المقالات

شيعنة البعث من الرفيق الى المجاهد ..!

812 01:48:00 2013-08-05

فلاح المشعل

إعتماد حزب الدعوة او غيره من احزاب السلطة على نماذج وشخصيات بعثية معينة لضمها الى صفوفه او وضعها في مراكز السلطة وتشكيل مايسمى ب (دولة القانون ) ، يكشف عن أمرين رئيسيين يكرسان في عمقهما أرتدادا إجتماعيا ونفسيا وفق منظور التغيير الذي كانت تحلم به قطاعات واسعة من الشعب .واذا كان الأمر الأول يكشف عن مسعى لشيعنة البعث ، اي وضع اعداد من منتسبيه في إطار حزب شيعي ، بهدف الإيحاء بوجود قاعدة جماهيرية للحزب ، فهذا تناقض صارخ ويعمق مفهوم النفاق الإجتماعي والتداعيات النفسية والسلوكية ، فليس من الطبيعي ان تنقل شخص تغلغل في افكار وثقافة البعث سنين طويلة لتطبعه بوشم الأسلمة والتوجهات الطائفية ، لقاء اعفائه من سياط الإجتثاث ، إلا في مجرى واحد هو اتفاق المصالح الذاتية التي تسقط بجوارها اية قيم ومبادئ إخرى .وهذا المبحث الذي يؤلف صراعا نفسيا داخليا ، وبنزعات انتقامية غير معلنة ، يعطي تصورا واضحا عن حجم الفساد وانتشاره ، وسلوكيات النفاق وانهيار كامل للبنى الفوقية ، وانعكاس ذلك على بنى تحتية لم تزل في درجة الصفر . ومن هنا تجد ان الحكومة وبعد عشر سنوات واكثر من 500 مليار دولار ، لم تستطع ان تنجز أيسر الخدمات للمواطنين ، ولن تستطيع ذلك مستقبلا .الأمر الثاني قد يذهب الى منطق براغماتي ، اي الأستفادة من العدو او الحرس القديم في بناء الدولة الجديد ، لكن اعتماد المعيار الطائفي يبطل اي استعداد للأنخراط بمشروع وطني ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى يلغي مشروع تنافس الكفاءة المهنية والإنسانية ، ويجعل البناء يقوم على مواد مستهلكة غير صالحة للتجديد واطلاق مشروع التغيير .العديد من " الرفاق " بحسب التسمية البعثية ، الذين كانوا في مواقع وادوار السلطة والحزب تجدهم اليوم قد تحولوا الى " مجاهدين " حسب التسميات الإسلاموية ..!استبدال العنوان من " الرفيق" الى " المجاهد " رحلة ترسم عمق المحنة التي يعيشها المجتمع العراقي ، وهو يرى العديد من المنافقين والمتوغلين بجرائم أنسانية وأخلاقية وهتك مجتمعي وسقوط ثقافي ابان حكم البعث ، يتبؤون مواقع قيادية في السلطة ، أعضاء في مجلس النواب ، وزراء ، مدراء عامون ، وكبار ضباط المؤسسة الأمنية .عشر سنوات دفع الشعب العراقي ثمنها خسائر مادية وبشرية وضياع الحلم والعمر ايضا ، خسائر ناتجة عن أخطاء أحزاب السلطة ، وخصوصا حزب الدعوة الذي عمل بمبدأ اقصاء الكفاءات الوطنية النزيهة والمستقلة وتقريب العناصر الأنتهازية الفاسدة تحت دوافع شيعنة البعث .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الطيب
2013-08-05
ا.فلاح اشكر قلمك اليافع ونظرتك الموضوعية في طرح القضية.واشكرك ايضا على توضيحك للامورفعلا يحتاج الشعب العراقي الى قلم واعي مثل قلمك الذي قل من يصدح بالحق ولاتأخذه في الله لومة لائم وأقول أن النهج المتموج لحزب الدعوة سوف يطيح بالمنظومة الفكرية للحزب ككل لان المبدأ الذي اشرت اليه عمل به قيادات الحزب والذي سيعود وباله على الشعب والعملية السياسية برمتها وان استمرارهذا النهج لايقل خطورة عن النهج التكفيري للارهاب.واستطيع ان اقول ان حزب الدعوة انحرف عن مساره وسينتهي قريبا كما انتهى حزب البعث المقبور
الدكتور شريف العراقي
2013-08-05
هذا سبب رئيسي للتدهور الامني
محمد الأعرجي
2013-08-05
هذه من مهازل الزمن يا استاذ فلاح
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك