المقالات

عراقيوا المهجر...

638 17:49:00 2013-08-10

الدكتور يوسف السعيدي

ليسوا عدداً من الافراد ،ولا هم بالمئات أو الالوف انما هم ملايين تجاوزت الاربعة على أقل التقديرات .// لم يتركوا بلدهم تنكراً للمواطنة ..// لم يتركوا وطنهم كنوع من العقوق لارض هذا الوطن ..// لم يغادروا الوطن بطراً ، أو بحثا عن مستوى من العيش ارفع ..// الوطن الذي من ترابه قد جبلوا// ومن مائه قد ابتلت عروقهم// وعلى أديمه قد درجوا..// وفي باحاته قضوا زهو الشباب ..// وطن الاجداد الذي كانت تنطق في عيونهم الحكمة// وطن الامهات اللواتي تفيض قلوبهن بالحنان الى الحد الذي تذرف فيه عيونهن الدموع في الاتراح كما في المسرات ..// وطن القرى المنسية التي استقرت فيها قيم الشهامة ..// وطن الازقة التي ينث من شبابيك بيوتها اريج العنبر ..// وطن الرحمة ، والاخلاق ،والوفاء ،والاخوة..// هذا الوطن، هذا العراق ، قد غادره ابناؤه بالملايين ... ليتكدسوا صفوفا طويلة امام مباني الامم المتحدة والسفارات بحثا عن بطاقة لجوء ...// هذا الوطن صار ابناؤه يقضون نهارات الغربة َّ بالحسرات ، واللهفة الى حياة كريمة لم يعد لها وجود..// افواه صغار تتلهف لجرعة من الحليب ...// وبطون خاوية تحلم بالرغيف ...// وشباب غض مليء بالطموح يبحث عن فرصة للدراسة ..// ومريض يلتمس الشفاء من طبيب وقرص دواء ...// ورب اسرة حائر بدفع الايجار ...// وجوه نال منها الضنا .. ويعيشون الالم الممض ،ويقفون امام مستقبل مجهول ،والسؤال الملح عندهم هو متى يقبلون كلاجئين ؟ أو متى سوف يطردون أولاء هم ابناء أعرق البلدان حضارة واغناها ثروة...// هذه الملايين تركت بيوت الاجداد والاباء ، وتركت في جنباتها المتاع، وتركت في كل زاوية منها اجمل الذكريات..// هذه الملايين تركت البلاد لتحفظ دماءها وكرامتها فقط، لتصون حياتها ، فلقد صار الموت في العراق عادة ، صار الموت منتشراً كالهواء ، فهو في الشارع ، وهو في الزقاق ، وهو داخل سوق الخضار ، وهو مرأب السيارات ، وهو في دكان صغير يبيع الفلافل يسمى مجازاً مطعما ، والموت في المقهى ، والموت على قارعة الطريق ، والموت في مواكب لتشييع الموتى، ومجالس العزاء ..// الناس يقتلون جملة وافرادا ولا يعرف لهم أحد ذنبا قد اقترفوه، أو حزب قد انتموا اليه بل ان معظم الضحايا ليسوا سياسيين وان بينهم وبين السياسية حقداً متبادلاً وبغضاء مشروعة ... ومع ذلك فهذا يقتل لانه استاذ جامعي ، وذاك يقتل لانه طبيب ، وثالث يقتل لانه مهندس ، وآخر يقتل لانه حلاق ، وخامس يقتل لان اسمه عمر وشقيقه يقتل لان اسمه علي ... صارت اسماء الاجداد العظام سبة وجريمة ...// لم يبق اذن لملايين العراقيين من ملاذ ، لقد هربوا من الموت الى جحيم الغربة ، وبعض الشر أهون ...// يحدث كل هذا وكأن ليس في العراق حكومة مسؤولة عن حياة الشعب ...// يحدث هذا والاحزاب في صراعات حول المناصب والمغانم ...// يحدث هذا واغنياء البلاد لا يمدون يداً بالخير لاخوانهم بالله وبالوطن بينما يبذخون الاموال على الملذات ...// ان المهاجرين العراقيين ليسوا غرباء عن وطنهم ليشردوا من وطنهم وتستلب بيوتهم وممتلكاتهم .. انهم اهل الوطن..بينما كثير من دعاة الوطنية هم الغرباء ...// ان للعراقيين حقا في وطنهم ، وفي ثروة بلادهم ..// لذلك فان صرف رواتب الموظفين المهاجرين المتقاعدين منهم وغير المتقاعدين حق وليس منه ..// لذلك فان صرف قيمة البطاقة التموينية حق لكل اسرة مهاجرة ...// لذلك فان تحمل الدولة العراقية لاجور الدراسة في الجامعات والمدارس حق ...// لذك فان تحمل اجور العلاج حق لكل عراقي مهاجر ...//لذلك فان اعادة ممتلكاتهم المصادرة اليهم حق لا نزاع حوله ...// لذلك فان حق المهاجرين في التصويت لانتخابات البرلمان أو مجالس المحافظات عن طريق مكاتب تفتحها السفارات لهو حق دستوري لا ينازعهم فيه أحد ...// لذلك ايضاً فان تعويض الدول المضيفة لمئات الالوف من العراقيين عوناً لها عما تقدمه من خدمات هو واجب على الدولة العراقية ...// وانه من المؤلم ان حكومات اجنبية ومنظمات ، ومؤسسات اسلامية وكنائس تفتح مستوصقات لعلاج العراقيين بينما تتصرف اجهزة الدولة العراقية وكأن الامر لا يعنيها ...// اما كفاهم ان يظلوا غير معنيين إلا بمصالحهم الشخصية والحزبية ؟// وهل سيبقى العراقي مراق الدم ، مستلب الثروة ، ضحية للسياسات الحمقاء ؟// صبراً يا مهاجري العراق ، فما دامت حال بنيت على الظلم ، ولا ظلت اوضاع تعيش على بؤس الناس ....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-08-11
