الحاج هادي العكيلي
حين قال أبي سفيان ( تلاقفوها يا بني أمية تلاقف الكرة بيد الصبيان فو الذي يحلف به أبو سفيان فلا جنة ولا نار ولا معاد ما قاتلتكم لتصوموا ولا لتصلوا ولا لتحجوا وتزكوا وإنما قاتلتكم لأتآمر عليكم ) فما عسى أن يكون من تغذى بتلك الآراء حين يتسلم سدة المحافظة ويتولى رقاب شعب ذي قار ويرقى الكرسي ويجلس للحكم عليهم: نعم فإنهم رأوا عهداً لم يكونوا بالغيه من قبل ، عهداً لم يكن في الحسبان ولا في الديمقراطية المسلفنة هي المفزع عند الملمات، وإنهم رأوا قوانين وأحكاماً تتنافى وما للشعب من مقدسات. فقد كثر قتل الأبرياء وساءت أحوال الشعب وتفشت الفوضى وشملتهم الفاقة والفقر مع استهتار الناصري وظلم أشياعه عند ذلك سيهتف المخلصون من أعماق نفوسهم وتنقدح شرارة في وجه الظلم والاستبداد كما انقدحت الشرارة الأولى من بيت عبد المطلب في وجه الجاهلية العمياء فكان من الضروري أن يتطلع الشعب إلى رجل شجاع كفوء وكرسي المحافظة يستغيث بمحافظ يحكم الشعب ليعيد إلى الناس إطمئنانهم ويهديهم إلى الصراط السوي.لواقعة تشكيل الحكومة المحلية في محافظة ذي قار عوامل وأسرار كثيرة، ولعل الظلم والإستبداد والتلاعب بالقوانين المقدسة من جهة، والوعي والتذمر من جهة أخرى ضد ذلك الظلم هي الأسباب الوحيدة والعناصر الفعالة في كل نهضة في المحافظة. يتلمس ذلك كل من قرأ تاريخ تشكيل الحكومات المحلية في المحافظة ووقف على اسرارها .
لقد تعود المسلمون من حين أن رن في آذانهم صوت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أن لا يعرفوا إثرة لسلطان أو ميزة لحاكم فالدين للجميع والحق للآمة والخليفة أو الحاكم واحد منهم له ما لهم وعليه ما عليهم حتى أن ابتز الحكم بنو الناصري فإذا الأثرة النفسية والفوضى في الحكم طابعهم الخاص. نعم فما أن تسلموا دفة الحكم حتى إنغمسوا في ملاذهم وشهواتهم متجاهرين بأنواع الاستيلاء إذ لم يقيموا للنواميس الإسلامية ولا لحقوق الشعب أي وزن وإحترام
أجل لقد تجلت هذه الصفات بأبشع مظاهرها في حكم الناصري. فقد كان لا يعرف من حياته سوى الاستيلاء على الاراضي والممتلكات والاستحواذ عليها إلى غير ذلك من الاطماع التي يندى لذكرها جبين الإنسانية، ولا يندى لها جبين الناصري
ولا غرابة إذا كانت حياته مليئة بالاطماع متخذاً أمر الحكم استعباداً للشعب واستيلاءاً للممتلكات العامة ، ولكن لم يتعضوا من النهضة الحسينية عندما نظر الحسين (عليه السلام) إلى اضطراب أحوال المسلمين وإلى ما حاق بهم من الظلم والجور ورأى الدين والعقيدة من انهيار وتفسخ ومن إنه اصبح العوبة بيد يزيد وعماله نهض حفيد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) في وجه الأمويين بعقيدة راسخة وإيمان ثابت لينقذ المسلمين من ذلك الظلم والأستعباد وينتشل الدين من أيدي المجرمين الذي أرادوا أن يطفئوا نوره الوضاء فأحيى بموته الدين، وأقام بمصرعه العدل بعد حين .وان شاء الله سيتحقق العدل قريباً بأذنه تعالى .لقد اضطربت أحوال الشعب العراقي والى ما حاق بهم من الظلم والجور وأصبحت أمور الحكم ألعوبة بيد المالكي وعماله، والشعب ينتظر من ينهض بوجه هؤلاء وينقذهم من الظلم والاستعباد الذي وقع عليهم وينتشلهم من تلك الأيادي التي لا تعرف عدا الاستيلاء على الكرسي . أكيد فأن الشعب أمله بالسيد عمار الحكيم ليخلصه من تلك الزمرة ، وما على الشعب إلا أن يلتف حوله لكي يظهر نور الحق ويبسط العدالة والعيش بكرامة وأمان . فالانتخابات قادمة إليكم هي التي تخلصكم منهم .
https://telegram.me/buratha