عادل الموسوي
صورٌ تتكلم عن معاناتنا ، لايوجد ابلغ منها جثثٌ تعرف الجاني وتشكوه الى الله، ونحن الاحياء نسجلُ الجرائم (ضد مجهول) لابل احياناً نتهم الابرياء، من اجل التسقيط ،وبهذا نكونُ قد ساهمنا في تظليل الرأي العام ،بل اكثر من هذا فأننا نساعد الجناة في عدم التركيز على الفاعل الحقيقي ونكون قد وفرنا غطاءً له من حيث لانشعر، ولكن هناك من يقصد توفير الغطاء للارهاب، من خلال اظهار تعاطفه مع الضحايا ،ويدلي بتصريحات يوزع فيها اتهاماته على جهاتٍ لاعلاقة لها بما حدث،لكنه يريد ان يضرب عصفورين بحجر واحد ،فهو مستفيد من نجاح العملية واراقة الدماء ، ويستفيد من خلال اثارة الفتن بين ذوي الضحايا، حيث ان اتهامه يوجه الى ابنُ عم الشهيد او اخيه ، والمشكلة ان هناك من يبني على هذه الاتهامات ويرددها ، ويحاول الانتفاع منها ،يحاول توظيفها سياسياً ، متناسياً اننا في شدّة ، واننا في خندقٍ واحد، والعدو لايوفره ان ظفر به ،نحن لانطالبه بالدفاع عنا بل يجب عليه ان يدافع عن نفسه ،نحن لانطالبه بالاتحاد معنا من باب الدين والوطن والاخلاق ،بل نطالبه ان تجمعنا به ( شدّة) ، صحيح ان الاتحاد قوة، والجميع يعرف هذا ، لكن هناك خشية من ان تُستثمر هذه القوة سياسياً لطرفٍ معين ( وهنا يكون مبداء اقتلوني ومالك هو السائد) خصوصاً ونحن مقبلون على انتخابات، هذه الانتقامات (نعم لقد تحولت الانتخابات الى وباء على الشعب العراقي) لانها اصبحت غاية تبرر كل الوسائل الشريفة وغير الشريفة لمن ذاق طعم السلطة وحلاوة الامتيازات وحجم المكاسب............ نحن الان لانريد من الفرقاء السياسيين، التضحية بالنفس، او بالمال، او بالكرسي ،وانما نريد منهم ان يبكوا معنا على مصابنا،لان بكائنا لايسمعه احد ،نريدهم ان يبينوا مظلوميتنا امام الاعلام الذي يهرول خلفهم، لاأن يجاملوا اعدائنا على اننا ( ام الولد) مرةً ،ومرة يرسلون اشارة لأعدائنا يبرؤهم من دمائنا ، طمعاً في توزيرهم ،او الوقوف معهم في تمرير قرارات تخدم مصالحهم، اعتقد اقترب اليوم الذي لاينفع فيه الندم ، ولاخيار امامنا، الا الوقوف بوجه الانتهازيين ، ومحاربتهم ،وفضحهم امام الشعب . نحن نُقتَل، وحجتنا ضعيفة، ومطالبنا خجولة ........!والاخر يَقتُل ،ويطالب ،وصوته عالي، ويتهجم ويتوعد ويطالب ،ويدعي انه مهمش ومظلوم ومُحارَب......... فهل يقبلون بتبادل الادوار؟
هذه صورة اهلي، بعدسة مواطن غير محترف، وعلى بساطته ،والتقطها بلاشعور اثناء التفجيرات، والاجساد تتطاير والدماء تسيل ،فهل تتحرك دماء السياسيين ، هل ترتجف شوارب الرجال غيرةً على ابناء جلدتهم، هل يتحرك العرق العراقي( ولااقول العربي لان العرق العربي هو من يقتلني) ويمسح على رؤوس الايتام ، هل تتحرك النخوة عند من طُمت رؤوسهم بالاموال وينشفوا دموع الارامل.............؟ الى الله المشتكى وعليه المعول في الشدة والرخاء.....
https://telegram.me/buratha