مديحة الربيعي
ماأن يخطب سماحة السيد عمار الحكيم في مناسبة معينة الا ونسمع عن ان خطابه اثار حفيظة بعض الاقلام المأجورة من المتملقين لذوي الشأن المعني وحاشيهم من ذوي الكروش المتخمة,وكأن السيد ليس عراقيا" وليس له الحق في ان يتحدث عن اوضاع البلد المزرية التي تنحدر بالشعب العراقي الى الهاوية ,اقلام لم تنفض الغبار عن عقول اصاحبها ان كان لهم عقول اصلا لكن مثل هذه العينة من الناس لهم جيوب تملئ وليس لهم عقل اوقلوب تفقه امثالهم كأمثال حاشية يزيد ابن معاوية ممن يلبسون الحق بالباطل والباطل بالحق ويحولون الهزيمة الى نصر ,والاعتراض على كلام سماحة السيد يكمن في انتقاده للاوضاع الحالية ولهجوم النائب عزة الشابندر على المرجعية الرشيدة التي اصبحت على مايبدوا احد الاطراف في العملية السياسية دون ان تدري وربما كانت سنتضم قريبا في القائمة السوداء بصفتها احد المتسببين عن هروب السجناء في ابو غريب والتاجي! والاخفاقات الحكومية المتلاحقة التي يتلو بعضها بعضا وربما كانت طرفا في صفقة السلاح الروسي واجهزة كشف المتفجرات ايضا ! ,فما ان تتطرق المرجعية عن الاوضاع البائسة التي وصل اليها العراق سرعان مانجد نائبا او مسؤولا تطاول عليها لاسكاتها عن قول الحق في زمن يدعي فيه البعض من الساسة الديمقراطية فاذا كانت المرجعية التي هي اعلى سلطة دينية تتعرض للانتقاد بسبب الاشارة بشكل عام الى تدهور الوضع في البلاد فكيف سيكون التعامل مع المواطن البسيط الذي يشكو الامرين فاأن يسكت ويخسر عائلته واحد تلو الاخر بسسب الارهاب او يتحدث ويخرج بمظاهرات ويتعرض للاعتقال , وجوه اعتراض (اللوكية) على خطاب السيد انه جاء في العيد ولم يتحدث عن صلاة العيد والتكبير وهل تركتم للناس عيدا فسرادق العزاء تملئ الشوارع والازقة في عموم العراق والارهاب يصول ويجول دون رقيب ,اما فضحية هروب السجناء من ابو غريب والتاجي فهي لازالت الشاغل الوحيد والمميز في عيد العراقيين ,اما الارامل والايتام فلم يحصلوا على رواتب الرعاية الاجتماعية وانما تأجلت لما بعد العيد وانشغلو عن العيد بافتراش الطرق والارصفة لتوفير لقمة العيش , وباقي العراقيين انشغلوا بدفن الاحبة في عيد اصبح نشيده صراخ الامهات وانيين الثكالى والامل ودموع الايتام , ومن يتكلم عن الغيبة وستر الفضائح واكل لحم اخيه وانتم تمئلون بطئونكم من حقوق الشعب العراقي وبنوك سويسرا والحفلات الصاخبة التي احيت مادلين مؤخرا اخرها وحصلت على 400 الف دولار مكافئة شاهدة عليكم والحمد لله لم يسجل حضور لسماحة السيد في هذه الحفلة, ومن الافضل ان تسئلوا عن صلاة العيد وجدوى التكبير في الصلاة اطرافا" غير المرجعية التي تشتمون بها ليلا ونهارا" ,والاجدر ان تستروا فضائحكم اولا" قبل الحديث عن الغيبة والستر ,فليمتعض من يمتعض فالحقيقة واضحة كقرص الشمس في كبد السماء تعمي الابصار ولايمكن تجاهلها واصبح الواقع في البلد لايمكن السكوت عنه فشعب تقطعت اوصاله بين الارهاب وبين البطالة والجوع , بينما الحفلات الصاخبة وحفلات الشواء والولائم تقام داخل اسوار المنطقة الخضراء ذلك السور الذي يفصل بين النعيم والجحيم ,واذا امتعض اصحاب الشأن المعني من كلام المرجعية او كلام سماحة السيد عمار فلينزل الى الشوارع التي تروي قصص الموت وقد اصطبغت ارصفتها بدماء العراقيين, وختاما" اوجه كلامي لمن كتب في مقاله العيد ليس لمن مشى على البساط بل لمن عبر على السراط , قبل ان تعبر السراط ستجد الارامل والايتام والثكالى الذين اكلتم حقوقهم وتخاذلتم عن حمايتهم وشردتموهم في الشوارع بحثا" عن رغيف الخبز , فلا تعجبوا لمن يتحدث عن اوجاع الشعب لانه منهم وضميره مازال حيا" ولكن تعجبواعلى من دفنوا ضمائرهم في مزبلة التاريخ.
https://telegram.me/buratha