المقالات

قبائل الفراغات الديمقراطية..!

583 00:12:00 2013-08-09

ثمة طارق يطرق باب التفكير يلح بالسؤال: هل أن الديمقراطية هذا الحلم الوردي، مجرد خدعة سياسية كبيرة تنطوي على مفارقات غير طيبة ونتائج كارثية..!؟

والسؤال ليس من نوع أسئلة التضاد الفكري، بل هو نتاج الواقع الملموس، والأمثلة أكثر من أن تحصى، سيما عندنا هنا في العراق..!

ويرد طارق آخر: إن الذي عندنا ليس ديمقراطية بالمعنى المعروف عالميا، بل هو نمط من الحكم يجلس فيه الحكام على رؤوس دبابيس!! وبذا فإنهم محكومين بوخز مستمر أدمنوه لأنه ليس وخز ضمير..ومن لا يؤلمه الوخز ليس له ضمير..!

طارق ثالث يقول: دع ترهاتك وكلامك الذي يحتاج الى تفسير وتكلم بلغة يفهمها بسطاء الناس، وأرد عليه: ليس بيننا بسطاء، فكم آلامنا التي سببتها لنا ديمقراطية ما بعد 2003 صيرنا كلنا فلاسفة، واسأل حميدة أم اللبن وستذهلك فلسفتها، هل سمعت بفلسفة الألم..؟..مؤكد أنك لم تسمع عنها شيئا، ليس لأنك لم تصغ لما يقال، بل لأنك أصم من هول الفجيعة الديمقراطي..!

في ديمقراطيتنا فراغات لم نستطع أن نملأ محتواها، فراغات تشريعية وتنفيذية وقضائية وتعبوية.

الفراغ التشريعي سيبقى قائما الى أمد طويل لأننا وبصراحة لا نتوفر على رجال مشرعين، بل جل ما عندنا متفيقهين يصيبون مرة ويخطئون مئآت المرات، والمرة التي يصيبون فيها لا يمكن تنفيذها، لأن الفراغ التنفيذي يحول دون ذلك..

في الفراغ التنفيذي تيه سببه أننا وضعنا رجالا في أماكن لا يليقون لها، طبيب على رأس وزارة مالية، وتاجر على رأس وزارة كهرباء، وسمكري قائدا لوحدة عسكرية، ونشال دولي نائب في البرلمان، وأديبا وزيرا للدفاع، ومعلم إبتدائية مديرا عاما للتربية في محافظة، وبائع خضار عضوا لمجلس محافظة..وسمسار عقارات محافظ، هل أستمر بتقديم أمثلة..!؟

في الفراغ القضائي ليس لدينا قضاء، بل أن ما نمتلكه هو رجال بأوداج منتفخة مخترقون فاسدون حتى النخاع، فتحولوا الى سلعة يشتريها اللصوص والأرهابين والقتلة والمرتشين، وكانوا سلعا رخيصة جدا، أرخص مما تتوقعون..!

 في الفراغ التعبوي توصلنا الى حقيقة يتعين أن نتعرف بها، هي أننا بحاجة الى زمن طويل حتى نتمكن من أن نلبي متطلبات الديمقراطية..فنحن بالحقيقة مازلنا شعبا قبليا يحب أن يقلد أموره الى زعماء من أي صنف..زعيم قبيلة عشائري، زعيم قبيلة سياسية، زعيم قبيلة إدارية، زعيم قبيلة قومية، زعيم قبيلة دينية..زعماء..زعماء..المهم أن ننيط أمورنا الى من يتزعمنا لأننا لا نمتلك رؤوسا نفكر بها..!

كلام قبل السلام: الحجر مادة مزدوجة الاستعمال، مرة يمكن أن نشيد به بناءا، ومرة أخرى يمكن أن نرمي به خطايانا..!

 

سلام. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Zahra Mohammed
2013-08-09
My Brother Gassem Eid Mubarak! I wish and pray that Allah blesses you and the family with health and peace The day I get my families rights will only come when Iraq has more people like you but until then I fear it will not happen.
قاسم العجرش
2013-08-09
Sister Zahra Mohammed Eid Mubarak! I am very happy for your comment, I would like to express my thanks to congratulate you on the occasion of Eid , and I ask Allah to bless you and your family and restores this month on the Islamic nation with peace and love .. i hope to see you here in your home,and your right returned May God bless you and your families
زهراء محمد
2013-08-09
As the holy month of Ramadan closes this year, we would like to offer our very best wishes to everyone on this joyous occasion of Eid al-Fitr. Eid Mubarak! May God bless you and your families.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك