حيدر حسين الاسدي
لم تخرج قصص الطفولة التي كانت تحكى لنا في الماضي من سياقها التقليدي ففيها الشرطي يلقي القبض على اللص ليجعل المدينة وأهلها تنعم بالسلام والبلاد ترفل بالأمان .لكن يبدو ان قصص الطفولة وأحلام الصغار هذه الأيام تحولت لكوابيس مرعبة ومفخخات قاتلة تتجول أينما تشاء وكيف ما تريد لتتبدد معها طموحات الأمن الذي أصبح أزمة لا تعرف الحل كباقي أزمات بلادي المستشرية .لم يعد أطفالنا اليوم يصدقون قصص الأمس فاللص أصبح هو القاضي والحاكم والبادي هو المهيمن والمخطط والمنفذ ، الشرطي وعدته تحول لموقف المدافع فهو ضعيف مستكين لا يجرؤ على تنفيذ الأسبقية في الانقضاض على اللص ....لذلك كل طبقات المجتمع العراقي تضع تساؤلات في خضم هذا الظرف العصيب من المسؤول ؟ وأين الخلل ؟ ومن سيجد الحل ؟ ومتى نسمع عن استقالات وإقالات لمقصرين ؟ ووووو تساؤلات لا نجد لها إجابة ، ليس لأنها أسئلة كبيرة وصعبة أنما هناك من لا يريد ان يجيب عليها ولا يريد ان يوضح للشعب حقيقة ما يجري فحقائق الأمور يتحملها أشخاص ، ومصادر الاختراق تنبع من سوء الاختيار والكل بلا استثناء يتحمل الإخفاق.لقد تميزنا نحن العراقيون بكوننا الضحية الاولى بامتياز ودماءنا وحدنا هي التي تروي ارض العراق دون حصاد الظفر في أخر المطاف فما زلنا مظلومين وما زلنا مضطهدين ننتظر الحل من البعيد ونرفض خانعين دور البطولة لنخرج منتصرين.فكل عام وأنتم الشهداء يا أبناء هذه الأرض ، كل عام وقرابين الطفولة حاضر في مذبح الإرهاب ، كل عام ننتظر التغيير ، كل عام ونحن خانعين ، كل عام ونحن ضائعين في شوارع ملت الجثث والموت والتفجير ، كل عام وسيادة المسؤول جاثم على الصدور .
https://telegram.me/buratha