لمصلحة من يهاجم المرجعية الدينية بعض المحسوبين على فيلق السياسة ؟
نحن لا نصادر آراء الاخرين ولا نحجر على عقولهم ومواقفهم ونعلم بأن (كل إناءٍ بالذي فيه ينضحُ) وأن منصات الفضائيات الهجومية قد نصبها اعداء وطننا وامتنا وهي مصيدة للمغفلين من العراقيين و نؤكد الحرص على سلامة المسيرة ونسدي النصح ما دام حق للآخرين علينا.
فهل يعلم هذا وذاك ممن يمتهنون السياسة ويتهمون المرجعية الدينية بأنها قد لبست غير ثوبها أو يدعي بأنها قد تناولت غير شأنها وليس من اهتماماتها واختصاصاتها بأن هنالك مساحة كبيرة من برامج عمل و توجهات تنموية فضلاً عن آراء ومعتقدات ممن هم بناة للعملية السياسية العراقية هي صدى للمرجعية الدينية ! كما إن المرجعية تترجم رأي ومواقف الشارع العراقي وهي ضمير لكل الشرائح من اتباعها مهما ضعف تقيدهم الديني أو لا يحسبون من الطبقة المتدينة.
وعليه أن يعلم أيضاً بأن المرجعية لم تستفيد من سقوط النظام القمعي كما استفادة هو وغيره استفادة دنيوية ،فقد كان التعب وزيادة فروع المسؤولية وتشعب ميادين الخدمة هو حصة المرجعية ،حيث لم نشاهد مرجع قد غير مسكنه من متواضع جدا جدا وسكن لا نقول في قصر بل بيت كما يسكن اغلب العراقيين أو فتح حساب في البنك س أو ص السويسري او البريطاني أو استبدل شيء من مكونات مسكنه بل اكثر من ذلك ازدادت تكاليف معيشتهم بسبب خدمات الزائرين الذين لا ينقطع طابور مسيرهم باتجاه مكاتب المرجعية .
أن نزاهة المرجعية وشفافيتها وصواب رأيها وحياديتها ومطابقة توجيهاتها للمصلحة العليا لأبناء العراق ومواقفها حيال القضايا المستجدة على الساحة المحلية والعالمية وعمق درايتها وتحليلها للمستقبل شهد به كل قاصٍ و دان، مما جعلها موضع اهتمام وتقدير للقياديين الذين لا يدينون بدين المرجعية .
هذه العوامل مجتمعه وغيرها التي تتصف بها المرجعية الدينية في بلادنا كون منها ملاذ لعموم مكونات الشعب العراقي كما ان كرم المرجعيه وسماحتها وسهلة الوصول اليها شكلت عوامل اطمئنان للآخرين للتعامل معها والاستفادة من نظرتها الأبويه للجميع ليست عند الشدائد فقط كما يعتقد البعض بل في التعامل والعلاقات اليومية والتخطيط الاستراتيجي .
ونقول لهذا وذاك من قاصري الفهم ليست المرجعية مركز من مراكز البحث والدراسات حتى تحدد أنت وغيرك المواضيع التي تدرسها ثم تجربها كيف تشاء ،كما ان مواقف المرجعيه ليست مواقف تساوميه او تفاوضية أو ارضاء لفئة او توجهات حزبية تكتيكية متلونة تنطلق من فهم قاصر ،لا ابدا المرجعية مظهر من مظاهر الوجود السماوي المقدس وكل ما يصدر عنها من مواقف وتوجيهات هي مبدئية شموليه تنطلق من عقيدة راسخة مصدرها السماء وهي محل تقديس واحترم واهتمام كل اتباع المرجعية .
لقد توهم هذا وذاك ممن يُقول المرجعية وينسب لها غير ما تقوله صراحة أو يؤول بياناتها وخطبها بما يشتهي .
ومرة اخرى نقول له ،وطبعاً أذا حملانه على ظاهر كلامه وتعاملنا معه من منطلق حسن الضن ومن الحرص على وحدة الصف الذي تحرص عليه المرجعية أيما حرص يترجم عمليا بكل مفرداته كل يوم ،نقول أنك تجهل تماما دور المرجعية الدينية في الحياة الاجتماعية بغض النظر أن كان مصدر جهلك هذا اسس التربية والخلفية الاجتماعية والمصادر الاخرى لبناء الشخصية الثقافية أو الحب الاعمى للدنيا حلالها وحرامها والخوف من وعي الجماهير على زوال ملكك وضياع الفرصة نقول عليك وعلى الذين يدفعون بك الى الهاوية أن لا يتوهموا بأن حرصهم أكثر من حرص المرجعية أو أنهم استطاعوا تضليل الجماهير ، ولهذا نحن نلتمس لجهلك العذر أولاً ونطلب منك أن تتورع في الاعتداء على مشاعر ومعتقدات الملايين من العراقيين ثانياً ،فأن للمرجعية يد تمتد بالعون المجاني والتسديد العلمي المتقن والمجرب لكل من يتصدى لخدمة مجتمعه غير ناظرة الى معتقده أو انتمائه وحتى للذين اسائوا وعضوا هذه اليد الكريمة ونذكر في نفس الوقت بأنها يد طولى في المجتمع العراقي وغيره .
وأما المتجاهل للدور الاساسي والمحوري والتاريخي للمرجعية الدينية والمسؤوليات المعاصرة الاضافية التي افرزتها المتغيرات المتلاحقة فعليه أن يرعوي ولا يحشر أنفه أو نفسه فيما لا يعنيه فسوف يلقى غيا وما لا يرضيه ولا يسره و ننصحه قبل فوات الاوان أن لا يكون بوق في فم غيره يرسل من خلاله الازعاجات ويعتقدها رسائل بليغة تعرب عن امتعاضه من ملاحظات المرجعية بعد أن زادت الشقة بينه وبين آمال العراقيين التي افصحت عنها ملاحظات المرجعية ، فعليه مراجعة نفسه ولومها بالتمادي بالابتعاد عن الاخلاص في خدمة ابناء الشعب العراقي والحرص على امنهم وبقاء المرجعية الثابتة على حرصها .
فأن لم يرعوي من هم حديثي التجربة في السياسة والمستغلين لحالة الفوضى فيما يسمى بالديمقراطية نقول ستخسرون التأييد الجماهيري حتى في صفوف احزابكم الضيقة ثم تهجركم حتى وسائل الاعلام المعادية حيث لا تجدون من يُعرض نفسه لنقمه الجماهير بسبب نشر اخباركم المريضة وتخرصاتكم المكشوفة ،يومها لن تنفعكم حالة التأسف والاعتذار أو أننا كنا على وهم.
إن المرجعية ستبقى هي القوى وأن هجومكم لمصلحة اعداء العراق.
https://telegram.me/buratha