حسن الهاشمي
كل عام وأنتم بخير، ذهب التعب وبقي الأجر وتقبل الله أعمالكم في الشهر الفضيل، ونحن ودعنا هذا الشهر الذي دعينا فيه إلى ضيافة الله، المضيّف هو رب السماوات والأرض الرحمن الرحيم، والضيوف هم عباد الله تعالى، يا لها من مائدة فيها المغفرة والرحمة والبركة والعتق من النار والرضوان الإلهي، أكرم به من كريم وهو أكرم الأكرمين، ضيافتنا استغرقت ثلاثين يوما وهي تتسع لباقي أيام السنة إلى القابل من رمضان المبارك، ضيافة رمضان هي الأرضية الصلبة لضيافة باقي أيام السنة، نتزود منها الإيثار والمواساة والمحبة والشفقة والحنو على الأيتام وتوقير الكبار والعطف على الصغار والرأفة بالضعفاء ومساعدة الأيتام والمعوزين، نتزود منها معاني الخير والمحبة والاستقامة لتنثر على حياتنا تلك المفردات الجميلة ولا أجمل من باقات الورد والأزهار الأخاذة بألوانها العابقة وبشذاها الساحر.وصال هذا الشهر الكريم لبقية أشهر السنة هو وصال الخير وخير الوصال، وصال يتجدد ويتكرر ويعاد كل يوم دون كلل أو ملل، ذلك هو وصال العيد الحقيقي الذي يبقى أثره خالدا في النفوس التواقة إلى كل جديد، ليس في المأكل والمشرب والملعب والملهى فحسب، بل في العلاقات الاجتماعية والأسرية والسياسية والاقتصادية فإنها تتجدد ويزول عنها كل إحن وحقد وإفك وزور ويضفى عليها عبق القداسة، ذلك العبق الأخاذ الذي يفوح عطره من نسائم ليالي القدر ليختزل في وعاء الحياة منذ العيد إلى القابل، ليستنشق منه الباحثون عن الحق والحقيقة اريجا يقوون به على تحدي الصعاب وما أكثرها في زماننا الملبد بتراكمات الباطل.
https://telegram.me/buratha