بقلم عادل الموسوي
سوالف عراقية....... حدثت في الناصرية.........! ولااعتقد ان شبرا في العراق سَلِمَ منها ................. لذلك سوف احدثكم بأيجاز ........ سوف اتحدث بمفرداتي التي اعرفها......... من واقع عشته وارض احبها
على مر العصور تدور الصراعات حول المُلكْ ( السلطان والمال ) حروب تسقط فيها الرؤوس ،يُعّرض فيها الانسان نفسه للخطر ،وفي اغلب الاحيان نسبة النصر عنده تكون معدومة ،ولكنه يجازف من اجل الوصول الى السلطة ،اومن اجل الحصول على اموال قد لاتكون صفقات ضخمة ، اومن اجل الاستيلاء على اراضي ،وقد لاتكون مقاطعات ،ولاموقع استراتيجي ،وبالتأكيد لايوجد فيها ( طابو) ، يقطع الانسان المسافات الطويلة في الصحراء ،وفي الليل والنهار ، ويخاطر بنفسه ،من اجل الحصول على المال، ويغوص في البحر على امل الحصول على (اللؤلؤ) ،وحركت الانسان هذه كلها محفوفة بالخطر.
فلماذا نطالب الانسان العراقي بعدم السعي وراء هذه الامتيازات ،ونتهمه بأنه يستميت ويقاتل في الدفاع عن الكرسي ،او من اجل الوصول الى عضوية مجلس النواب ،او مجلس محافظة ، ونحن نعلم السلطان والمال الذي ينتظره حين وصوله هذا الموقع لايمكن وصفه ،وهذا التدافع ،والسعي للحصول على هذه المناصب ، ليس فيها متاعب ،ولايتعرض صاحبه للخطر ، ولايحارٍِب ،ولايغوص في البحر، ونسبة النصر عنده مضمونة، والاموال التي يحصل عليها صفقات تغص بها البنوك العالمية،والاراضي على ضفاف دجلة ( طابو ) ، والقصور الفخمة ،والسيارات الفارهة ،والحمايات القوية ، والايفادات المدفوعة الثمن، شيكات مفتوحة، فنادق تطل على البحر ،ولحم طير ، وملابس من الاستبرق، ومسابح فيها من المساج مالا عين رأت ولاأذن سمعت.
اشتكره منها .........................!
ماالذي يجب ان يفعله العراقي ،حتى يصل الى كل هذه الامتيازات؟ لاحرب ضروس، ولاتسقط رؤوس، ولاتتعب نفوس، كل الذي يجب عليه فعله ، يطلق شعارات براقة ،وأن يتقرب من (الكهنة) .........! ولاأعتقد في هذه الشروط عناء ،ولاتعب ،فالشعارات مرحلية، ولايطبق منها شئ، والذي يبعث على الارتياح، ان شعبه لايطالبه بتطبيق هذه الشعارات بعد الفوز، حيث تختلط عليه الدعايات الانتخابية ،وينسى ماذا قال هذا وما ذا اطلق ذاك، وهناك امر جميل في هذا الشعب، فأن التناحر بين الاحزاب السياسية، جعل القاعدة الجماهيرية ،تدافع عن المنتمي لتيارها حتى وان كان مفسدا، ،وهذا امر يبعث على الطمئنينة والارتياح لدى المسؤول . لكن التقرب من الكهنة ليس امرا سهلا.............هنا يواجه المحارب الساعي للوصول للحكم والمال صعوبة بعض الشئ، هو الشرط الثاني ( وأن يتقرب من الكهنة ) هنا يبداء الامتحان العسير، والاسئلة الطويلة ،ويجب ان تجيب على كل الاسئلة، وبوقت قصير، واذا دخلت قاعة الاختبار ،لايمكنك الخروج بسهولة ،ولاتوجد اسئلة ترك، ولايمكنك تغيير السؤال ،ولاالاتصال بصديق ،ولايمكنك الانسحاب، لانك عندما تنسحب سوف تسرب الاسئلة، وهي نفسها تعاد على كل من يدخل القاعة.المشكلة في ان من ينجح في الاختبار ،لايستطيع ان يبوح بسر النجاح ،حتى الى اقرب الناس له، ( لانه وقّعَ على تعهد قبض الروح منه ان افشى سراً) بقي هذا السر طي الكتمان ولم يتمكن من فك هذه الطلاسم الا ( ألاذكياء جداً) او ( الانتهازيين جداً.......................................)
الملك عقيم، ولو نازعتني عليه، لأخذت الذي فيه عينيك ،هذا ماقاله هارون الرشيد لولده.
عمر ابن سعد ، من كبار فقهاء الكوفة، وابوه سادس الاسلام ،وقتل الحسين بن بنت رسول الله ، مقابل مُلكْ الري الذي لايحصل على مايعادل (50) دولار سنوياً .
وهناك شواهد كثيرة ، نعرفها جميعا ،لانريد ذكرها ،وانتم تعرفون ،هناك اخ يقطع رأس اخيه من اجل المال او السلطان ،وهناك ابن يقتل ابيه لحكم قرية لاتساوي عضو مجلس بلدي في وقتنا هذا. الزبدة من هذا الحجي كله ........نقول الحمد لله كل هذه الامتيازات ،ولم نسمع بعراقي قتل ابيه ،او اخيه ،اوزوج بنته، من اجل المال والسلطان ،وانما الاقارب، من الدرجة العاشرة ينعمون .....
والغريب الذي لم يكن من عشيرة المسؤول، ولامن حزبه،اذا مات فلاأعتقد ان مسؤولية موته تقع على عاتق المسؤول، لانه لم يكن ضمن دائرة الاقارب ......................
في لقاء مع احد المسؤولين العراقيين في لندن ، وعندما انهالت عليه الاسئلة حول اسباب اهتمامكم ،بأقربائكم، وبالخصوص ازواج بناتكم ، اجاب بالحرف اعتقد لو كنتم في صدر الاسلام لوقفتم بوجه محمد عليه افضل الصلاة والسلام، لانه ايضا قرب زوج ابته ،وثانياً الم يوصي القرأن بالاقربين حيث قال ( الاقربون اولى بالمعروف ).........................
خففوا عن المسؤولين فأنهم لم يخالفوا القواعد والاصول وهذه هي لعبة الديمقراطية ( ان لم تكن ذئباً أكلتك ألذئاب)
لاسلطان لكم على المسؤول ،بعد اقفال الصناديق ،وماجرى في مصر ، حالة استثنائية ،احسنوا الاختيار ،وابحثوا عن الاصلح ،ابتعدوا قليلاً عن الرموز ( عشرة سنوات والرموز تدور حول نفسها) فلنبحث عن اساليب الاصلاح.......... ان مايجري في العراق الان، عبر وسائل الاعلام ،يتسبب في تدمير المجتمع ،خصوصا ونحن نردد دائماً هذه الحكم والاشعار، التي تطالبنا بالارتقاء ......... كقول الشاعر ( ومانيل المطالب بالتمني... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا) ...........او من يقول ،الامارة ولو على الحجارة ،او من يقول اكن رأس ذبابة ولاذيل اسد............فمن منا يقنع بماقسمه الله له ،وهو يوميا يشاهد المسؤولين ،في مقابلاتهم وداخل بيوتهم ،سابقا كانوا في الاستوديوا، ولانعرف عن حياتهم ،كنانعتقد انهم يعيشون حياة قريبه من حياتنا ،لكن عندما طغوا واستكبروا ،واصبحت القنوات الفضائية تأتي الى منازلهم ،انكشف الغطاء للفقراء ...........
ولسان حال الفقراء يقول ( كاعد عالرصيف اوداكني العوز .......... شكتب عالرصيف الدار للبيع) ، اتقوا الله فينا ولاتؤذونا برائحة طبخكم .
مقترح............... نحن نتنازل لكم عن الشراكة في الوطنونتنازل عن حصتنا من خيرات العراقولاننافسكم على المناصبمقابل ....... أن تبعثوا الحياة في العراق من جديد
ابو عقيل......... هلسنكي
https://telegram.me/buratha