ابو هاني الشمري
يشهد الله انني لا أكره شخصكم ولا انتقد فعلكم من اجل الانتقاد ولستُ ممن يعنيه بقائكم طيلة حياتكم رئيساً للوزراء أم جاء بدلكم حارث الضاري أو طارق الهاشمي أو ملا كريكار وحتى أبو قتادة الاردني الجنسية ... فما يهمني هو شخص يحمل همّ ايتام الارهاب ومن (انهجم بيته) بمفخخاته واحزمته الناسفة وكواتمه وسأترك كل الخراب والتخلف في الخدمات والامن والاحتقار لهيبة العراق في المحافل الدولية والتدمير الذي يطال كل شئ والفساد والسرقات, الى من يهمه أمرها عسى ان تجد لها شخص شريف (عنده غيره وحمية) يقف بوجه هذا التيار الجارف الذي خرّب كل شئ في العراق. هذا هو بالذات ما يهمني في رئيس الحكومة ولا يهمني ماضيه وجرائمه ما دام في هذا البلد لا يوجد من يحاكم المجرم وينزل به العقاب الذي يستحقه وخصوصاً اذا كان صاحب منصب كبير في الدولة بل على العكس فهو يكرم ويوقر!!!
هذه المقدمة ضرورية لكي تعلم يا سيادة رئيس الوزراء أن ما تظهره (قنوات اعلام الصدقة) على المعوزين والايتام والارامل في هذا الشهر الفضيل هو نقطة في بحر العوز والفاقة التي يعيشها العراق في ظل حكومتكم الموقرة ... وحتى هذا الموضوع لم يكن سبباً لكتابتي هذه المقالة.إن سبب كتابتي هذه السطور (يا سيادة رئيس مجلس الوزراء) هو حال ضحايا الارهاب وحال ايتامهم واراملهم بعد فقدانهم معيلهم وخيمتهم التي كانت تسترهم في هكذا وضع يمر به بلدنا الغالي وتحت ظل دوائر فاسدة وموظفين انتزعت من قلوبهم الرحمة حتى صاروا اخبث من الشيطان نفسه. الارملة واليتيم ياسيادة رئيس الوزراء ينتظر التفاتة كريمة منكم وهذه الالتفاتة الكريمة ليست مالاً من راتبكم أو استقطاعاً من مخصصات موظفيكم أو تأخيراً لدفع رواتب الوزراء او اعضاء البرلمان ... حاشا لله ماهذا مطلبهم.
كل ما يطلبونه ولكي يشعروا بوجود حكومتكم الموقرة (والتي هي سبب مقتل الآلاف من الابرياء بعد أن عجزتم عن ايقاف صولة الارهاب) كل ما يطلبه هؤلاء هو أن تعطى منحة الشهيد لهم بسرعة ولا يكونوا لقمة سائغة لموظفي المالية والرعاية الاجتماعية التي من المفترض ان تدفع لهم منحة ضحايا الارهاب حسب التعليمات التي اصدرتها الجهات المعنية بموجب ضوابط صادرة منكم كحكومة.هل تعلم يا سيادة رئيس الوزراء أن هنالك عوائل للضحايا مر عليها حتى كتابة هذه السطور أكثر من اربع سنوات ولم تستلم منحة الشهيد؟!!
الاسباب كثيرة ويمكنكم أن تراقبوا افعال موظفي دوائر وزاراتكم المعنية لتعرفوا حجم معاناة اليتيم والارملة والام والشيخ الكبير المفجوع بولده ومعيله الوحيد.ما هكذا تورد الابل يا رئيس الوزراء ... حتى دول الكفر والدولة اليهودية التي تكرهونها لا تفعل ذلك بالايتام والارامل.
أما كان الاجدر بكم أن تشكلوا في كل محافظة لجنة مشتركة من وزارة المالية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية تقوم بزيارة عائلة الشهيد الذي يسقط نتيجة للارهاب في خيمة العزاء وتجلب معها صك المنحة لتعطيه الى زوجة الشهيد أو أمه أو من يرثه بموجب الضوابط وتقوم نفس اللجنة بأجراء معاملة الشهيد ومن خيمة العزاء لترسلها الى الجهة المعنية بصرف راتب لعائلته اذا لم يكن موظفاً , وتقوم نفس اللجنة بالذهاب الى اصحاب الجروح الحرجة لتقف على حالهم وتتبنى صرف رواتب لعوائلهم طيلة مكوثهم في المستشفى واذا كانت اصابة الجريح بليغة تؤدي الى العوق مثلاً يتم تحويل اوراقه الى الرعاية الاجتماعية من قبل هذه اللجنة ليصرف راتب لعائلته حسب الضوابط المعمول بها وكذلك يتم علاجه على حساب الدولة او ارساله الى الخارج اذا لم يكن بالامكان علاجه داخل العراق.
هذه الافعال البسيطة من قبل اللجان المشكلة لهذا الغرض تشعر اهل الضحية أن ورائهم حكومة تحميهم من الحاجة للناس والظهور بهكذا وضع مزري امام كاميرات التلفزيون يتصدق عليهم هذا الشخص أو ذاك وهم يضجون الى الباري من اهمال حكومتكم لهم . وهم في بلد يطفو على بحيرة من الذهب يتلاقفها السراق والمجرمون.
هذه ليست دعوة لكم لكي تفعلوا هذا الفعل مع ذوي الضحايا بل هو جزء بسيط من واجبكم الدنيوي تجاههم بعد أن وضعوك رأساً على أمورهم لكي تحميهم من جشع الموظفين والتسويف المتعمد والاذلال الذي يواجهونه في مراجعاتهم لتلك الدوائر وبالتالي يعطون نصف ما يمنح لهم رشاوى واجور مراجعات ونقل وطبع اوراق لا فائدة منها الا في عقول الموظفين المريضة والذين يتأخرون في ثقافة تعاملهم مع الناس عن العالم الذي يحيط بهم عشرات السنين.
من اين يعيش اليتيم والارملة والشيخ العجوز والمعولة يا سيادة رئيس الوزراء ؟ وكيف يأتي بالمال ليصرف على معاملة قد تستغرق سنين وقد ذهب معيلهم الوحيد؟ ... اليس في دولتكم وحكومتكم يا سيادة رئيس الوزراء من يخاف الله في الايتام والارامل ليطبق هذا النظام ويحفظ لهم ماء وجههم ويجعلهم على الاقل يطمئنون بهذه المنحة البسيطة التي قد تخفف عنهم وطأة فقدان المعيل.ننتظر منكم يا سيادة رئيس الوزراء تشكيل تلك اللجان التي تذهب بالصك جاهزاً وتعطيه الى ذوي الضحية وفي مجلس العزاء وليس العكس أن تجعلوا ذوي الضحايا يركضون وراء موظفيكم الفاسدين ....
هذا الامر لا يتطلب منكم سوى توجيه الوزارات المعنية بتشكيل هذه اللجان وما عليكم سوى متابعتها لفترة وجيزة لتعلموا صدق القائمين عليها من تلاعبهم ومراوغتهم في احتياجات اهالي الضحايا.عسى ان تجد كلماتي أُذنٌ صاغية من رجل ذو قلب رحيم (عنده غيرة على الايتام والارامل).
والله من وراء القصد
https://telegram.me/buratha