المقالات

ذكرى رحيل شهيد كان امة في رجل ( ح 2 ) آية الله الشهيد السيد محمد التقي الجلالي

2258 14:49:00 2013-08-12

الحق المهتضم

تواصلا ً مع شهيدنا السعيد آية الله السيد محمد التقي الجلالي يشرفني أن أضع بخدمتكم بقية المشاريع التي تبنــّـاها في ناحية القاسم ع و هو :

9 ــ مشروع صندوق القرض الحسن لأصحاب الدخل المحدود و الذي إستفاد في الغالب منه الكثير من الموظفين حيث يقــّـدم طالب القرض قطعة من الذهب رهناً ليكون ضماناً لتسديد المبلغ الذي يقترضه ، و يعيده في مدة أقصاها ستة أشهر ،علما ً أن هذا المشروع بدأ بتبرع مالي زهيد ( خمسون فلساً ) و لا تحديد لأكثره حيث كان الميسورون يدعمون هذا المشروع بمبالغ عالية جداً ، و ليس بالضرورة أن يكون المتبرع من ذوي الحاجة بل ليكون له صدقة جارية . و قد إستفاد من هذا المشروع الخيري البسيط الآلاف من العوائل و الموظفين لسد إحتياجاتهم اليومية .

10 ـــ مشروع مساعدة شهرية لعوائل المعتقلين أو من أعدم النظام رب العائلة ، و العوائل المتعففة سواء من أبناء الناحية أو من خارجها . مضافاً الى المساعدات العينية مثل الطحين و الرز و اللحوم و الملابس خصوصاً في الأعياد و المناسبات الدينية ، و لم ينقطع صرف المعونة لشهر بل كان الشهيد يقترض إذا لم يكن ما يكفي من الحقوق الشرعية بين يديه ، و ربما وصل الأمر بمدّ يد العون الى تأثيث بيت ، أو بناء ، حسب الحاجة و السيولة المالية التي ترد من الحقوق للشهيد . علماً أن مراجعي الشهيد و من يقــّـدمون الحقوق الشرعية لا يقتصر على أبناء الناحية المقدسة .

11 ـــ مشروع إنشاء مكتبات في القرى لتثقيف المجتمع خصوصاً في الأيام الاولى التي إستقر فيها الشهيد في ناحية القاسم ع وقتها كان المدّ المعادي للأسلام قد غزى البلاد العربية عامة و العراق و المناطق المحيطة بالناحية خاصة إذ أن بعض هذه المناطق المحيطة بالناحية يطلق عليها ( موسكو الصغرى ) و لكن الجهد المتواصل ليل نهار كان العامل الرئيس في إنحسار هذا المدّ ليس في الناحية فقط بل القرى والأرياف ما بين محافظتي بابل و القادسية . و يعود نجاح هذا الجهد مع ما كان يحمل من مخاطر على حياة الشهيد و لكن الدعم العشائري كان سنداً ً و ظهيراً للشهيد ، والذي كان يقف بقوة و صلابة مع كل مشروع يقوم به الشهيد لمنفعة المنطقة و ما جاورها . و كان الشهيد يبذل جهداً إستثنائياً في ذلك و هو الزيارات المنظمة للعشائر المحيطة بالناحية ما يبن محافظتي بابل و القادسية . و قد يقتضي الأمر زيارة عشائر خارج المحافظتين لما يمثله الشهيد من ثقل في الساحة الحوزوية لأنه كان الشخصية البارزة و يحضىى بإحترام و رعاية خاصة من المرجعين الإمام السيد محسن الحكيم و الإمام الخوئي ( قده ) .

و كانت لا تمر مناسبة فرح أو عزاء إلا ّ و تجده سّــباقاً إليها . و إذا ما كان في النجف الأشرف للدراسة و سمع بوفاة أحد أبناء المنطقة تراه مشاركاً في مراسيم التشييع و الحضور في فاتحته في ناحية القاسم ع ،و هذا ما جعل الشهيد يدخل القلب بلا إستئذان و محط إحترام حتى من يخالفه الرأي أو الفكر لأنه يرى الجميع بمنظار واحد . و قد تتكرر زيارته للمنطقة بحسب الحاجة للحضور .

مضافاً الى أنه كان لا يعرف شيئاً إسمه نزهة أو إستجمام في حضوره المجالس العشائرية بل كان بعد أن يلقي توجيهاته و يستمع جيدا ً الى مشاكلهم وحّــلها يبدأ رحلته مع التأليف أو التدقيق ، و كثيراً ما كان يصحب تلاميذه معه بمعية كتبهم لإلقاء دروسهم الحوزوية في هذه السفرات التي يراها البعض إستجماماً ، لأنه يعتبرها مضيعة للوقت الذي كان حريصاً على عدم تفويت الفرصة بل أحيانا ً لا يخلد الى الراحة إلا ّ ساعات قليلة جداً ليستعيد طاقاته و نشاطه الفكري .

12 ــ المحاضرات الثقافية العامة و الدينية التي تبث يوميا ً من داخل الحوزة العلمية في ناحية القاسم ع . و من مكبرات الصوت التي تغطــّـي جميع أحياء الناحية و التي كان لها الأثر الكبير في توعية المجتمع و خلق جيل ٍ جديد من الشباب الواعي ، و الذي كان محط إهتمام الشهيد خصوصاً الكوادر المثقفة التي كانت تشارك بصورة فاعلة في المناسبات الدينية ، من إلقاء قصائد شعرية و كلمات و أهازيج .

و هنا أود الى أن نجاح فكرة مكبرات الصوت في الناحية و إستمراريتها كان وراءها الدعم المادي من الشهيد و براتبٍ شهري للعّمال الذين خصصهم الشهيد كل حسب منطقته لإدامة البث .

13 ــ دعوة الخطباء لإقامة مجالسهم الإرشادية مضافاً الى المناسبات الدينية والذين يعّـدون من الرعيل الأول في العراق أمثال الشيخ سعيد الحلي والشهداء السعداء السيد جواد شبّر ، السيد جابر أبو الريحة ، السيد عبد الرزاق القاموسي و الذي كان يعّبر عنه بـ ( الوائلي الصغير و هو خريج كلية الفقه في النجف الأشرف و الذي إعتقله النظام المجرم بعد زواجه بـ ثلاثة أشهر و اعدم ) ، السيد عبد الحسين الشامي ( الذي كان يجمع بين سرعة البديهة و روح المرح ليخلق أجواء جّـذابه للشباب و الأطفال) ،الشيخ هادي النويني ، ومن ( الأحساء ــ السعودية ) المغفور له الخطيب الشيخ علي السمين . و كل من ذكرت كان دائرة معارف و له شهرة واسعة في العراق و دول الخليج ،و لابد أن أضيف نقطة هامة وهي أن المواكب الحسينية التي كانت تحضر الى الناحية المقدسة بجميع المناسبات الدينية و وفيات الأئمة ( ع ) لها الأثر البالغ في الوعي و ترسيخ العقائد الحقة .

إذ كان ما يعرف بالرواديد الذي لهم شهرة في ساحات المآتم الحسينية لهم حضورهم الفاعل في الناحية أمثال المغفور لهم :  الدكتور عباس الترجمان ، حمزة الصغير ، عبد الرضا النجفي ، الشيخ ياسين الرميثي ، مهدي الأموي ، سعيد الهّـر الكربلائي ، وطن النجفي ، جاسم الطوريجاوي ، و الخطيب و الرادود الشيخ وهاب الأسدي( و الذي عرف عنه بصاحب الحنجرة الذهبية حيث كان يجيد جميع الألحان الحسينية بجدارة فائقة ) و والده الحاج قاسم الأسدي اللذان كانا من سكنة الناحية المقدسة .

و الى لقاء قريب في حلقة جديدة و هامة في حياة الشهيد السعيد . و أرجو أن يتحملني القارئ الكريم و لا يصيبه الملل في متابعة الحلقات لهذا الشهيد السعيد لأن فيها الكثير من المعاني و العبر . وجّـل إهتمامي و ما أصبوا إليه هو أن لا يضيع الجهد المتواصل للشهيد السعيد و أمثاله ، و يصبح في طي النسيان في ظل من لا يعطي لكل ذي حق حقه من الشهداء في عراقنا الجريح و الذين روّوا بدمائهم الزكية أرض الأنبياء ليبقى نهج أهل البيت ع معلماً للامة .

و من المحزن أن الكثير ــ ربما من أبناء الناحية المقدسة ــ ممن يسمع بالشهيد لكنه لا يرى أثراً لمشاريعه التي دفع من أجلها روحه الطاهرة قربانا ً لإنقاذ المجتمع من الضياع . و أسأل الباري عزّ وجل أن اوفق لبيان ما يسعني بيانه مما يجول في الذاكرة لرّد الجميل لهذا العلم الشامخ في سماء العلم و الشهادة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الحق المهتضم
2013-08-15
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته من نعم الله على العبد أن يوفقه لمثل هذه الخدمة الشريفة للكتابة عن شهيد بذل دمه في محراب العقيدة و خط نهج اجداده الاطهار ع . نسأل الله أن يكون هذا الوقوف المتواضع امام جهد شهيد سعيد مفبولاً عنده جّل إسمه . احييّ كل من شرفني بالتعقيب و أضع أمام حضراتهم السيرة الكاملة للشهيد السعيد في الرابط أدناه : www.aljalali.net/m03.htm سائلاً المولى لهم التوفيق و التسديد ، و سأتواصل معهم ان شاء الله في حلقات قادمة هامة عن إلقاء الضوء على مستجدات لم تكن مذكورة في سيرة الشهيد ،
رافد سلمان العوادي
2013-08-15
للشهيد السيد الجلالي موقع على الانترنيت يمكن الاطلاع بالكامل على سيرته كما ان نجله السيد قاسم الجلالي من الخطباء والعلماء النشطين في الاوساط العلمية وقد نشرت له العديد من الكتب والمقالات وبالتحديد في بيروت اخرها رايته في منشورات الاعلمي ( تاريخ العتبات المقدسة في العراق ) وله موقع على الانترنيت فيه محاضراته وسيرته ، ونقل لي الدكتور مخلص الجده ان السيد قاسم يدير موسسة دينية في جنوب بريطانيا رحم الله علمائنا السالفين وحفظ الله الباقين العاملين
ابو ايمن
2013-08-15
رحم الله الشهيد السعيد حبذا لو كتب لنا عن سيرة السيد الشهيد وكيفية استشهاده حتي نتعرف علي شخصيته اكثر حيث ان السيد غير معروف لدينا في البحرين
امجد سلمان
2013-08-14
الشهيد الجلالي شاهد حق على مظلومية اهل البيت في العصر الحاضر وان النجف والحوزة قدمت الكثير من الرموز لاعلاء كلمة الله في الارض رحم الله الشهداء الابرار
ابوا حيدر
2013-08-13
السلام عليكم :الى وكالتنا الموقرة لقد كتبنا تعليقا يليق بشخصية شهيدنا البار والغالي كان الأحرى بكم نشره لأنه لايوجد به ما يستوجب تهميشه؟!!!!!! ودمتم سالمين وموفقين .
علاء فاضل طعمه
2013-08-13
اسرة ال الجلالي عريقة في العلم والجهاد وكان والد الشهيد الجلالي السيد محسن الجلالي الكشميري من اعلام كربلاء المقدسة ومن علمائها البارزين وكان استاد معروفا وكان امام الحرم العباسي عليه السلام استشهد في احدى مستشفيا ت كربلاء بواسط ابرة سامه من قبل ازلام النظام البائد وكان ذلك يوم الاربعين الحسيني نقل جثمانه الى النجف الاشرف وصلى عليه السيد الخوئي رحمه الله ودفن في الصحن الحيدري وللشهيد اخوة علماء ومحققون كما له ابناء علماء وخطباء رحم الله شهداء الاسلام من الصدر الاول الى يوم قيام الساعه
عبد الله
2013-08-13
الرحمة للسيد الجلالي واللعنات على صدام وكلابه البعثية صغيرهم وكبيرهم حيّهم وميّتهم
ماجد النجم
2013-08-13
الشهيد الجلالي رحمه الله من شهداء الفضيلة وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ {آل عمران/169} فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {آل عمران/170} يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ {آل عمران/171}
خالد محمد حسن
2013-08-13
السيد الشهيد الجلالي العالم العامل الذي اوقف نفسه وحياته وكل ما اتاه الله من قدرات وطاقات في خدمة اعلاء كلمة الله في الارض وخدمة المظلومين رحمه الله برحمته الواسعه
ماجد عبد الحميد
2013-08-12
بسم الله الرحمن الرحيم قرات كتاب باسم ( قبس من سيرة الشهيد الجلالي ) للشيخ حيدر الحلي ولعل كاتب المقال مطلع عليه وان لم يطلع عليه ارجوا منه البحث عنه والاستفاده منه وكان من الضروري ان يعرف الكاتب بنفسه وشكرا
محسن الخفاجي
2013-08-12
للشهيد الجلالي رحمه الله موقع على الانترنيت مذكور فيه حياته ونشاطه وسيرته وايضا طبع كتاب في حياته
بنت الهدى
2013-08-12
كان والدي من تلامذة الشهيد اية الله الجلالي واتذكر عنه الكثير من الدروس والعبر والنصائح التي كان يرويها عن الشهيد الجلالي رحم الله من قراء الفاتحه على روح الشهداء
سمير المحمداوي
2013-08-12
رثاء الشهيد الجلالي للشاعر المرحوم الشيخ محمد سعيد المنصوري قال : انت للعلم مثال ******وبه العلياء نلت * انت ما مت ولكن *****صرخ التاريخ غبت
السيد الحسيني
2013-08-12
السلام عليكم رحم الله شهدائنا الابرار والشكر والتقدير لكاتب المقال لكن كان الاجدر ان يذكر اسمه الكريم فان لذلك بالغ الاثر في توثيق الحقائق التاريخية شكر الله سعيكم
طلال الشمري
2013-08-12
رحم الله الشهيد الجلالي لقد كان رمزا للتقوى والصلاح وشكرا لكاتب المقال
الدكتور شريف العراقي
2013-08-12
اللعنة على صدام والصداميين السابقين والحاليين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك