض من الظالمين والمفسدين حتى تتطهر من جرمهم وطغيانهم، وأن الكثير من الروايات التي وصلتنا عن حادثة كربلاء كانت روايات عن الإمام الحجة المنتظر من خلال زياراته لجده بسرد الأحداث والتفاصيل والأوصاف التي جرت على الحسين وأهل بيته في اليوم العاشر من المحرم، وأن بهذا المسلك الذي سلكه الحجة المنتظر استطاع أن يربط الناس بالحسين عليه السلام، يذكرهم بأن ثورة الحسين الإصلاحية لا تعرف مكان ولا زمان، والمطلوب من الأحرار في العالم إحياؤها بشتى الطرق والوسائل.والإمام الحجة كان وما زال على صلة بالناس حتى يقوي تلك العلاقة وذلك بحثّ المؤمنين للحضور والتفاعل مع المجالس الحسينية والاقتباس منها النهج الصاعق لمكافحة الظلم والفساد ومن أية جهة صدرت، والتحرك نحو الإصلاح ينبأ بوجود الإفساد، ونحن تعلمنا من الإمام الحسين عليه السلام كيف نقول للمفسدين والنفعيين والوصوليين والإنتهازيين والأنانيين في جميع السلطات المركزية والمحلية، القضائية والتشريعية والتنفيذية، العسكرية منها والمدنية، نقول لهم كلا للفساد نعم للإصلاح، نقول لهم مادام فينا عرق ينبض ومادام فينا حب الحسين عليه السلام فإننا بالمرصاد لكل المفسدين، لأن الذي في قلبه حب الحسين يطمح دائما وأبدا للإصلاح ويحارب دائما وأبدا الإفساد والمفسدين.والإصلاح إنما يأتي من العلم والعلماء الصالحين، لأن العلم ما وضع على شيء إلا زانه والجهل ما وضع على شيء إلا شانه، حيث إن المصلحين على مر التاريخ كانوا من العلماء وليس من الجهال، نعم حتى الأمراء إذا ما أرادوا إقامة الدولة العادلة عليهم توقير العلماء والرجوع إلى رواد العلم والإصلاح فإن فيهم صلاحهم وبقاءهم وديمومة حكمهم.حكي إن عالما أعمى كان يوما في مجلس أحد السلاطين، فحضر الطعام، فلما فرغوا قام السلطان وأخذ الإبريق وأشار إلى الذين في حضرته أن لا يخبروا العالم، فصب الماء على يده حتى غسلها، فلما فرغوا أخبروه بأن السلطان كان قد صب الماء على يدك، فقال العالم له: أجل الله تعالى قدرك، فزاد الله تعالى بعلمه ودعائه على قدرة وجلالة ودولة السلطان ما لا يحيط به قلم، ولا يقدر على وصفه واصف.وهكذا فإن أهل البيت عليهم السلام علمونا إذا رأيتم الملوك على أبواب العلماء فقولوا نعم الملوك ونعم العلماء وإذا رأيتم العلماء على أبواب الملوك فقولوا بئس الملوك وبئس العلماء، فالإصلاح توقير العلماء والأخذ بآرائهم السديدة وتوجيهاتهم النيرة وهم الأصلح في انتهاج درب الهداية، وإن الصلاح الحقيقي سيكون في خروج الحجة القائم عليه السلام، فلابد من التمهيد لخروجه المبارك بتوطين أنفس أهل الولاية على الصلاح والإصلاح، فالمؤمنون المصلحون هم السباقون للالتحاق بركبه المبارك دون غيرهم من المفسدين الذين يكونون طعما تلتهمهم عدالة السماء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك