احمد سعدون
جميع بلديات دول العالم تتسابق في أي مناسبة تمر فيها بلدانها سواء كانت مناسبة وطنية ام دينية او اجتماعية لتقديم الخدمات لأبناء سكانها من وسائل ترفيهية وبناء طرق وجسور و أبراج وساحات العاب ومسطحات مائية ومنتجعات سياحية لتظهر مدنهم بحلة جديدة تختلف عن العام السابق الغرض منها الترفية عن كاهل مواطنيها وتشعره بالسعادة وقضاء أوقات ممتعة مع عوائلهم في فترات الاستراحة و جذب السياح من باقي دول العالم للاطلاع على واقع ورقي مدنهم واطلاع العالم على حضارتها وتاريخها محققة من ذلك انتعاش اقتصادي وعيش رغيد لمواطنيهم ، والأطفال في هذه الدول لهم الحصة الأكبر من هذه الخدمات من اجل زرع البسمة على شفاههم وإشعارهم بالطمأنينة وحب الوطن وأبعادهم عن العقد النفسية وضوضاء الحياة ليكونوا مهيئين لتقديم العطاء والإبداع لبلدنهم باعتبارهم أجيال المستقبل ولشعور الدولة بالمسؤولية اتجاههم لذلك تقوم جاهدة ًبوضع خطط ودراسات ومراكز بحوث من قبل خبراء واكاديمين لنمو وتطوير وتأهيل هذه الشريحة المهمة ، ولكن القضية في بلد مثل العراق العملية معكوسة تتباهى بلديتنا وأمينها الشاغر لدواعٍ سياسية ليس في الإسراع في تقديم الخدمة لأبناءها وإنما في جمع أشلاءهم المتناثرة فوق الأسطح والبنايات والأزقة وفي ألاماكن العامة جراء التفجيرات الدموية التي تلاحقهم يومياً وبلا رحمة في كل بقعة وشبر من هذا البلد ، تتباهى وهي تجمع الأيدي والأرجل والرؤوس المحطمة والمحزوزة عن الجسد في أكياس القمامة المخصصة لجمع النفايات لتقديمها لذوويهم لتوفر عنهم جهود البحث عن قدم او ساق من بقايا الجسد المفقودة لتكون آخر ماتبقى من ذكرى لأب او أم فقدت ابنها او زوجة فقدت زوجها محققة الأمانة بذلك انجازاً عظيماً تقدمة لابناءها يضاف لانجازات فوضى الحكومة المبجلة ليصنعوا من هذه البقايا الجسدية قبراً يترددون عليه وزيارته في مناسباتهم وحصولهم على شهادة وفاة تمكنهم من المرور عبر السيطرات الأمنية التي تدقق في جثة الضحية قبل وصولها الى مثواها الأخير وغاضة النظر على عبور المفخخات بالعشرات وهي تبطش بحياة المواطنين الأبرياء وساعية جاهدة على قدمٍ وساق لتوفير المياه ليس لسد النقص الحاصل في شحتها وإنما لغسل الأرصفة من دماء أبناءها التي أصبحت نهر ثالث يضاف الى نهري دجلة والفرات ولكن نهر بلون احمر
https://telegram.me/buratha