الشيخ جلال الدين الصغير
لم يمر الاسبوع حتى عاود الارهاب يمارس بربريته ووحشيته في احيائنا وازقتنا لتزهق ارواح المواطنين وترمل نساءهم وتثكل امهاتهم ويفجع اباءهم بفلذات اكبادهم وتيتم اطفالهم...
ولم يمر اسبوع حتى عاود المسؤولون عن الملف الامني يتحدثون عن المؤامرة التي تريد ان تغتال شخصياتهم لتطيح باطاحتهم بكل العراق، وعادوا ليتعكزون على شماعة الاجندات الاجنبية الاقليمية التي تسعى لاقتحام المنطقة الخضراء لانها هي المستهدفة بشخصياتها القابعة هناك..
ولم يمر اسبوع حتى عادت جوقات الطبالين والزمارين وهي تحاول استحمار الناس واستغباء وعيهم، مشفوعة بموجات من التخوين والسباب والشتائم على كل من يؤشر بسلبية على ما يجري.
وفي كل الاحوال بقي المواطن وحده يتجرع غصص الارهاب ومرارة فشل المسؤولين وقباحة فعل المخادعين والكذابين وعليه دوما ان يتجرع المورفين المعد سلفا له كي ياخذه ويبقى ينظر بعين الممنونية الى الاقدار لانه هو وحده الذي تضرر ولم يتضرر مسؤولوا المنطقة الخضراء!!!
هذا السلوك البربري للارهاب ليس غريبا في ساحة الحرب الارهابية الطائفية ضد شيعة اهل البيت ع وليس غريبا ان يلوذ المسؤولون بستار من الذرائع التي يحاولون ان يستروا به عورة فشلهم الذريع وخيبتهم الكبرى
وليس غريبا ان تلهث وراءهم اساليب خداع الشعوب واستحمارهم واستغبائهم
فهذه امور اعتدنا عليها ولكن الامر الغريب ان يصدق المذبوح نفس الاكذوبة .. اكذوبة المؤامرة المزعومة والتآمر الخارجي.. الغريب في هذه المؤامرة انها دوما تنهش باشلاء المواطن ولا تصيب المسؤول وتفتك بالمواطن وينجو منها المسؤول...!!!!
انا لا انفي وجود التآمر بل لا يمكن ان ينفيه اي عاقل ولكن ما هي وظيفة المسؤول؟ فقضية التآمر تبقى بديهية ولكن هل من المعقول ان المسؤول لا يستطيع مواجهتها والتصدي لها؟!!!
اذا كان عديم القدرة اذن لم جعل نفسه مسؤولا؟
واذا كان قادرا لماذا تنهش اعمال المتامرين الارهابيين في اوضاع المواطنين لوحدهم دونه؟!!
اذا كانت المؤامرة فعل المتآمرين فما هي جهود المسؤول لافشال هذه الجهود؟
واين هي مخططاته لكبح جماح المتآمرين؟
منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا نسير في خط متصاعد من تعاظم الارهاب ومن تدني قدرة المواجهة مع ان اموال المواجهة تعاظمت!! واعداد المواجهين تكاثرت!! واعداد المتآمرين قلت!!
نحن امام استحقاق تاريخي هائل لا نجاة فيه للفاشلين ولا عصمة فيه للخائفين ولا نجاح فيه مع الفاسدين
قالها القرآن الكريم قديما ولا زال: ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
وقالها الضمير الشعبي قبل لسان الشاعر الشابي: اذا الشعب يوما اراد الحياة...
وقالها الجواهري متهكما: نامي جموع الشعب نامي....
عنئذ وحده سيتكلم الشعب وسيقضي على التآمر وسيلجم افواه مخادعيه ويقطع ايدي الفاسدين وبغيره فاتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة
ولا حول ولا قوة الا بالله
47/5/13815
https://telegram.me/buratha