عليكم بتشكيل جيش يقتل شباب بغداد الصدامي
الدكتور يوسف السعيدي
2013-08-11
العتاب في هذا التوقيت يا وطني ... كسكين المطبخ ...إن لم يكن حادا يكبح وان كان حادا يجرح ....سرتني تعليقاتكم ايها العراقيون في داخل العراق وخارجه...انها دعوه الى من يهمه الامر...الى كل شريف عراقي...لديه غيرة على ابناء بلده ..ان يقرا ويعي محن العراقيين...في خارج العراق...دعوه خالصه من القلب المهموم بين جوانح المها وجع السنين ...اقول اما آن الاوان؟؟؟ مرة اخرى تحية حب وتقدير الى كل اصحاب التعليقات اخوتي الاعزاء...وان غدا لناظره قريب...
علي
2013-08-11
الاخ العزيز الدكتور يوسف السعدي سكرا لك ذهبت اموالنا وممتلكانتا في زمن المقبور واليوم بعد 10 سنوات لا نسمع سوى زيادت الرواتب الى اعضاء البرلمان وغيرهم دون الانتباة الى فقراء العراق اتعجب على دولة تترك كوادرها في المهجر وتاخذ من زور شهادتة ومن تسلق من اجل المتاصب والكراسي
راصد وطني عراقي
2013-08-11
لذا فأننا ندعو ونناشد كل من له غيره وشرف من العراقيين في الداخل والخارج لطرح كل ما يروه مناسبا من أجل عودة العراقيين وطرح اي مبادره أو خطه أو برنامج لأعادة أندماج العراقيين في العراق من الطاقات والعقول العراقيه على مختلف مستوياتها وأننا ندعو خصوصا من هم في المهجر طرح مبادراتهم ونحن لدينا برنامج ومشروع ممكن أن ينفع في هذا المجال فيمكننا بذالك الضغط وبقوه على المسؤلين لرعاية مشروع عودة العراقيين من المهجر من خلال رفع ألأصوات والكتابه بأستمرار لأسترداد حقوقنا وبناء بلدنا وتنظيفه من الفاسدين والطغات
السامرائي
2013-08-11
شکرا للاستاذ الكاتب علي المقاله- وازيد واقول ومابال المهجرين المسفرين من بيوتهم ووطنهم عنوه واستملاك بيوتهم واراضيهم وانا وعائلتي وكثير مثلي لم استطع العودة لان بلدنا الذي نعيش فيه لايسمح لنا بالسفر ولان مناطقنا ساخنه ووكلنا المحامي تلو المحامي لاسترجاع ممتلكاتنا وراحت المصاريف التي صرفناها ولم نجني غير الخسائر والحسرات وقلوبنا تقطر دما - وكل هذا وبلدنا الذي كنا نتامل تحسن اوضاعه يمشي الي الهاويه وحسبنا الله ونعم الوكيل
محمد احمد
2013-08-11
بارك الله فيك يااخي يادكتور السعيدي لقد ادركت الواقع والمصائب التي يقعون فيها من المهاجرين الذين يحاولون العودة لخدمة بلدهم بصدق لكن الذين تسلقوا على المناصب لم يعطوهم مجال كونهم شرفاء ونزيهين واصحاب تاريخ ضد الطاغية الارعن صدام اللعين فيلجؤون لاستخدام من لايعرف عنهم شيىء ويصفطون براسه اكاذيب النضا ل ولكن انشاء الله سوف ينفظحون اكثر هؤلاء الذين يدعون انهم دعاة وحزب الدعوة ومؤسسها الشهيد محمد باقر الصدر بريء منهم وسوف يحاسبون قريبا انشاء الله كصدام وعلى ايدي المناضلين الدعاة الصادقين وليس الاديب
راصد وطني عراقي
2013-08-10
أننا نثني على مقالة الدكتور المحترم وتعتبر شجاعه لم نألفها من أحد وهي حقائق لايختلف عليها أثنان أني أرى السواد ألأعظم من المهاجرين العراقيين ينكرون عراقيتهم بسب هؤلاء الدخلاء على السياسه العراقيه وألأدهى أن السفارات عباره عن دكاكين لفئات معينه لتصريف بضائع مهربه ليس ءالا الطاقات والعقول العراقيه نافره ومشمأزه فأصبحت لاتعنيها العوده للعراق بل الغالبيه يفضلون البقاء وتحمل عناء مشاق وتداعيات الغربه لا وألف لا للحكومه ولجميع السياسيين المعنيين فسيأتي اليوم القريب أنشاء ألله لوقوفهم أمام المحاكم ..
العراق
2013-08-10
أنهم المنسيون لا حقوق لهم ولا يعتبرونهم مواطنين والذي عاد الى العراق من بلد الغربة يتبهذل في عراق اللاقانون والحزبية الإنسان في العراق لا قيمة من يريد ان يبني العراق عليه الاهتمام بالمواطن العراقي أولا واحترامه وحمايته
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك