علي عبد الواحد
إن المرجعية الدينية هي قيادة ربانية نائبة قد اوكل لها الامام المعصوم عجل الله فرجه في زمن غيبته مهمة تسيير وتدبير الواقع الشيعي واستنباط الاحكام الشرعية من مداركها المقررة ، ومنذ تاريخ انطلاق المرجعية لتنفيذ هذه المهمة المقدسة ولحد الان ، كانت صمام امان للمؤمنين وملاذ للمستضعفين وملجأ للمكروبين وحصنا للمساكين ومنارا للمهتدين وقدوة للصالحين وقارب نجاة للغارقين وشوكة بعيون الاعداء والمعتدين ..
كل هذه وغيرها من فتوحات ومنجزات قد سُجلت للمرجعية كرصيد تاريخي خطته بمداد العلم والحلم والحكمة والحنكة والتعقل والتدبر .. ولم يسجل لنا التاريخ في ذات الوقت ظاهرة مثيلة لظاهرة المرجعية من حيث النزاهه وقيادة شبيهه بقيادة المرجعية من حيث البساطة ، تدير دفة الامور وتخوض عباب معارك على اكثر من جبهه وصعيد من على بساط منبر الجمعة ، وليس كما الرؤساء والزعماء والملوك والاباطره الذين لم يفارقوا عروشهم وكراسيهم المذهبة وتيجانهم وصولجاناتهم .لذا علينا ان نفهم البعض ممن اعطى لعقله اجازة مفتوحه كما وصفهم السيد احمد الصافي في خطبة يوم الجمعة 24 رمضان عام 1434هـ والذين يحاولون بين الفنية والاخرى القفز على الاحداث لابعاد مسؤولية ما يجري في العراق عنهم ، فلولا تدخل المرجعية الدينية في كل مرة، كونها صاحبة الصوت، الاعلى في الشان العام، لكانت العملية السياسية قد ضاقت عليكم والتي اعترفتم بانفسكم بدورها في تثبيت الدستور التي تنعمون به ، الصدفة وحدها كما صرحتم انتم في اكثر من مناسبة هي التي اوصلتكم الى ما انتم فيه من تنعم تاركين ابناء العراق لمفخخات الارهابيين نتيجة مغامراتكم ومهاتراتكم الاعلامية التي تخوضونها يوميا على شاشات التلفاز ، فما الذي فعلتموه خلال دورتين انتخابيتين والتي كانت المرجعية الدينية تحاول ايصال رسائلها اليكم بشتى الطرق حتى وصل بها الامر الى نبذكم وطردكم من ابوابها ، الا انكم واصلتم النفاق السياسي الذي تعيشون عليه مبتعدين عن جادة الصواب التي تحاول خطب المرجعية ان تعيدكم اليها ، وحينما شعرتم بالفشل في كافة النواحي الامنية والاقتصادية واقتراب الانتخابات التي سوف تكونون الخاسر الاكبر فيها بدأتم بمحاولة تسقيط هيبة المرجعية بكلام ينم على مرض مزمن مستفحل وهو التمسك بالسلطة مهما كانت النتائج حتى لو ابيد جميع ابناء الشعب العراقي ، فاين تريدون بهذا البلد بعد ان عجزتم حتى بالتحصن داخل المنطقة الخضراء ولاتستطيعون ان تمدوا رؤوسكم خلف اسوارها ، البعض حاول ان يضعكم على جادة الصواب لكنكم ابيتم الا النفور والنشوز والمكابره جعلتم اصابعكم في اذانكم حتى لاتسمعوا نصائح الاخرين اليكم ، وضعتم اياديكم في ايادي المجرمين وما الذي جنيتموه غير زيادة في اعداد الشهداء وفاقة وزيادة الهوة بينكم وبين ابناء هذا الوطن ، فهل اصبحت دعوة السيد الصافي الى ان تكون لديكم غيرة على هذا البلد جعلتكم تنفخون سموم تصريحاتكم السمجة مما اكد ما جاء به في بداية خطبته الثانية حينما قال " ان البعض من هذه العناوين قد اعطى لعقله اجازة مفتوحة!!! " حتى ان سماحته قال لكم ولم تفهموا ذلك " ولعلّ على هذا المنبر الشريف تنوعت العبارات عجزنا عن استخدام أي لفظ في وصف حل الوضع الامني والوضع السياسي "
لا اعتقد ان فرهاد الاتروشي وعزة الشاهبندر قد فهموا ذلك فالاول لايفهم العربية وهذه مشكلته عليه ان يضع مترجما له فهو دائما ما يتحدث عن حلمه ودعوته لسلخ ابناء كردستان من العراق ، اما الثاني فهو تعود على اثارة المشاكل في تصريحاته النارية وخلافاته حتى مع اقرب منظري قائمة دولة القانون التي يمثلها في الصغيرة والكبيرة ناهيك عما يدور عليه ويكتب بشان مغامراته التي لانحب ان نتطرق اليها ، فاذا كنت ياعزة الشاهبندر تحاول ان ترفع من مكانة قائمتكم وحضورها في الانتخابات البرلمانية القادمة فانك اسئت اليها فابناء المرجعية لاينظرون اليك او الى البعض ممن في القائمة الا بنظرة الواعي للتصريحات التي تحاولون بها حب الظهور .
ان المرجعيه الدينيه العليا في النجف الاشرف هي الاب الروحي للشعب العراقي شيعته وسنته بل وكل اطيافه وما قاله سماحة السيد احمد الصافي اعزه الله هو لسان حال الشعب العراقي وهو الواقع الذي على الارض والشاهبندر والاتروشي لو لم يكونا مقصران لما قالا هذا الكلام وبدلا من أن يصرحا هكذا تصريحات كانا عليهما العمل على اخذ توجيهات المرجعية بعين الاعتبار الا انه حب التسلط والطامحون برئاسة مزمنة
https://telegram.me/buratha