المقالات

نسيج الغرب لباس العرب

482 08:56:00 2013-08-05

سعد الفكيكي

انتهت الحرب العالمية الثانية عام 1945م بأنتصار دول الحلفاء وهزيمت دول المحور، وهي من الحروب الشمولية وأكثر كلفةً في تاريخ البشرية، شارك فيها (100) مليون جندي، وقتل فيها ما بين (50 ــ 85 ) مليون عسكري ومدني، اي ما يعادل 2.5 % من حجم سكان العالم حينها، غيرت الحرب الخارطة السياسية والعسكرية وحتى البنية الاجتماعية للعالم ، بأنتهائها تم انشاء الامم المتحدة واصبحت الدول المنتصرة اعضاء دائميين في مجلس الامن، فيما برزت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي كقوى عظمى . بعد ان أسست بريطانيا نظاماً لاسرائيل في فلسطين، احتضنتها امريكا واصبحت البنت المدلله لديها، فهل ما يحصل في البلاد العربية من تغييرات وفوضى هي دوافع الشعوب الذاتية ام ارادة اليهود والدول الكبرى ؟ لا شك ان حركات التحرر التي حدثت في دول العالم الثالث آثناء توازن القوى في العالم لا تشبه فوضى الربيع العربي المزعوم، في ظل هيمنة القطب الواحد، بل هي خطط مدبرة من نسيج الغرب وبتنفيذ العرب، لتطويق العالم الاسلامي وتحطيم القوى البارزة فيه، وأن الحروب التي يخوضها الحلفاء اليوم هي ليست كالحروب الكلاسيكية المعروفة، وأنما حرب الافكار والتخطيط والتمويل بأستخدام اراضي وموارد الغير، ونستطيع القول ان الحلفاء يريدون تغيير الخارطة السياسية للمنطقة العربية وبالتحديد المجاورة لاسرائيل بهدف الحفاظ على آمنها، والسيطرة على الموارد، ويتضح ذلك من خلال الاضطراب وفقدان التوازن في البلدان العربية، اما زعزعة الآمن في العراق ففيه فصول والاهم هو الدور الامريكي المزدوج في التعامل مع قضايا المنطقة ذات التأثير المباشر على المجتمع العراقي، مثل تزويد المعارضة السورية بالاسلحة وهي تعلم علم اليقين ان قسم منها سيتم استعماله في العراق، لكون هذه الجماعات لها امتدادات في عدة مناطق، مع فقدان الامن يكون تأثيرها كبير على المجتمع العراقي . ان حرب سوريا يجب ان تستمر في المنظور الغربي والصهيوني حتى يتم سحق كل الاطراف، فالدول المجاورة لاسرائيل من اهم دول الوشاح العربي التي كانت تمتلك جيوش قوية، واليوم تتقاتل بطريقتهم المرسومة (حرب الوكالة والحرب الاهلية) . مما تقدم يبدو أن اسرائيل اصبحت القوة الكبيرة في المنطقة، وحدودها آمنة بدرجة عالية، والحزام العربي يعاني من تشرذم وتجاذب طائفي خطير، وأن الولاء والانتماء الوطني اصبح ضعيف، اما الحكومات الجديدة فهي هشة وفشلت في تغذية الشعوب بمفهوم الديمقراطية الحديثة بالمفهوم الغربي، بالاضافة الى ان العرب على اعتاب خارطة سياسية واجتماعية جديدة وضعها الغرب لتأمين عدة اهداف بنفس الوقت .

 

سعد الفكيكي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك