المقالات

ولاية الحكومة.. الشرعية ام القوة

519 11:31:00 2013-08-15

عادل عبد المهدي

ولاية الحكومة.. الشرعية ام القوة ستتحول الدولة بدون الشرعية لمجرد سلطة تخدم اغراضها منفصلة عن الشعب.. وستتحول مظاهر القوة الامنية والمادية الى فساد وحديد بارد وانتحار ذاتي، قبل ان يتمكن منها اعداؤها.. اما الشرعية، فمهما بدت بطيئة ومربكة، لكنها الاساس لتعبئة الامة ومواردها وطاقاتها ومصادر قوتها ونجاحاتها. ومن لا يرى في هجمات الارهاب الاخيرة سعياً لتعزيز النهج الاول واسقاط الثاني لا يفهم عوامل القوة والضعف.. وما يميز دولة قوية متماسكة بشعبها عن اخرى يتسرب الضعف لاوصالها ومؤسساتها.الدستور المستفتى عليه هو الحاكِم والحَكم والقانون الاسمي الذي يسقط اية تعليمات او قوانين تخالفه. وان "الشعب مصدر السلطات وشرعيتها" (م5) هو مرجعية بقية الاحكام والمواقف.. فالدولة والحكومة والاحزاب والعلماء ومؤسسات المجتمع مهمتهم خدمة المواطنين في متطلبات حياتهم وحقوقهم وامنهم ومستقبلهم. فينتخب الشعب نوابه.. ويفوضهم سلطته وشرعيته.. ليمنحوا بدورهم الثقة للسلطة التنفيذية، يراقبونها ويشرعون لها. ويبقى الشعب عبر مؤسسات الرأي العام مراقباً ومحاسباً عمل السلطات. فالتفويض مقيد باشتراطات وعهود وتوقيتات ومبادىء لاسيما البابين الاول والثاني.. في برلمانية وديمقراطية ولامركزية واتحادية النظام.. وحماية الثوابت الدينية والوطنية، وحقوق وحريات المواطنين والجماعات.. واستقلالية القضاء وتداول السلطة، ومنع تدخل القوات المسلحة فيه، وفي الشؤون السياسية، الخ. وستتآمر السلطات على نفسها قبل غيرها، عندما تتلاعب بالتفويض.. وتستخدمه لتحويل المقيد الى مطلق، والمؤقت الى دائم.. او العمل لادستورياً واخذ ما ينفعها وضرب ما يقيدها. فالسلطات –قبل غيرها- هي المطالبة الايفاء بتعهداتها والالتزام بحدود ولايتها.لاشك هناك ثغرات دستورية وقانونية.. وقد يخطىء الناخب الاختيار.. وقد لا تكون السلطة التشريعية والهيئات المستقلة والقضاء بالكفاءة المطلوبة.. رغم ذلك لا يحق لاحد قلب القاعدة والاساس الذي استفتي عليه الشعب.. وجعل نفسه وصياً على الامة والدولة وخياراتها. فهنا يكمن الفرق بين حكم الدولة والفرد.. والمؤسساتية والشخصنة.. والدستورية واللادستورية.. والديمقراطية وانظمة اخرى. فالرأي بمفرده لا يكفي، ان لم يتلازم مع اطارات وسياقات وقواعد ينظمها الدستور.. الامران متلازمان.. والا ستعم الفوضى.. ولن ينفع توجيه الاتهامات وتحميل الاخرين، شركاء وغيرهم، المسؤولية. فهذا اسلوب السلطة والقوة المجردة عن ضوابطها واطاراتها، التي تدمر، في النهاية، نفسها وغيرها.. وتخسر حصانات الشرعية وقوة الشعب والدولة ومؤسساتها الدستورية.. لمصلحة منطق يغرق الجميع في التسقيط والاتهام والالغاء والمؤامرة والتمرد، الذي يخدم الارهاب والتخلف. عادل عبد المهدي
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك