محمد صالح الشرماني
لا يخفى على الجميع ان ديننا الاسلامي الحنيف اهتم اهتماما كبيرا في الانسان فقد وضع له قوانين وانظمة من شأنها ان ترفع منه لكي يعيش في هيبة ووقار، حيث قال الباري عز وجل في كتابه المجيد (ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا).فمن كرم الله سبحانه وتعالى بأن استخلفهم في الارض، ومن بينهم جعل الانبياء والرسل، وخاتم رسله النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك الاب العظيم والمعلم، والقاضي، والحاكم، والسياسي، ووو... الخ من تلك الصفات التي تجلى بها(صلى الله عليه وآله وسلم) وكيف رسم لنا الطريق الحق الذي ما ان تمسكنا وسرنا به لن نظل ابدا، نعم لقد اختصنا الله بالرسل والانبياء بعثهم الى العباد بكافة الشرائع والمبادئ ليحيا عباد الله حياة سعيدة في الحياة الدنيا.وما أحوجنا اليوم في ظل هذه الاجواء التي نعيشها وما يجري عليها من ظلم واستبداد وقهر الى ان يتحلى كل رعاتنا بذرة من مثل هذه الصفات في ان ينصروا رعيتهم ويخرجوهم من لهيب نيران صراعاتهم وتمسكهم بزمام الحكم.حلما بات يتمناه كل مواطن بأن يأتي الوقت الذي يصحو به من نومه بصباح هادئ وهو متجه نحو الجهاد الاكبر عمله الذي يسعى من خلاله لإيجاد لقمة العيش ويمسي بعد ذلك الجهد والعناء وهو حاملا معه قوته لهذا اليوم لا ان يأتي هو محمولا بصندوق من خشب ذلك(الاب، الابن، الاخ، الزوج) الى اهله ليزيدهم حزنا وألما على ما جرى عليهم من مصاب.فإلى كل من يهمه الامر الى مسؤولينا الكرام أقول... الى متى يبقى بعدكم عن هموم المواطن واين انتم وخدمته فهو بأمس الحاجة الى من يقف بجانبه، الا يكفي ما عاناه ويعانيه، والى متى يبقى جسده يتناثر من جراء الدمار الذي يلحق به من خلال الاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة والاغتيالات ووو...، والارامل واليتامى من لهم وخصوصا ان بلدنا قد فاق البلدان ما بعد 2003 ولحد الآن للأسف فهو يحتل الصدارة. وهل ينسى المسؤولون بأنهم مدينون للشعب، فمهما يقدموا له من خدمات يبقى في رقابهم جميعا دين لهذا الشعب.ان الشعب بحاجة الى من يحن عليه كحنان الابوين على طفلهما، فلو تصفحنا تاريخ أئمتنا(عليهم السلام) قدوتنا ومثلنا الاعلى، وما كانوا يفعلوه مع رعيتهم، فأليك عزيزي السياسي اروع مثلا هو ذلك القائد العظيم امير المؤمنين(عليه السلام) كيف كان يتفقد الرعية، مستشهدا بهذه القصة التي قرأتها عنه(عليه السلام) وهو يتفقد رعيته: ففي احد الايام بينما كان يمشي في احد شوارع الكوفة هو وخادمه قنبر سمع صوت اطفال يبكون فاقترب من الدار وطرق الباب ففتحت الباب امرأة (ارملة) فسألها الامام عن سبب بكاء الاطفال فأجابت المرأة: انهم جياع ويبكون من الجوع فقال الامام(عليه السلام) ولم هم جياع فقالت لاننا لا نملك الطعام تعجب الامام عليه السلام فسألها عن صاحب الدار فأجابت ان ابوهم قتل في المعركة فلاحظ الامام ان هناك قدرا يغلي فسـألها عنه فأجابت انني وضعت ماء في القدر وانا احاول ان اسلي الاطفال حتى ينسوا الجوع ويناموا ... فقال لها انتظريني امة الله فاسرع الامام الى داره وحمل جرابا فيه الطحين والسمن والتمر فقال له قنبر: سيدي دعني احملها عنك فأجاب الامام: انا اولى بحمله منك فحملها على ظهره وتوجه الى تلك الدار... طرق الباب ففتحت له الارملة الباب فقال لها: امة الله اما... ان تطبخي الطعام وان اسلي الاطفال او ان اطبخ انا الطعام فقالت ان كان لابد فأوقد التنور فكان الامام عليه السلام يوقد النار في التنور ويقرب خده الشريف الى النار قائلا: يا علي ذق .. كيف يبيت الايتام جياعا ذق يا علي ... فجاءت المرأة كي تخبز الخبز فتوجه الامام الى الاطفال واصبح يلاعبهم ويحملهم على ظهره وهم يضحكون فرحين ... يقول قنبر تعجبت فسألت نفسي أهذا قالع باب خيبر قاتل مرحب ؟؟!! ولما اكمت المرأة الطعام كان امير المؤمنين يضع الطعام في فم الايتام ويقول (كلوا وسألوا الله ان يغفر لعلي).. وانا هنا اقول لكل السياسيين... متى تسألوا الله ان يغفر لكم؟ ومتى تصونوا بلدكم وتلتفتون الى شعبكم بإنصافه واعطاء كل ذي حق حقه؟.. ومتى تغسلوا ضمائركم من كل سوء لحق بها... واعلموا ان طريق الحق واضح لمن يريد ان يسلكه، فلا تجعلوا اعمالكم السيئة ان تظللكم وتبعدكم عنه، والله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور، ولا تكونوا اولياء الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات.
https://telegram.me/buratha