المقالات

خطوة ويكتمل المشهد

542 23:01:00 2013-08-04

مديحة الربيعي

يتشدق المسؤولين دائما عند ظهورهم على شاشات التلفزة بان حقوق الانسان وكرامته اصبحت مصانة وان كرامة الفرد العراقي كانت مهدورة سابقة بسبب ممارسات النظام السابق القمعية ومحاولاته المستمرة في تكميم الافواه ويبدأ الحديث عن عقد مقارنات بين النظام السابق وبين منجزات الحكومة الحالية التي اعادت كرامة الانسان وحقوقه وغير ذلك من الشعارات الرنانة التي تنسى سرعان ما يخرج المسؤول من البرنامج وينتهي اللقاء , وفي الحقيقة ان النظام السابق والحكومة الحالية تتبع نفس الممارسات الدكتاتورية ونفس النهج القمعي , فقد بادرت الاجهزة الامنية الى اعتقال عدد من المتظاهرين الشباب ممن خرجوا في مظاهرات سلمية ليس لقلب نظام الحكم كما طالبت الشعوب العربية بل من اجل توفير الخدمات التي باتت شبه معدومة ألا للوزراء والبرلمانيين وحاشية الحكومة , والاغرب من ذلك عندما يتحدث المسؤول عن زمن الحريات الجديد أول ما يتطرق اليه في حديثه هو حرية التعبير وحرية التظاهر التي باتت متوفرة بفضل جهودهم المبذولة, ان حرية التعبير متاحة فقط في المظاهرات التي تخرج مؤيدة للحكومة و التي تكون مدفوعة الثمن بالتأكيد ومتقنة الإخراج والسيناريو أيضا", فعلى ما يبدو ان الشعب العراقي قد تقلص واصبح يمثل البرلمان والوزراء وحاشية الحكومة اما باقي الشعب فلم يعد موجودا" اصلا" انقرض من وجهة نظرهم , وعند مقارنة ممارسات الحكومة مع النظام السابق نجد أنها لا تختلف كثيرا" الا من ناحية عدد السراق والمفسدين , فسابقا" كان نظاما" واحدا وحزب واحد اما الحكومة الحالية , فقد فاق عدد اللصوص والسراق قصة ( علي بابا والاربعين حرامي) ,واذا كان النظام السابق يمارس دكتاتورية ضد طائفة واحدة فالحكومة الحالية والحمدلله تمارس دكتاتوريتها على جميع الطوائف ( يعني خير الحكومة يعم عل الكل) هذه نقطة تحسب لصالح الحكومة طبعا" ,اما بقية المنجزات فلاتختلف كثيرا" نفس الواقع الخدمي المزري, ونفس المقابر الجماعية فكل يوم يسقط العشرات من ابناء هذا الشعب المظلوم بين شهيد وجريج بسبب العمليات الارهابية والصمت والعجز الحكومي, فعلى ماذا تفتخر الحكومة الحالية بمنجزاتها ؟ واين هي تلك المنجزات ؟ اذا كانت تتحدث عن حق التظاهر فقد سلبته هو الاخر , لم يبقى ألا خطوة واحدة ويكتمل المشهد , وهي أن منع زيارة المراقد المقدسة وقتل ,اعتقال الزوار وتكتمل النسخة الدكتاتورية الجديدة فتعلن عن بدء صفحة جديدة من صفحات القمع والاستعباد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الطيب
2013-08-06
الاخت العزيزه شكرا للمقال الرائع واحب ان اشير بان بداية اكتمال المشهد اصبحت على الابواب وذلك بمادرة حكومة المالكي في تقريب بعض ممن يحسبون انفسه مراجع دين ممن على خلاف مع مراجع النجف المعروفين لدعم نفوذهم كمحاولة منه للتأثير على المراجع لكي تكف عن انتقادالحكومة وتأنيبها. وقد بدأت فعلا من خلال قيام بعض عنصر حزب الدعوة امثال المبتور آمال الدين الهر محافظ كربلاء السابق في دعم وتقوية المدعو الصرخي الذي نجم علينا كقرن الماعز بليلة وضحاها كمرجع تقليد وهي نفس ماكان يفعلة صدام ابان محاربته للمرجعية.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك