اسعد الاسعد
المتسالم عليه أن مفردة الجهاد والمجاهد، تعني كل الصفات التي أراد الباري جل وعلا لها أن تثبت في حياة الإنسان، الذي خلقه على أحسن تقويم، واراد له أن يعمر الارض، وفق الشريعة الخاتمة التي جاء بها خاتم الرُسل، وعلى هذا نال المجاهد في العرف الاسلامي كل التقدير والتبجيل من المجتمع، وغدى محط ثقة واحترام كل المسلمين، وفضل المجاهد على غيره بدرجة كبيرة. وعلى هذا كان للمقاومة الإسلامية في لبنان وفي العراق القدح المعلى في الأوساط الاجتماعية والسياسية، لما قدمته هذه المقاومة من إنجازات غدت مفخرة للاُمة وستبقى إنجازاتها محط فخر للاجيال.
وأن كل وسائل المقاومة وأدواتها تحظى بنفس القدر من المنزله، ومنها وسائل إعلام المقاومة، وعليه أصبح لقناة المنار مثلا موقع متميز ومقبول في الوسط الجماهيري الإسلامي والمهني لكونها تنطق بأسم المقاومة الإسلامية، ومن الصعب أن تتم استمالتها لدعم جهة على حساب آخرى، بسبب مبدئيتها كقناة تمثل حملة المباديء والمضحين في سبيل ترسيخها وسيادتها في حياة الشعوب.
وفي العراق بعد الإحتلال، وظهرت فصائل المقاومة الإسلامية للإحتلال، ظهرت قنوات فضائية تنطق بأسم المقاومة، وأخذت صدى واسع بين المشاهدين ومنها قناة الإتجاه وقناة العهد، وأستطاعت هاتين القناتين نيل قبول وإحترام الشارع العراقي، وربما من الجائز لهما كقنوات تعبوية أن تستخدم إسلوب التضليل الإعلامي لخدمة عمل المقاومة، لكن أن تكون أدات بيد جهة ضد أخرى، وتلجأ إلى إسلوب الدس والكذب والتلفيق الرخيص على جهة لمصلحة جهة أخرى فهذا ماجعل المتابع يقف عنده طويلا، ويشكك بنهج وتابعية هذه القناة.
قبل الانتخابات المحلية بليلة قامت الإتجاه، ببث عواجل على شاشتها بقرب القبض على عزة الدوري في محاولة لدعم قائمة الحكومة، وإستغفال الشارع بأنجاز وهمي، يدفعه للتصويت لهذه القائمة..! وسقطت القناة في الكذب والدس والانحياز، رغم عدم وجود مصلحة مباشرة للمقاومة التي تدعي تمثيلها بذلك، واليوم تقوم الإتجاه بالعودة إلى عواجلها، وتلفيق الأخبار ضد كتلة المواطن وبالخصوص السيد باقر الزبيدي واعضاء الكتلة الآخرين، وأخر هذه الاكاذيب تلفيق خبر مطالبة كتلة المواطن بالعفو عن طارق الهاشمي ورافع العيساوي والغاء عقوبة الإعدام.!
وهذه خيانة كبرى للنهج المقاوم الذي عاش وتربى في رحابه الأستاذ الزبيدي واعضاء وقيادة كتلة المواطن، والإنحياز للحكومة برغم كل فشلها، وتبديدها لدماء وثروات الشعب، هي الآخرى خيانة للشعب الذي يفترض أن تكون المقاومة أشد الجهات حرصا على مصالحة، لانها كما يفترض تجاهد من أجل هذا الشعب، وبناء مستقبله المشرق، ولكن قناة الإتجاه يبدو انها باعت مباديء الجهاد مقابل ثمن بخس من قبل بعض العاملين فيها.
والأكثر يقين أن ذلك على خلاف توجه وراي الجهة التي تمثلها، فليس معقول أن يكون الامر برمته نفاق مجاهدين، فالمجاهد اسمى واعلى من أن يقبل أن يكون في درك المنافقين والكاذبين، خاصة وأن كتلة المواطن والجهة السياسية التي تمثلها، من انصار ومساندي المقاومة لأنهم أبنائها، ولايوجد أي خلاف يعطي لقناة الأتجاه حق مهاجمتهم، والأكيد أن الجهة القائمة على تلك القناة التي غدت معادية لتطلعات الشعب العراقي، سوف تقف الموقف الذي يؤكد على صفتهم كمجاهدين، من هذه القناة التي أصطفت إلى جانب جهة على حساب آخرى، وارتدت ثوب قنوات النفاق كالعربية والجزيرة والشرقية والبغدادية، وأصبحت تباع وتشترى...
https://telegram.me/buratha