المقالات

هدوء | إنها حرب إبادة، إنها السعودية

577 09:35:00 2013-08-12

ناهض حتر

آن الأوان لكي نضع مناورات الكتابة السياسية جانباً، ونسمي الأشياء بمسمياتها؛ فقد أمسى المشهد، في بلادنا، واضحاً ودامياً وفاقداً للحياء: السعودية تشنّ حرب إبادة، بالمعنى الاصطلاحي الفعلي، ضد الشيعة والعلويين في العراق وسوريا، وتلوّح بتوسيع هذه الحرب البشعة، لتشمل لبنان، أيضاً. وفي الأثناء، تكبس الشيعة في الجزيرة العربية والبحرين، بكل صنوف القمع والإلغاء. وتحدث هذه الجريمة المؤدلجة المصممة المموّلة بالمليارات، علناً، وسط صمت شامل ينمّ عن انحطاط أخلاقي غير مسبوق، وتواطؤ مفضوح من قبل الغرب والعرب والترك والكرد، دولاً ومجتمعات ومنظمات وحركات وأحزاباً ومثقفين.الشيعة أنفسهم يصمتون. وفي هذا الصمت حياء من الإعلان عن الذات، وكأنّ في هذا الإعلان فضيحة، أو كأن في قلب الانتماء الشيعي أو العلوي، شعور مضمَرٌ بالذنب، لا يفكّه سوى خطاب يقرن بين التشيّع بالكفاح من أجل فلسطين على نحو ما فعل حسن نصرالله... يعني، بالخلاصة، كأنّ المبرّر الوحيد الذي يمسح الخطيئة الأصلية للتشيّع هو فلسطين!طيّب... سأمشي مع هذا المنطق حتى نهايته: أيحلّ ذبح الشيعي إذا لم يكن قد كرّس حياته من أجل تحرير القدس؟ أليس له، في حد ذاته الإنسانية والاجتماعية والقومية، الحق في الحياة والاعتقاد والعروبة والشراكة الوطنية؟المصدر الرئيس لمعاداة الشيعة، بالطبع، هو السياسة الإيرانية المعادية لإسرائيل، وهيمنة خط المقاومة لدى شيعة لبنان، لكن ماذا بشأن الشيعة العراقيين؟ وقد مشى كثير منهم في منهج التحالف مع الولايات المتحدة، وغطّى العديد من ساستهم غزوها للعراق؛ فكانوا، في السياسة الإقليمية والدولية، في خندق السعودية والأنظمة الخليجية التي طالما هدّدها صدّام حسين؟ الفلاّحون المسالمون في بلدتي نبّل والزهراء الشيعيتين السوريتين، لم يكونوا، يوماً، شركاء في أي معادلة سياسية، ولا مؤثرين في أي اتجاه؛ فأين يمكن، إذاً، أن نبحث عن دوافع فرق الموت التكفيرية للإصرار على محاصرتهم واستباحتهم وذبحهم؟ وإذا كان تكتيك الجماعات المسلحة للتوغل في ريف اللاذقية مفهوماً من الناحية العسكرية، ففي أي فهم يمكننا أن نضع حفلات الذبح والاغتصاب وخطف السبايا؟ إنها جريمة تطهير عرقي موصوفة في القانون الدولي الغائب، كلياً، في هذه المذبحة التي ترتكبها السعودية ضد الطوائف الشيعية.في العراق نظام سياسي يستحق انبثاق معارضة وطنية شعبية واسعة تصارع المحاصصة والفشل التنموي والفساد؛ ولكن، في أي تصنيف للصراع يمكن أن نضع المَقْتَلَة اليومية لعشرات آلاف المواطنين البسطاء، تمزّق الانفجارات حيواتهم عقاباً لهم على ولادتهم في أسر شيعية؟ سوف يدفعهم ذلك، بالطبع، إلى منح نظام يسحقهم اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، ولاء مذهبياً يمنع المعارضة والسياسة والتغيير.دعونا نواجه الحقيقة المطموسة تحت ركام التعصّب والملَق والانتهازية والمخاوف والتعلّق الواهم بـ «الصحوة الإسلامية»؛ نحن، بلا رتوش، في مواجهة نازية سعودية سوداء، ولكن موضوعها الشيعة وليس اليهود. وهي، بالطبع، نازية رثّة متخلّفة لا تخوض حروب إبادة لبناء امبراطورية قومية، كما كان حال النازية الهتلرية، وإنما تلغ في دماء الشيعة، لدوام سيطرة نظام قروسطيّ يحظى بالدعم الإمبريالي ليس، فقط، للنهب ــــ فهو ممكن في ظل نظام حديث ــــ بل، بالأساس، كمركز عمليات ضد حركات التحرر والتنمية والتقدم الاجتماعي في العالم العربي.لن أتوقّف عند النفاق الأميركي الذي يدين «جبهة النصرة» في سوريا، و«القاعدة» في العراق، بينما تغطيهما الولايات المتحدة، سياسياً وأمنياً، والأهمّ أنها تغطي المراكز التي تجنّدهما وتموّلهما وتسلّحهما، بقيادة السعودية؛ بل سأتوقّف عند الاتجاهات الانتهازية المتواطئة مع حرب الإبادة النازية السعودية ضد الشيعة. وأبدأ بالجماعات الموضوعة على قائمة الإبادة من الجماعات المدنية السنية ـــ وهي تشكل الأغلبية ـــ والمسيحيين والدروز والعلمانيين... أنتم، جميعاً، أهداف أسهل للنازية السعودية، فارفعوا أصواتكم اليوم؛ إنني لا أفهمك يا رفيقي في التيار المدني المصري، كيف تصمت على مذبحة الشيعة، وتتخذ السعودية نصيراً، وأنت تواجه الإرهاب نفسه! ولا أفهمك يا رفيقي اليساري كيف تغرق في تحليلاتك ولا يدفعك ضميرك لكي تصرخ في وجه القَتَلة! ولا أفهمك أيها المسيحي اللبناني كيف تتحسس من شيعيّة نصرالله المعلنة تحت القصف، ولا ترى السكاكين المعدّة لرقاب بنيك، يصدّها عنهم رجال نصر الله بالذات! أتظنّ، كبعض الدروز، أنك خارج المذبحة؟ طيّب! دعك من هذا كله، فأين هو الضمير المسيحي؟ أين هو الضمير اليساري؟ أين هو الضمير الليبرالي، ضمير المواطنة والشراكة والإنسانية؟تعالوا نسمّي الأشياء بأسمائها. تعالوا نصرخ: إنها حرب إبادة! إنها نازية جديدة! إنها السعودية، عدوّة العروبة والتحرر والتقدم، وصنو إسرائيل!نقل عن جريدة الاخبار اللبنانية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-08-12
قلتها في تعليق سابق واكررها اليوم وبفم مليان وصوت عالي لن يتوقف الارهاب السعودي عن الشيعه في العالم الا بضرب عاصمة الارهاب العالمي الرياض بالاسلحه غير التقليديه الكيمياويه وغيرها وخاصه ضرب القصور الملكيه والامنيه المهمه فانه استخدموه في حلب وسوف يضربون المنا طق الشيعيه في العراق بهذه الاسلحه قريبا انتبهو ياساسة الشيعه فان الخطر قادم ومباركة الامريكان وكيف يعقل القاعده في سوريا صديقه والقاعده في اليمن عدوه ... واكررها للمره الالف ضرب عاصمة الشر بكل ماتملكون من اسلحه.وبذلك سيوقفون علماءالشرعنا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك