سليم الرميثي
ربما هذا العيد هو رقم عشرين اذا ماحسبنا عيدي الاضحى وعيدالفطر المباركين يمران على العراقيين منذ التغيير ولحد الان..ولكن هل تغير شيء بالنسبة للفقراء في العراق او حتى للشعب العراقي لانظن ان هناك تغييرا حصل في تحسين اوضاع الناس بشكل عام والفقراء بشكل خاص..والتغيير الوحيد الذي حصل هو يخص السياسيين فقط في العراق وثرائهم الفاحش الذي تجاوز كل الخطوط الحمر والتخمة وصلت بهم الى البلعوم ولكنهم لايزالون مستمرين في جمع الاملاك والاموال وشراء افضل وارقى الاراضي واغلاها في كل مناطق العراق وخارجه..والبرلمانيين المساكين يشرعون قانون وميزانية من مئات الملايين الدولارية لكسوة خدمهم وحشمهم حسب ماتقول برلمانيتنا العتيدة الجميلي.. الله اكبر لماذا اذا لاتفكروا بكسوة الفقير واليتيم والارملة والمعاق وهم ما اكثرهم في بلد انتم خربتموه ودمرتم حتى القيم الانسانية النبيلة واصبحتم قدوة سيئة ومخزية ..تفكرون بكسوة من راتبه بالملايين ولاتفكرون بكسوة ملايين الفقراء والمحتاجين من ابناء هذا الشعب المنهوب تبا لكم ولضمائركم الميتة كم انتم فاشلون وصغار..الفقير لايزال يأن ويصرخ من شدة فاقته والسياسيين يترنحون ويمرحون ويزايدون على آلام الناس ودمائهم فهم ليسوا في عجلة من امرهم في سن القوانين التي تخدم المجتمع لانهم يتصورون انهم قد حصلوا على مايريدون من مناصب وثروات وهذا هو مبتغاهم ومطلبهم الوحيد اما الفقير عليه ان يصبر على جراحه التي تنزف حرقة والما من شدة الجوع والاهمال من قبل دولة تدعي انها في طريق الديمقراطية..ولانعلم اي نوع من الديمقراطية التي يتغنى بها السياسيين من بروجهم وقصورهم العالية والمزخرفة فهل هي ديمقراطية الجوع والفقر ام ديمقراطية الدم والقتل الذي يتوزع بالتساوي على فقراء العراق ..فكل شيء اصبح يوحي لنا بالفوضى واللامبالاة من قبل مؤسسات الدولة بالمواطن بشكل عام والفقير بشكل خاص الذي يعاني ويتالم في كل عيد ومناسبة فرح بسبب عدم قدرته على تلبية حاجاته وعائلته من مأكل وملبس له ولاطفاله واسرته..وكم من فقير اليوم وهو لايجد بين يديه مالا ليشتري هدايا العيد لاطفاله وكم من فقير الان وهو يبكي في هذه الليلة السعيدة و المباركة لفاقته وعوزه وكم من فقير يتمنى لو لم تلده امه لكي لايصل الى هذه الحال؟فاين الدولة واين دستورها واين رجالها من كل هذا؟ الا يحق للمواطن ان يسال ويتسائل وهو يعيش في بلد حباه الله بثروات لاتعد ولاتحصى وميزانية خيالية لايرى منها مايسد حاجته اليس من حقه على وطنه ان يعيش في مسكن ومأكل وملبس وخدمات صحية وغيرها ؟ واين القوانين التي شرعت ومتى يتم تطبيقها دون منة من احد ؟ ام لازلنا في زمن مكرمات القائد على هذا الشعب الجريح؟حدثني احد الاخوة عن حالة والله تبكي الحجر وليس البشر ان احد معارفه رجلا فقيرا عفيف النفس ولم يمد يده لغير الله ومايكسبه من عمله البسيط والشاق.. وكان هذا الشخص لديه اربعة اطفال وزوجته مصابة بمرض مزمن وهي طريحة الفراش واكثر مايحصل عليه يذهب للدواء..و الذي حدثني يعرفه ويعرف حاله وكان يجود عليه بمايستطيع فيقول في احد ليالي العيد تذكرته وذهبت اليه لاطمان على حاله فوجدته هاربا من البيت وهو ياخذ الشارع طولا وعرضا وكانه يبحث عن عن شيء عزيز فقده ويعتصره الالم والحزن فسالته من فوري ها ابو فلان خير يقول كاني نزلت عليه من السماء فصرخ وبكى وقال لي يااخي انت تعلم حالي والله اني وعدت اطفالي باني ذاهب لاجلب لهم هدايا العيد وانا لااملك دينارا واحدا وبعد ان وعدتهم لا اعرف هل اعود لهم ام اهرب ولا اعود ام انهي حياتي ولكن الله يقف حائلا بيني وبين ذلك فقل لي ماذا افعل وانت تعلم حالي؟ ..فيقول صاحبي الذي حدثني هونت عليه الامر وقلت له انك لست وحيدا على هذه الحال واتقي ربك في اهلك واذهب معي لنشتري انا وانت الهدايا لاطفالنا ولاتهتم بالمال فاني ساقرضك مبلغا يكفيك ولاتفكر باسترجاعه ابدا وهكذا استطاع محدثي من التخفيف عن صاحبه.. ولنا ان نسال كم فقير مثل صاحبنا تمر عليه ليلة العيد وهو لايستطيع تلبية حاجات اهله وعياله ولم يجد من يسأل عنه؟..فمن المسؤول عن هكذا حالات وما اكثرها في اغنى بلد تعبث بثرواته اللصوص؟ فنسأل الله ان يمن على العراقيين بالطمأنينة والسلام والخلاص من كل فاجر وعاهر..
https://telegram.me/buratha