الأمية الإدارية طريق معبد بالمحسوبية والرشاوى, والصعود على أكتاف الأكفاء, من قبل أناس ليس لديهم فن التأثير بالغير, والجهل بالقوانين المكلفين بتطبيقها, وسوء القيادة, لذا ينطبق عليهم مفهوم الأمية الإدارية, ومبدأ (الرجل غير المناسب في المكان المناسب).
ليس كل إداري قيادياً, ولكن كل قيادي يمكن أن يكون إداريا, لاسيما انه يملك فن الإقناع, وشخصية لافتة تجعل منه مؤثراً على الغير تأثيراً مباشراً.
في العمل الإداري يبقى العنصر البشري أساساً لكل شيء, وهو المحرك الذي ينهض بالمهام نحو التقدم والرقي, لذا على الدولة الاهتمام به, وإدخال منسوبيها في دورات تطويرية، كي يصبحون قادة ناجحين وإداريين مهرة، يمكنهم أن يوظفوا مهاراتهم في تطوير البلد, وسيكون ذلك ممكنا بتوفير التقنيات المتقدمة والمميزة, وهذه أسباب تساعد على الوقوف والسير في الطريق الصحيح, ويرسخ مفهوم دولة المؤسسات على الأرض, بإعتمادها على الكفاءات والطاقات المهنية التي يزخر بها بلدنا, والإفادة من خبرات الموظفين المحالين على التقاعد, وهم خبراء في مجال عملهم, وجعلهم مدربين للطاقات الشابة الجديدة ضمن اختصاصاتهم.
إن النهوض بالتنمية الإدارية, لن يكون ممكنا إلا عبر العمل الجاد والمثابرة وإيجاد الحلول الناجعة, التي تساعد على (إدارة الإدارة) بدءاً من رأس الهرم إلى أصغر موظف في هذه الدول.
تكمن آثار الأمية الإدارية السلبية في بطئ إدارة الخدمات والمشاريع خاصة, التي ترتبط بالمواطن ارتباطاً مباشراً, وقد عانى كثيراً من الروتين والتلكؤ, وقد باتت سمة من سمات الدوائر الحكومية, وفاقم ذلك وباء توزيع الوزارات ضمن محاصصة حزبية مقيتة لا على مبدأ الكفاءة, وخاصة حين يترأسها رجل يتمتع بكل صفات الأمية الإدارية!! وهذا أحد الأسباب الذي ينعكس على تطور البلد, ويسبب مشاكل بين المواطن والدولة, ومن أثارها الخطيرة العوق الإداري الذي غزا اغلب مفاصل الدولة.
والنقاش مع هؤلاء الجهلة كنقش على ماء, لأن أسوأ العقول هي تلك التي تحول الاختلاف إلى خلاف, وهم ـ مع الأسف ـ من يترأسون مفاصل حساسة في بنيتنا الإدارية.
غداً توفي النفوس ماكسبت ...... ويحصد الزارعون ما زرعوا
أن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم ....... وإن أساءوا فبئس ما صنعوا
https://telegram.me/buratha