المقالات

مراجعة عصرية لـ 110 «آل عمران» ‏.

677 08:21:00 2013-08-05

في موروثنا الكلامي نعتبر أننا المعنيون بما أنزله تعالى من قول" كنتم خير أمة أخرجت للناس"، وهو إعتبار يحتاج الى وقفة ودليل، سيما ونحن ثقفنا أنفسنا على أن اليهود وهم غرماؤنا التاريخيون، أحفاد قردة وخنازير..

وفي وقفتنا التأملية هذه، تكون هذه المعادلة صحيحة إذا كنا فعلا  "خير أمة أخرجت للناس"بإتمامها بما يليها من كلام له تعالى: تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ 110- (آل عمران)‏.. لكننا لن نستطع إتمامها، ودون ذلك خرط القتاد، فنحن لسنا بقادرين على الإتمام لما يترتب على ذلك من إلتزام وإيمان وعمل وجهد ومثابرة، وهي مفردات قد غادرتنا منذ قرابة 1400سنة..أي بعيد نزول هذه الآية بقليل..!

فعشية محرم الحرام عام 61 للهجرة تعين على " خير أمة أخرجت للناس"، أن تقبل فاجرا فاسقا ليتسلط على رقابها، والحقيقة أن شطرا كبيرا من هذه الـ"خير أمة أخرجت للناس" قبل قبولا إيجابيا بما جرى، وتعامل معه على أنه إرادة إلهية، وأن هذا الفاجر الفاسق خليفة الله تعالى وظله في أرضه، وأن طاعة الحاكم واجبة على "الرعية" فسق أم فجر، بل وبايعته على أنه أمير المؤمنين، بإعتبار أن المبايعين هم المؤمنون..!..والنتيجة أن دهماء رعاع قبلوا أن يكونوا خولا وعبيدا لذلك الفاجر الطاغية، وفرحوا بتلك العبودية وصفقوا لها جذلين طربا، وشكروا الله تعالى على نعمة العبودية للفاجر الفاسق!..

ولأن السنخ من بعضه، ولأن الأمة تتعامل مع النص على طريقة "ولا تقربوا الصلاة" دون أن يتموها بما بعدها: :وأنتم سكارى"..بقيت هذه الأمة تتغنى بأنها "خير أمة أخرجت للناس"..وتكلس عقلها وتجمد ليعيد إجترار أربع كلمات من 110- (آل عمران)‏، ومحت من ذاكرتها بقية الكلمات السبع عشرة:" تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ"..وهي مفارقة سمجة، أن نتمسك بالخمس ونترك الأخماس الأربعة المتبقية لأن فيها عبارة لوينا وجوهنا عنها كشحا فتعامينا عنها لأنها تصفنا بما فينا حقا: وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ"....

لكن ونحن نصر على ترك ذلك المتبقي من 110- (آل عمران)‏..نزا على ظهورنا أحفاد القردة والخنازير اليهود غرماؤنا التاريخيون، تماما مثلما نزا على ظهور أسلافنا فاجر فاسق مثل يزيد قبل 1373 عاما..

كلام قبل السلام: المسافة بيننا وبين مخالفينا كبيرة جدا، نحن نرى وهم يشمون..نقف على أكتاف عمالقة، ولذلك "نبصر" الأشياء البعيدة..ويقفون تحت أبط أقزام ولذلك لا يرون إلا ما تحت الأبط و "يشمون" رائحته..!

سلام. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك