محمد حسن الساعدي
كان ولا يزال منصب المرجعية الدينية من المناصب الإلهية التي يتشرف بها المجتهد الجامع للشرائط لما لها من دور مهم وأساسي في الحياة الاسلاميه وعلى الصعيد الواقعي فمنصب المرجعية يعني الاهتمام بامور الامة الاسلاميه ورعايه مصالح الدين والمذهب ، ولا يخفى على المكلف الدورالعظيم الذي يتقوم به المرجعية الدينية من حفظ لمكانه المذهب وصوّن اسسه ،،فالمذهب الأمامي الاثنى عشري في فترة الغيبة الكبرى يستند الى المرجعية الدينية التي تعد هي القطب والمرتكز وهي المحرك وصمام الأمان لكل أبناء المذهب فضلا عن أبناء الأمة الإسلامية لان مراجع الدين لم يتعاملوا في يوم من الأيام مع أي حدث من أحداث الحياة الحاصلة على الساحة الإسلامية والانسانيه على أساس مذهبي ضيق بل كان منطلقهم هو الإسلام العظيم والإنسانية السمحاء والعمل من اجل كل أفراد البشر أيا كان انتماؤه ان الدور الملقى على عاتق المرجعية مهم جدا ويشمل جميع الأصعدة الحياتية الاجتماعية منها والسياسية فضلا عن الدينية و الفتوائية فمعنى المرجعية لا يعني المرجعية في الفتيا فقط او ان نشاطها يقتصر على الجانب الديني فقط فهذا غير صحيح ومن جزاف القول بل المرجعية تعني في نظر الأمامية هي الجهة القابضة على كل الأمور السياسية والدينية والاجتماعية والتربوية والاقتصادية وهي التي تستطيع الخوض في المجالات التي تمس صميم مهمتها لذا فانه لم يكن دور المرجعية في يوم من الأيام ضيقا او هامشيا او محدودا والتاريخ كفيل بإثبات صحة ذلك ولهذا السبب وردت العديد من الروايات الصادرة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) والتي أشارت الى ضرورة الإتباع والانقياد والانصياع لأوامر المرجعية وعدم جواز الامتناع عن تنفيذ أوامرها ونواهيها حتى صار الراد على المراجع راد على الإمام المعصوم (علية السلام) ومنها ما ورد عن الإمام صاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف) : { وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا } .ففي الاونة الاخيرة ، كثر التصدي للمرجعيه ، والنيل منها ، ومحاولة ابعادها عن الساحة الاجتماعية ، وابعاد جمهورها عنها، من خلال اطلاق سهام الكذب والافتراء ، والملاحظ ان الجهة التي تنال من المرجعية هي واحد ومعلومه (الدعوة) ، وعندما نراقب ونتابع تصريحات قادة الحزب الدعوجي ، نراه قد اوغل كثيراً في عداءه، من خلال اتهامها مرة بالامور الادارية ، ومرة محاولة تشويه صورتها امام جمهورها ومقلديها ، وآخر هذه الهجمات للمدعو الشابندر ، وهي يسيء الى مرجعية دينية عمرها اكثر من الف عام ، وهي تحامي وتدافع عن العراق وشعبه ، فلم نر لا منك ولا من قانونك اي دفاع لهذا الشعب ، بل نعاقب يومياً لاننا انتخابكم ، بالمفخخات والعبوات الناسفة ، والقتل والذبح ، والاغتيالات ، واليوم تردون جميل المرجعية بتهجمكم عليها .التاريخ سوف يسجل تلك المواقف التي يقوم بها السيد السيستاني في الحفاظ على الدم العراقي ووحدة الصف العراقي من خلال تلك المواقف التي تعبر عن حبة واخلاصة وحرصه لهذا الشعب العريق صاحب الحضارات العريقة وباقي المخلصين من أبناء هذا الشعب في الوقوف مع حقوق هذا الشعب المظلوم ودعوة السيد عمار الحكيم إلى الجلوس والحوار للخروج من الازمات التي يمر بها بلدنا لهي خير مثال في بناء حكومة قوية تكون في خدمة المواطن وبناء العراق الجديد.
https://telegram.me/buratha