المقالات

ألواح زجاج مهشمة

561 00:54:00 2013-08-08

بقلم: الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي

كانت تقف هناك، خارج بوابة محطة القطار، مدت يد معروقة، شفاه راعشة تتمتم بسؤال، هنا ارتعشت الحروف بذاكرتي واهتز الوجع، هل كان كل تاريخها سؤالاً؟؟ كانت الاخاديدُ جامدةً كبقايا كأس تهشمت منذ التاريخ الأول وانا اضع في الكف قطع معدنية من صنع جحود الانسان. ضل السؤال يلح على روحي: هل كان تاريخها سؤالاً؟ لم اتعود ان اراها في طريقي الذي اشقه منذ عشرة سنوات، ذات القطار، بذات المواعيد تجتاز المدينة، ليس نادراً ما التقي بهم هؤلاء الباحثين عن لقمة بإستدعائهم عواطف ومشاعر الاخرين، ولكن في هذه الصباحات الباكرة لايخرج الا قليل من الموظفين الذين التزموا مواعيد ثابتة وبعض العمال. كان ذلك في وطن آخر.. بعد آخر.لم يكن وطني مجرد متسول يقف على بوابات القطارات الهاربة، أو باحث عن لقمة خبز خارج حانات سكارى الليل؟ لم يكن وطني يفترش الارصفة منتظراً قطعاً معدنية يرميها البعض بإسم الصدقة كي يرضوا نفوسهم الحائرة، أو ضمائرهم المثقلة بالذنوب. لم يكن وطني حقيبة مسافر أتعبها الترحال في مرافيء الدنيا حيث رجال الجمارك يدسون انوفهم وايديهم في الحقائب المتناثرة !!فكيف صار وطني لوح من الزجاج المهشوم؟ كيف صار متسولاً باسم السياسة والدين والحقوق والديمقراطية؟ كيف صار وطني مكباً للنفايات تتراكم فيه مخلفات الانسان جنباً إلى جنب مع الجثث المقطعة باسم الشهادة والحور العين؟ كيف صار وطني أنهاراً من الدم، بعد أن كان أنهاراً من العطاء؟ كيف صارت هذه الارض حقلاً من الانين والأشلاء المقطعة بعد ان كان حقولاً وجنائن معلقة؟ كيف صار التاريخ عفناً وصار الموت الهوية الوحيدة لهذا الانسان؟أيها السياسيون يوجعني أن وطني نخلة مقطوعة الرأس، يوجعني أن تاريخ الإنسان صار على أيدكم ممسحة لأقدام الغزاة، يحزنني ان وطني باسم السياسة المزعومة صار جثة نتنة، وباسم الدين عادت شريعة الغاب!! يؤسفني ايها الساسة أن وطني صار خارج الزمن المعقول بعد ان كان عنصراً في تشكيل الزمن الاول!! أيها الساسة، متى صار الجهال قادة وصار الأميون علماء، وصار كل من وضع عمامة علامة، ايها الساسة بفضلكم صار المزورون حملة شهادات علمية، وصار العابثون وزراء وصار الفاشلون مستشارين، وصار اللصوص رجال أمن.أيها الساسة التعساء كنا بشراً حتى قبل مجيئكم، وبفضلكم وحقارتكم وسياستكم الرعناء صرنا كومة مشردين، أيها الساسة الجبناء، بفضلكم داسنا كل طواغيت الدنيا، وإحتلتنا جيوش الطغاة، وتراكمت على أكتافنا سلاسلات العهر من الفساق والمرتشين وأبناء الجاهلية الثانية.تعساً لبرلماني يخدم جيبه ولا يخدم الامة، ويكون ممثلاً هزلياً فاشلاً على شاشات التلفاز!! تعساً لرئيس دولة يقضي الوقت تحت مشارط الجراحين ولايفيق من المخدر إلا على حقنة مخدر آخر!! تعساً لرئيس وزراء يحيط نفسه بالفاشلين ويختبيء خلف حجج تافهة وتبريرات فجة للتغطية على فشله في كل الحقول، ولا يفهم في السياسة إلا كما يفهم التيس في إرتقاء منصة الخطابة!! تعساً للوزراء حين يصير الواحد منهم عبداً لذاته وشهواته!! تعساً لهذه الامة الخانعة والراضية ان تقاد كما تقاد الاضحيات للعيد!!تقولون إني أشتمكم؟ تعالوا وانظروا لأنفسكم في المرآة، وسترون من هو المجرم، هل هذه الوجوه تصلح للحكم؟ هل هذه اللحى حقا تخشى الله؟ هل سألتم انفسكم من هو المجرم وانتم تقضون الوقت امام المرايا إستعداداً لمقابلاتكم التلفزيونية التافهة؟ ايها الفاشلون قبل ان تضعوا مساحيق الزيف وقبل ان تهبوا للدفاع عن حقكم المزعوم، إذهبوا وإغتسلوا بالاحماض المركزة عسى ان تتطهروا!!الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتيالمملكة المتحدة - لندن7 آب 2013م

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي
2013-08-08
اخي العزيز الاستاذ كريم البغدادي المحترم تحياتي وعيدكم مبارك الف شكر لتعليقكم الكريم ففيه الكثير من الالم وصدقني فان بعدي عنكم لا يعني اني لا اشعر بما يجري ولهذا تروني اكتب بهذه الحرقة، فكم حبيبت فقدت وكم عزيزا على نفسي ذهب منذ استلام هؤلاء السلطة باسم التحرير المزيف. الا لعنة الله على الساكنين في المنطقة السوداء. تقديري لكم ولكل الشرفاء الامناء على هذا البلد الجريح. البياتي
كريم البغدادي
2013-08-08
بفضل جوقة الحكومه والبرلمان اصبحنا اضحوكة الزمان الا الشرفاءمنهم وهم قليلون يريدون جهال السياسه ان يسيروا وكلاء الامام الحجه في الارض وهم المراجع .يريدون خريجوا السجون ان يتحكموا بمصائرنا ويعلوا صوتهم فوق صوت الخيرين حتى وصل الامر ان يتحكموا باعراضنا احسدك يادكتور انت خارج العراق والمثل الشعبي يقول(لاعين تشوف ولاكلب يحترك) قد يكون الله عزوجل يعنينا في الايه الكريمه(كتبت عليكم الذله) جهال السياسه والدين ينخرون اذاننا بالجهاد وهم محاطون باسوار المنطقه السوداءفاق كذبكم اكذوبةمسيلمه الكذاب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك