هادي ندا المالكي
بعد كل حادثة هروب جماعي او فردي من سجوننا الديمقراطية تتعالى الصيحات وترتفع الأصوات بالاتهام والتنديد واتهام الجهات المسؤولة عن التوقيع على قرارات الإعدام وتنفيذها بالخيانة والتخاذل،ومثل هذا الجدل يحدث دائما بين وزارة العدل ورئاسة الجمهورية دون غيرهما وأساس هذا الجدل ينصب على اتهام رئاسة الجمهورية بعدم التوقيع على قرارات الإعدام وعلى وزارة العدل بتأخير هذا الإعدام وفي الحالتين يتم ربط الصفقات والتواطؤ والشبهات ضمن هذا المسلسل المتواصل الا ان أحدا لم يتهم رئاسة الوزراء في يوما ما بالوقوف وراء عدم التوقيع على قرارات الإعدام وفي هذه الحالة نكون أمام إشكالية حدثت قبل سنوات خلت عندما وقع رئيس الوزراء نوري المالكي على قرار إعدام المقبور وجرذ العوجة صدام اللعين.وانأ هنا لست ضد قرار التوقيع لكني أتساءل عن حقيقة هذا التوقيع هل تم فعلا وهل من حق رئيس الوزراء التوقيع على قرارات الإعدام ومن خلال واقعة الرئيس السابق صدام فان الجميع يذهب باتجاه ان المالكي هو من وقع الإعدام وهذا التوقيع يمثل واجهة كبيرة ودعاية قوية استفاد منها المالكي في كل محطاته السابقة ولا زالت تمثل عنوانا من العناوين البارزة التي يستعرضها المالكي وإتباعه بعد كل غزوة وفاجعة.والسؤال هنا هو اذا كان المالكي قادرا على التوقيع على قرارات الإعدام القطعية الصادرة بحق مجرمي القاعدة والبعث ودولة العراق الإسلامية.لماذا إذا لا يوقع المالكي على قرارات الإعدام التي تصدر بحق هؤلاء المجرمين والإرهابيين والقتلة واذا كان قادرا ولا يوقع على قرارات الإعدام لماذا أيضا لايدخل ضمن دائرة التقصير التي تضم رئاسة الجمهورية ووزارة العدل لان امتلاكه القدرة وعدم تسخيرها في مصلحة الشعب العراقي تجعله اول المقصرين والمساهمين مساهمة فعالة في هروب السجناء وفي التهاون بأرواح وحقوق الضحايا وبالتالي فان ما يقال على رئاسة الجمهورية وعلى وزارة العدل من تقصير ومن تخاذل يجب ان يقال عن رئيس الوزراء بل ان رئيس الوزراء في مثل هذه المواقف المزدوجة يتحمل المسؤولية الكبرى عن كل الماسي التي لا زالت تحلت بالشعب العراقي والمتأتية من عدم تنفيذ أحكام الإعدام بالقتلة والمجرمين.المعلومات والوثائق والصور الكبيرة والمنتشرة في جميع القرى والمحافظات والطرق الداخلية والخارجية والتي تظهر المالكي وهو يوقع على الحكم الصادر بحق صدام المقبور تقول ان الرجل قادر ومخول بالتوقيع على قرارات الاعدام وهذا يعني ان المالكي وقع فعلا على قرار الإعدام والسؤال هو لماذا اذا وقع المالكي على قرار اعدام صدام ولم يوقع على قرارات إعدام الإرهابيين هل ان اعدام صدام كان سيدخل المالكي الى الجنة او رئاسة الوزراء بينما لا يؤدي اعدام الإرهابيين الى نفس الطريق.ان عدم توقيع المالكي على قرارات الإعدام وهو قادر على ذلك يمثل خيانة عظمى واستهانة بارواح العراقيين ودمائهم في وقت لا زال البعض يعتبر ان المالكي هو مختار العصر؟.لا احدا سيقول ان المالكي لم يوقع على قرار اعدام صدام حتى المالكي نفسه لان هذا القول يعني ان المالكي خدعنا وضحك علينا طيلة السنوات الماضية وكيفما سيكون... فان كان المالكي قادرا فهو اول المقصرين وان لم يكن قادرا فهو اسوء الكاذبين.
https://telegram.me/buratha