المقالات

حكيم الأمس.. وحكيم اليوم

439 14:43:00 2013-08-08

ضياء رحيم محسن

من نافلة القول، بأن الشعوب تعتز بأبنائها الذي ضحوا من أجلها بالغالي والنفيس من أجل رفعة وعزة الوطن، كما أنها تنصب لهؤلاء نُصب ومزارات لتذكير الأجيال اللاحقة بما قدمه هؤلاء.قد نرى من بين هؤلاء من يقدم فكرة على طريق خدمة البلد خاصة، أو تقديم مخترع أو قانون يخدم البشرية جمعاء بما يعود عليهم بالنفع العميم، لكننا مع هذا لا نرى من بين هؤلاء من يحاول أن يجمع بين النقيضين، من هؤلاء المرجع الديني الكبير " إمام الطائفة السيد محسن الحكيم قدس سره"حياة هذا المرجع الديني تحتم عليه قضاؤه جل وقته في الإجتهاد وإستنباط الأحكام الشرعية والإجابة على تساؤلات الناس الفقهية، لكننا نرى الإمام هنا يختلف عمن سبقه ولحقه من المراجع، فقد جمع بين الجهاد والإجتهاد، وهو مانراه واضحا في محاربته للإنكليز عندما إحتلوا العراق وخروجه مع الثوار في السماوة وتعرضه لإصابة بليغة في إحدى المعارك، وهو الأمر الذي كان له أبلغ الأثر في نفوس أهالي الفرات الأوسط ومنحهم الدافع لمقاتلة الإنكليز مع مايمتلكونه من عدة تتفوق عليهم، ويلاحظ هنا أنه مع أن شرارة الثورة إنطلقت في مناطق غالبية سكانها من الطائفة الشيعية، لكن إيثار الإمام الحكيم ومعه المراجع الأخرين آثروا بأن يهدوا هذه الثورة لإخوانهم من الطائفة السنية لأنهم شركائهم في الوطنبحكم كونه رجل ديني ومرجع لطائفة كبيرة، فإنه لا يقبل بالأفكار الشوفينية والعنصرية والقومية " لأن الإسلام أنزله الله سبحانه وتعالى لجميع البشر من غير أن يفرق بين عربي وأعجمي وأسود وأبيض؛ ومع هذا نرى هذا الرجل المتدين يقف بالضد من أفكار الحكومة الظالمة في محاربتها لملا مصطفى البرازاني "الشيوعي الذي لا تعترف أفكاره بالدين" فقد أفتى إمام الطائفة في وقتها فتوى " بحرمة قتال الأكراد" والمتأمل لمغزى الفتوى سيلاحظ أن غالبية المقاتلين في الجيش العراقي هم من أبناء الطائفة الشيعية وما تمثله هذه الفتوى بالنسبة لهؤلاء وضرورة الإلتزام بها واجبا عينيا وليس كفائيا. ومع أنه في أيامه لم تكن هناك تكنلوجيا إتصالات مثلما هي متوفرة اليوم، فإن الإمام الحكيم كان قريبا من جميع العراقين في وسط البلاد وجنوبه وشماله وغربه، يروى أنه في أحد الأيام (( أن عمال معمل السكائر في بغداد على قلة عددهم قادوا مظاهرة لتحسين أوضاعم المعيشية وقد إستمر الإضراب لمدة إسبوع، بعدها حاول نوري السعيد وهو يومها رئيس الوزراء والوصي على العرش أن يفض الإضراب بالقوة، في هذه الأثناء إتصل السيد محسن الحكيم بنوري السعيد وأبلغه " بضرورة تحقيق مطالب المتظاهرين")) وهو الأمر الذي يعكس بأن السيد الحكيم "قدس سره" كان قريبا من المواطنين ويحس بمشاعرهم وآلامهمواليوم وبعد مرور ما يربو على أكثر من أربعين عاما على وفاة المرجع الديني الكبير السيد محسن الحكيم " قدس سره" فإننا نشعر بأن هذه الشجرة مثمرة ورافة الظلال، وها هو أحد غصونها يطل على الناس مثلما فعل جده حين يحاول أن يساوي بين الجميع بدون أن يفرق بين هذا المواطن الشيعي أو السني عربي كان أم كردي مسيحيا كان أم مسلم، الجميع إخوان في هذا البلد الذي ينهلون من ماءه العذب، يزورهم في أوقات محنتهم في الوقت الذي قام جميع السياسيون بتحصين أنفسهم في المنطقة الخضراء بالكتل الكونكريتية وتسفير عوائلهم الى خارج العراق خوفا على أنفسهم وعوائلهم من الأعمال الإرهابية وكأنهم أهم من المواطن الذي ضحى بنفسه في أحلك الظروف ليوصلهم الى قبة البرلمان على آمل أن ينتشلوه من هذا المستنقعزيارة عمار الحكيم حفيد إمام الطائفة المرجع الكبير السيد محسن الحكيم، أعادت الثقة لنفس المواطن بأن هناك من يشعر بآلامه ويشاركه همومه ومعاناته بعيدا عن حسابات الربح والخسارة التي يحسب لها البعض ألف حساب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك