المقالات

ثقافة الرفض و التغيير ...!

606 15:18:00 2013-08-12

فلاح المشعل

ينتج الشعور بالضعف و تراكم الفقر وفائض الإضطهاد أحساسا بالتهديد والخوف ثم الإستسلام للسلطة ، هذا نمط من سلوك عبودية مقيمة في الشرق العربي ، تركته خلفها شعوب العالم منذ قرون مضت .مركب الإضطهاد يدفع الشعب ، واقصد هنا شعب العراق ، الى إنتظار إرادات من خارج تكوينه لتحريكة بأتجاه بناء موقف رافض او تغيير يشمل حياته ، واعني بذلك السلطة السياسية (الحكومة) التي تملك مفاتيح العمل.لعل فكرة إنتظار المخلص التي توارثتها الأجيال عبر أكثر من الف عام أحد المؤثرات التي تشتغل باللاوعي في إهمال ثقافة الرفض والتغيير، او وضعها في صف الإهتمامات الثانوية او الفردية غير المعبرة عن مزاج ورؤيا الروح الجمعية للشعب .تداخل مركبات الضعف أنتج ظاهرة الهروب من والمسؤولية ، وإزاحة الستارةعن عدم إحترام الذات، وانعدام الإحساس بالقوة وصناعة المستقبل .قبل مائة عام اقتضت الشروط الموضوعية وجود نمط من شكل مبسط لدولة عراقية خارجة من الإحتلال العثماني نحو خانات المستعمر البريطاني ، وإذ دعت الضرورة لإيجاد حاكم ليس من الحضيرة الأنكليزية فقد عرض العراقيون آنذاك رغبتهم بوجود حاكم عربي هاشمي ...!إختيار حاكم من خارج النطاق الوطني يعكس سلوك الخوف والإرتياب من المبادرة والشعور بالدونية . لاسيما وان بلداً مثل العراق يزخر بالقبائل العربية ، ووفرة العائلات من السلالة الهاشمية ..!؟بعد نحو 40 عاما ، جاء انقلاب تموز 1958 بشريحة ضباط الجيش ليؤسسوا تأريخا جديدا من حكومات العسكر، المدفوعة بروح المراهقة وحب التسلط وقد توجت بنظام فاشستي دكتاتوري حكم البلاد بالخوف والسجون والموت والحروب ، أنفق خلالها الشعب العراقي أكثر من مليون ضحية ومليوني مهاجر، وآلاف المقابر الجماعية دون ان يترشح عن هذه الويلات ثقافة رفض او تغيير شعبي ، ولولا تهالك الجيش العراقي في هزيمة كارثية إثر حرب الكويت 1991 ، لما أنطلقت قذيفة دبابة الجندي الثائر في ساحة سعد بالبصرة لتسقط جدارية الدكتاتور صدام ، إيذانا بالإنتحار الذي أنتهى الى إنتفاضة فوضوية .كان الرفض يتسع و يغورعميقا في روح الشعب ، جراء إنغلاقه بطبقات سميكة من الرعب ، وهكذا كان الشعب ينتظر التغيير حتى جاء الإحتلال الأمريكي فصفق له الشعب ولم يسأله لماذا ؟ وكيف ؟ ووو الخ .ومنذ عشر سنوات قدم العراق من الخسائر مايفوق كل خسائره في الحروب والمقابرعبر مائة عام ، لكنه أرتضى بهذه (السلطة ) البضاعة الرديئة للمحتل الأمريكي ، ولم يقوعلى انتاج فعل التغيير، رغم محاولات الدفع الميكانيكي للمحتل بصناعة منظمات مجتمع مدني او ماتسمى بالحريات أو حقوق الإنسان .ضعف قدرة الشعب على ولادة ثقافة الرفض والتغيير، لاترتبط بالأسباب الواردة أعلاه وحسب ، وإنما بطبيعة السلطة وسلوكياتها التي حافظت على ثوابتها القمعية ، وهو مانأتي عليه في موضوعنا المقبل .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك