احمد سعدون
حكاية المثل تقول ان الملا عليوي كان شديد الالتزام بالشريعة فيلزم أبناءه على تطبيقها دون شرح ضرورتها وأهميتها وفائدتها خصوصاً الصلاة وهو بذلك مطبق لقاعدة ابدأ بنفسك ثم عيالك حيث كان يطبق تلك التعاليم على عائلته بشدة وقساوة احياناً أخرى لكن ابنه الأكبر كان دائما يتخلف عن أداء الصلاة ويتركها في اغلب الاحيان،فيحثه الملا على أداءها واذا لم يبادر لا داءها يتشاجر معه حتى اصبح الشجار بسبب الصلاة عادة بين ملا عليوي وابنه وفي ذات يوم تشاجر الملا عليوي مع ابنه الاكبر لا نه لم يؤدي فريضة الصلاة في وقتها مما أستدعى الابن ان يسرع للوضوء ويستقبل القبلة في جمع من الحاضرين (الحواييز) لفض النزاع قائلا : بصوت مرتفع أصلي الصلاة -الظهر_(جفيان شر ملا عليوي).ولقد استحضرني هذا المثل وان أتابع القيادة العامة للقوات المسلحة وهي تعلن عقب كل انهيار امني يعصف بالبلاد يومياً عن تشكيل خطة طوارئ أمنية جديدة لملاحقة منفذي هذه التفجيرات والانتقام لذووي الضحايا وكالعادة لم تتضمن هذه الخطط سوا إغلاق الشوارع وازدياد عدد الحواجز وتقطيع أوصال العاصمة وعمل طوابير طويلة من السيارات وهي تصطف مسببة الاختناقات المرورية لكي تمر على جهاز السونار السيئ الصيت وعلى رجل الأمن الغير مقتنع بما يقوم به وهو ينتظر ان يلقي حتفه في كل لحظة مما يولد له شعور باليأس والإحباط ويصب جام غضبه على رؤوس المواطنين الذين يبدون عدم ارتياحهم لهذه المضايقات التي لافائدة منها ، ولو راجعنا نتائج كل الخطط الأمنية السابقة لاكتشفنا بكل سهولة ان تلك الخطط لم توقف شلال الدم العراقي على الرغم من وضع خطط امنية جديدة تعلن عنها وزارة الدفاع والداخلية في كل شهر تقريبا مع الاعياد والزيارات والتوترات السياسية والاحتجاجات وفي كل هذه الجهود يخرج علينا الإرهاب يضرب في المكان والزمان الذي يريد ، ويحدد نوع الضربة ويوصل رسالته السياسية والأمنية ، وجل ما تفعله قواتنا الباسلة عقب كل انفجار هو الاختلاف على عدد الضحايا وليس سبب سقوطهم ، كما فعلت وزارة الداخلية عندما قالت ان وسائل الأعلام بالغت في اعداد ضحايا تفجيرات العيد،المشكلة في المبالغة وليس السبب هذه هي المعضلة الحقيقية في تفكير قياداتنا الساذجة التي لاتصلح لحماية مؤسسة وليس دولة متعددة الأطياف والمكونات ولسوء حظنا ان تكون أرواحنا مرهونة بيد هكذا جهلة بالمنظومة العسكرية وعنصر المباغتة وهم يتفرجون في كل يوم عن ابادة شبة جماعية نتعرض لها يومياً .
https://telegram.me/buratha