المقالات

عِيدٌ بلونٍ أحمر

457 21:02:00 2013-08-11

عبد الكاظم حسن الجابري

يستمر المسلسل الدموي لإزهاق أرواح العراقيين الأبرياء , وتستمر ماكينة الموت الأحمر بخطف أرواحهم , تلك الأرواح التي تعبت من أدوار الزمن فتحاول أن تقتنص لحظات الفرح .جاء العيد هذه المرة وكنا نحلم بأيام ننفض فيها غبار التعب لنستقطع ثلاثة أيام نعيش فيها سعادة القرب من الأهل والأحبة , سعادة اجزم إن العراق افتقدها منذ زمن علي ابن أبي طالب عليه السلام , أنقضى اليوم الأول ومدننا تتزين بألوان الزينة , وفرحة الأطفال وهم يستلمون العيدية كانت طافية على محيياهم , كانت لوحة جميلة من فرح وسرور وبهجة ومن ألوان زاهية لملابسهم التي اجزم أن الغالبية من أهليهم تعبوا ليشتروا لهم تلك الملابس.أتى اليوم الثاني وليته لم يأتي , أتى وجاء معه الموت الأحمر , مفخخات لا تعرف الإنسانية ولا تعرف الرحمة توزعت على طول خارطة الوطن ولعلني لا أجافي الصواب إن قلت على طول خارطة تواجد الشيعة في العراق , نعم مفخخات الإرهاب الأعمى توزعت في أماكن الفرح التي كانت ترتادها العوائل حالمةً بلحظات استرخاء بعد تعب الصيام , نُصِبَتْ مفخخة قرب مدينة العاب وأخرى قرب متنزه وأخرى قرب مركز تسوق , أماكن نستقرأ منها إن الإرهاب لا يفكر في ضربات للدولة أو مؤسستها بقدر ما هي حرب مفتوحة ومعلنة لإبادة الشعب العراقي .إن خسة ونذالة الإرهاب في اغتيال البراءة والطفولة واغتيال فرحة البسطاء تمثلت في أبشع صورها في ثاني أيام العيد , فما ذنب طفل لم يتجاوز الخمس سنوات تزهق روحة التي هي اطهر من آلاف الأرواح من ذوي اللحى الطويلة والأدبار الموسعة ,يسمون أنفسهم جهاديين على ماذا جهادهم ؟ ومن المستهدف ؟ نعم أخي العراقي ـ الشيعي ـ أنا وأنت المستهدفون , آمالنا , أحلامنا , فرحتنا , وكل شئ نتطلع إليه مستهدفون لأننا نريد الحياة الحرة والكريمة ونريد العيش بسلام .الإرهاب يضرب أنى يشاء ومتى ما يشاء وكيف ما يشاء في ظل عجز امني واضح وحكومة لا تملك زمام المبادرة لصد الهجمات الإرهابية والحفاظ على أرواح المواطنين , ولا نرى خطط جديدة وتغيير في التكتيك الأمني مع المتغيرات الجديدة, كذلك شلل أصاب المنظومة الاستخباراتية , والأَمَر والأدهى هو خروج المسئولين الأمنيين على شاشات الفضائيات لينكروا ويكذبوا العمليات الإرهابية أو يقللوا من حجم الدمار وعدد الضحايا , ويطالبوا الإعلام بان لا يهول الموقف , وكأنهم يتناسون هموم الناس ولا يبالون بآلامهم وحجم الخسائر التي لحقت بهم .أخيرا يا عيد عذرا فرحتنا لم تكتمل بك وألوان العيد المتنوعة كلها صُبِغَتْ باللون الأسود , فأطفالنا ذُبِحُوا على قارعات الطرق ونسائنا ثكلى بأزواجهن وأبنائهن ,عذرا يا عيد فما عاد لك طعم في العراق .

عبد الكاظم حسن الجابري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك