من مقال لسماحة الشيخ الصغير على صفحته في الفيسبوك
إلى متى يبقى الإرهاب يعبث بأمن البلاد ويغتال الطفولة في عيدها؟ ويختطف الفرحة من أفواه الناس؟ وإلى متى يبقى المسؤول الأمني يرتع بين مافيا الفساد في وزارة الداخلية والدفاع، وبين بلادة الممسكين في الملف الأمني؟ وإلى متى يبقى الشعب ضحية لأزمة الحفاظ على الكراسي وتحصيلها؟
أكثر من 12 انفجاراً لحد الآن دوّت أصواتها في بغداد، ولا زال مسؤولو مافيا الفساد يتحدثون عن منجزات الأمن في العيد!! ولا زال كل من يصرخ، يقال له أنت صاحب مصلحة سياسية!! ولا زال كل من يفتح فمه بكلمة حق يتهم؟ وكل من يتملق المسؤول الفاسد يقال له: أحسنت!!!
إلى متى يبقى المسؤول يعلّق فشله على شماعات المؤامرة الخارجية، ويجابه دوي الانفجارات بالتصريح الممجوج المتكرر: سوف نضرب الإرهاب ضربة لن يقوم بعدها أبداً؟
إلى متى لا يلتفت ابن الشعب العراقي المسكين أن مصلحته ليس بالدفاع عن هذا أو ذاك؟ وإنما عليه أن يدافع عن نفسه!! ويدافع عن عياله ولقمة عيشه وعن أمنه وإستقراره؟
أنا أخاطب المسؤولين: فشلتم في حفظ أمن الناس في نفس الوقت الذي تعهدتم بحفظ هذا الأمن، وبدلاً من أن تقدّموا لأطفالهم عيدية العيد، جعلتموهم بأيدي وحوش الإرهاب وكواسر الطائفة الناصبية!! ولأننا نعرف أن كرامة الإستقالة ليست لديكم، وثقافة الخجل من هذه الدماء التي ضجت غاضبة إلى ربها في يوم العيد لا تتمتعون بها، وإذا كان الأمر كذلك فلا تجعلوا المواطنين على الأقل على طريقة: ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء..
إن حرباً طائفية معلنة وبدون خجل وبدون مواربة تشن على هؤلاء، فإن قصّرتم من الوقوف أمام أعدائهم فلا أقل أعطوا المواطنين قدرة الدفاع عن أنفسهم، وليشكلوا لجانهم الشعبية التي تدافع عن مناطقها ونفسها وتتعاون مع القوات الأمنية، لا بل تحافظ على نفس القوات الأمنية وتحمي صنم مكتسباتكم السياسية!!!
لن نقول أين الأموال التي صرفت من ميزانيات العراق على الأمن؟ ولن نتحدث عن عن التردي الرهيب الذي وصلت إليه الأداءات الأمنية، ولن ننقل عن منظمة الاستقرار والأمن في العالم وهي تصنف العراق ضمن الرقم 159 من معدلها البالغ 162 من الدول التي لا تتمتع بالإستقرار.. كلها لن نتحدث عنها، ولكن أما يجدر أن تتيحوا المجال للناس في أن تدافع عن نفسها وتحمي بيوتها ومناطقها من براثن الإرهاب الزاحفة!!
إني أقطع أن الإرهاب ليس قوياً، ولكن القائمون على الملف الأمني هم الضعاف.. والوعي الأمني الساذج هو الضعيف، والفساد الذي يعشش في الأجهزة الأمنية هو القو،ي وكل ما يأتي من بعد ذلك ما هو إلا تحصيل حاصل...!
كيف تريدون أمنا إذا كان منصب قائد فرقة يشترى بثلاثين ألف دولار ونسراً من الذهب؟
وكيف تريدون أمنا والمتحكم بالمناصب أبن إحدى اللاتي طبلن مع منال يونس للمجرم صدام حتى ملها نفس البعثيات والبعثيون؟
وكيف تريدون أمنا وكل الجرائم التي مرت لم تحرك إرادة العقاب للفاسدين ولا الحساب للمقصرين.
سبّوني بقدر ما شئتم وأعرف انكم ستفعلون!! واكتبوا عني سوءاً بقدر ما تريدون وما قصّرتم أبداً!! ولكن سأعذركم لو أمنتم للطفولة البريئة التي ينتمي لها أولادي وأحفادي مرتعاً يلعبون به من دون أن تلوثه دعارة الإرهاب الملوثة بالأصابع القذرة لمافيا الفساد وبالشهوة الخسيسة للمناصب الفرعونية.
10/5/13811
https://telegram.me/buratha