المقالات

لقد تأخرت الحكومة كثير يا حاج !!

606 20:38:00 2013-08-10

عباس المرياني

قبل اكثر من سبعين سنة وقف رئيس وزراء بريطانيا الشهير ونستون تشرشل محذرا العالم كله من المساس باي بريطاني وعلى اي بقعة في المعمورة عندما اعلن ان بريطانيا العظمى سوف لن تقف مكتوفة الايدي حيال اي انتهاك يتعرض له اي مواطن يحمل الجنسية البريطانية وفي اي بقعة من بقاع الارض وان اساطيل الامبراطورية ستكون جاهزة لنصرته والدفاع عنه،وبمثل هذا الخطاب الحماسي دخل ونستون تشرشل الى قلوب ابناء شعبه مع مواقف اخرى كان يحرص على ان يكون شعب بريطانيا على اطلاع بها وبمثل هذه المواقف الجادة تمكنت الشعوب ان تصنع لنفسها هيبة وعزة ومجدا وجلالة وكان من الصعب النيل من هذا الشعب لان ارواح ابناءها غالية وان كل من يعتدي يدفع ثمن هذا الاعتداء غاليا وهذه الدماء لم تكن غالية لعلة فيها ولكن حمية وغيرة قادة البلدان وشعور ابناء هذه الشعب بالمسؤولية صنعت جدارا صلدا من المستحيل النفاد منه لتحطيم هذه العزة والانفة.ولو كان تشرشل وقادة بريطانيا منبطحين وغير مهنيين وعديمي الشعور بالمسؤولية ولو كان همهم المناصب والسرقات والنيل من الاخرين لكان مصير شعب بريطانيا كما هو حالنا اليوم بعد ان غاب الحامي وتكالبت الذئاب علينا وكاننا فريسة دسمة في زمن قحط يرغب الجميع في نهشها والنيل منها وهذا التكالب الداخلي والخارجي على العراقيين سببه القصور والجهل وانعدام الشعور بالمسؤولية وتغليب المصالح الشخصية والحزبية فغاب الانتماء الى الشعب والى الوطن فكان ثمن هذا الغياب استباحة دمائنا وتغريبنا عن وطننا ونحن نعيش في داخله وكان ثمن ذلك استئساد الضباع والكلاب السائبة والخنازير القذرة التي تجمعت من كل اصقاع العالم بعد ان وجدت البيئة ملائمة وبعد ان وجد السماسرة ان شعب العراق شعب منسي وفائض عن الحاجة ولا يوجد من يقف مدافعا عنه.ولو كان عندنا رجل واحد مثل تشرشل او دون ذلك ممن تصدوا لمهمة قيادة البلد في رئاسة الحكومة وعلى مدار السنوات العشر الماضية مدافعا ومحافظا على ارواحنا ودمائنا واموالنا لما حصل الذي حصل ولتوقفت بهائم الارض عن العبث بارواح العراقيين واموالهم خوفا من العاقبة والمصير المحتوم .قبل فترة كتبت مقالا تناولت فيه الاثار التي ترتبت على ليبيا بشبهة تفجير طائرة البوينغ 747 التابعة لشركة بان امريكان فوق منطقة لوكربي الاسكتلندية والتي راح ضحيتها (270)راكبا وكيف ان امريكان فرضت عقوبات على ليبيا معمر القذافي وكيف حصلت على تعويضات بملايين الدولارات لمجرد الشبهة والضن اما نحن فنقتل ونذبح على الهواء الطلق وبفتاوى لا يتردد اصحابها من الحديث عنها علنا في الفضائيات وعلى المنابر الاعلامية في وقت تغط حكومتنا ومؤسساتها التشريعية والقضائية في سبات عميق وكان الامر لا يعنيها.ان الدفاع عن دماء وحقوق العراقيين واجب شرعي وان رد المعتدي كائنا من يكون من الواجبات المؤكدة كما ان تجريم الجهات المنفذة والمحرضة امر مطلوب لفضح هؤلاء الخنازير وتعريتهم امام المجتمع الدولي وامام الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان وكذلك لضمان حقوق الضحايا المظلومين طالما ان الحكومة غير مهتمه بحقوقهم وحقوق عوائلهم.اعتقد ان حكوماتنا الموقرة والجهات المعنية قد تاخرت كثيرا سيادة النائب "عبد الحسين عبطان" وكان عليها ان تتخذ مثل هذه المواقف منذ اللحظة التي استشهد فيها شهيد المحراب وممثل الامين العام للامم المتحدة وكانت هذه الحوادث كبيرة وفضيعة وكان بامكان العراق ان يستغلها لصالح موقفه ضد الاخرين لان هذه التفجيرات والاعتداءات كانت ستمنحه فرصة التعاطف والتاييد الدولي الا ان صمت الحكومة وعدم اهتمامها جعل الكل يتجرا على الشعب العراقي... ومؤكد ان الشعب الذي ليس له قيمة لا يحترمه الجميع..اعتقد ان بامكاننا كشعب ان نصنع لانفسنا قيمة حقيقية دون انتظار الحكومة المشغولة بمصالحها وامتيازاتها ..لان انتظارها لن يحقق لنا الا الهزيمة والذل والهوان لانه متى تنهض حكومة بشعبها وقد بنت مجدها على دمائه وانكساره وضحاياه.كان الامر سيكون افضل بكثير لو ان الحكومة طالبت بدماء العراقيين منذ البداية اما الان فاعتقد ان الامر يحتاج الى ما يشبه المعجزة لتثبيت هذا الامر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-08-11
على السيد عبطان تشكيل جيش لقتل الشباب الصدامي في بغداد
ابو الحسن
2013-08-10
ان ثمن التغيير غالي جدا وامريكا لم تغيير صدام لسواد عيوننا ولوجه الله تعاى اول مصيبه حلت بالعراق مصيبه الحاكم المدني نع وجود مهزله مجلس الحكم 13 شيعي و12 سني كل واحد يحكم شهر وهذا الشيء لم يحصل باي دوله بالعالم لا سابقا ولا حاليا الحل الجذري لمشكله العراق تعدل قانون الانتخابات وجعل الترشيح صوت لصوت بدون قوائم حتى تنتج لنا برلمانا محترم يئتي النائب باصوات الناخبين وليس باصوات رئيس القائمه كما حدث مع الامعات خضير الخلاعي وعزه الدوري او الشر بدر وغيرهم من الحثالات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك