بقلم : سالم مدلول الحسيني
إن الذي يقرأ المقال يخرج بنتيجة واحدة أراد الكاتب أن يزرعها في أذهان القراء هي ان الأمور لا تتسق ولايخرج العراق من دائرة الإرهاب والفساد حتى لو أقيل المالكي أو استقال من منصبه ولم يلتفت الكاتب إلى أن ما ذكره يحمل بين طياته رسالة خطيرة الى الشعب العراقي مفادها ان العراق يسير من سيئ الى أسوء وان من أراد الأمن والاستقرار والعدالة فلا مكان له في العراق فاقبلوا بالمالكي على عجره وبجره وهذا ما نقرأه في كلامه هذا : (( رئيس الوزراء الجديد سيخضع بالضرورة لتوافقات جديدة بين الكتل على ان ترضى جميع الأطراف أليس كذلك ؟ الأكراد وطلباتهم المستمرة وتجاهلهم لقرارات الحكومة المركزية الا فيما يتعلق بجباية حصة الإقليم من الموازنة السنوية , السنة وحقوقهم التي لانعرف إلى أي حد ستقف وان وقفت برضى العلواني وحاتم السلمان والعيساوي وغيرهم , ومع ضمان عدم خروج كتائب طائفية أخرى تحشّد للتظاهرات في ساحة العزة والكرامة وتهدد بقطع رأس عبد الكاظم هذه المرة , سنحتاج لجرد وظائف الدولة من منصب فراش ركن الى وكيل وزير محصن ضد اي تهمة تثير النعرات الطائفية من جديد , وبعد الانتهاء من هذا كله يأتي دور البعث وأحبابه وأذنابه الليبرالية , فكيف يمكن للرئيس المرتقب التوافق معهم وإرضائهم , وهل سيتّهمه التيار الصدري كما يتّهم المالكي الآن بإعادتهم ؟ ام سيحاربهم ويطهّر الوزارات منهم دون استثناء ؟ , وبذلك تزداد وتيرة العمليات الإرهابية , ليتم إقالته لنفس السبب وتعين رئيس وزراء جديد .... وجيب ليل واخذ حكومة ، وماذا عن الطامة الكبرى , القاعدة , كيف سيتم التعامل معها ؟, بعمل اتفاقية أمنية مثلاً , وتوقيع اتفاقيات دفاع مشترك ضد المشروع الصفوي )) انتهى كلام الكاتبوهنا اسأل الكاتب لماذا تحاول رمي الكرة في ملعب المعارضين للسيد المالكي ؟ متجاهلا ما ابتدأت به مقالك الذي وصفته بقولك ( بعيداً عن المزايدات والادعاءات والاطناب الانشائي الممل في سرد الاسباب والقاء الكرة في ملاعب الاخرين ) ، وما الضير في حصول توافقات جديدة ولكن على غير الأسس التي تبناها المالكي ؟ ولماذا تحاول جاهدا إيهام القارئ البسيط بان عليه ان يقبل المالكي السيئ لأن البديل سيكون أسوء رجما بالغيب ؟ وما أدراك أن البديل مهما كان ولأي كتلة انتمى - طبعا ما عدا حزب الدعوة - فإنه سيكون ضعيفا مهزوزا ولا يقوى على شيء ؟ ثم هل كان صاحبك قويا في الحق وأمينا على الخلق ؟ لأسلم معك - جدلا - أنه كان كذلك ، فماذا تعني لك استجابته لمطالب المتظاهرين بإطلاق الآلاف من السجناء رجالا ونساء ؟ فإن قلت إنهم كانوا أبرياء !! فلماذا سجنوا إذن ؟؟ وماذا تعني لك إعادة البعثيين - أعضاء شعب وفرق - إلى وظائفهم وإطلاق رواتبهم بأثر رجعي ؟؟ وماذا تعني لك إعادة الفدائيين - وهم المعروفون بوحشيتهم وإجرامهم - إلى وظائفهم وإطلاق رواتبهم بأثر رجعي ؟؟ وماذا يعني لك وقوف المالكي وحزبه وراء اجتثاث صالح المطلق وحرمانه من المشاركة في الانتخابات وبقدرة قادر أصبح المطلق من أعداء البعث وأعطي منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات ؟؟!! وماذا يعني لك التوقيع المذل على اتفاقية اربيل - والتي يجهل الشعب بنودها الى الآن وتذكرنا باتفاقية صفوان التي وقعها سلطان هاشم ونورمان شوارسكوف وسمي على اثرها صدام بمستر Yes- ثم التراجع عنها بدعوى عدم موافقتها للدستور ، مما أدى الى خلق أزمة كبيرة كادت ان تطيح بالتحالف الشيعي الكردي لولا تدخل العقلاء ؟؟ فإن قلتم أليس من حق رئيس الوزراء ان يرفض كل ما يعارض الدستور ؟ قلنا بلى ولكن لماذا وقع أصلا على بنود لا تتفق مع الدستور ؟ فان قلتم لأنه لم يكن يعلم بها آنذاك ؟ قلنا وهل يجوز لرئيس وزراء ان يوقع على شيء لايعلم به فأين مستشاروه ؟؟ وماذا تعني لك عودة المالكي إلى أحضان الأكراد وموافقته على كل النقاط التي رفضها سابقا وقد ذهب إليهم بقدميه معانقا رئيس الإقليم الذي لطالما اتهمه بأنه يؤثر مصلحة الإقليم على مصلحة العراق ، بل اتهمه بالتواطؤ مع اوردغان وقطر والسعودية لإطاحة حكومته ؟ ماذا يعني لك تفرد السيد المالكي بالملف الأمني بجميع وزاراته ومع ذلك أصبحت العمليات الإرهابية أكثر بكثير من ذي قبل كما وكيفا ، لا بل وصل الإرهاب حتى للمحافظات التي كانت أكثر أمناً من واشنطن ؟؟ ماذا يعني لك الهروب المتكرر للسجناء وبأعداد وطرق تفوق مخيلة كتاب القصص البوليسية ومؤلفي الأفلام الهندية ؟ ماذا يعني لك تهريب من ثبتت عليهم قضايا فساد - وهم من دولة القانون - الى خارج العراق كفلاح السوداني وعادل محسن وعلي الدباغ وغيرهم ؟ ماذا يعني لك تضخم ملفات قضايا الفساد الذي يضرب أطناب الدولة العراقية ويضيف عبئا كبيرا على كاهل المواطن المرهَق أصلا من إرهاصات تدهور الوضع الأمني والخدمي بشكل عام ؟ ماذا يعني لك التستر على قضايا فساد مالي بلغ مليارات الدولارات وعدم الكشف عن مجريات التحقيق كقضية صفقة الأسلحة الروسية ومذكرة الاعتقال التي أصدرتها محكمة تحقيق البصرة بحق وزير التجارة الأسبق عبد الفلاح السوداني ووزيرها وكالة صفاء الدين الصافي بتهمة الفساد، والضغط لنقل ملف القضية من البصرة إلى العاصمة بغداد وأجهزة كشف المتفجرات وملف الطائرات الكندية إضافة الى اعمار مدينة الصدر ومدينة شعلة الصدرين وموضوع جامعة البكر وبناء الفنادق لوزارة الخارجية التابعة للقمة العربية وموضوع بناء المدارس والمستلزمات المدرسية وطباعتها وبناء المساكن في الاهوار.؟ ماذا يعني لك صرف سبعة وثلاثين مليار دولار ولمدة عشر سنوات على الكهرباء دون أن يلمس المواطن العراقي أي تقدم ، وقد اتخم وعودا كاذبة يأنف منها حتى عرقوب الذي عناه الشاعر بقوله : وعدت وكان الخلف منك سجية .. مواعيد عرقوب أخاه بيثرب .ماذا يعني لك إسقاط التهم عن الإرهابي الصدامي مشعان الجبوري وتأمين دخوله إلى العراق دون أي مسائلة قانونية - رغم انهم يتحدثون عن استقلال القضاء - وهل سيأتي يوم نرى فيه حارث الضاري وابنه مثنى ومحمد الدايني وعتاة المجرمين والصداميين يتجولون في العراق دون عقاب ولاحساب بل يتسنمون المناصب العليا في البلد ؟ وما ذلك بعزيز على المالكي !! ماذا يعني لك رفض المالكي طلب المرجعية والمطالب الشعبية بتخفيض رواتب الرئاسات الثلاث ولم يقبل بتخفيض راتبه الذي يصل إلى أكثر من مائة مليون دولار وهو أكثر راتب يتقاضاه رئيس في العالم وفي بلد نصفه فقراء لايملكون سكنا بل لايملك الكثيرون منهم حتى قوت يومه ، وقد ادعى انه يتبرع بنصفه وهي دعوى لايصدقها حتى البلهاء . ماذا يعني لك عدم إلقاء القبض على المدان طارق الهاشمي في مطار بغداد رغم اعتراف أفراد حمايته بتورطه بالإرهاب وإصدار أمر قضائي بحقه وتسهيل خروجه الآمن بمعية خضير الخزاعي الى كردستان وبعد وصوله هناك رفع المالكي عقيرته مطالبا بإعادته !! ماذا يعني لك تحالف المالكي مع التيار الصدري وتسليمهم ست وزارات مع إقصائه المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في الحكومة الحالية مع تقارب التيارين بالمقاعد البرلمانية هل كان ذلك لمصلحة الوطن ام للموافقة على تسنم المالكي كرسي رئاسة الوزراء في الدورة الحالية ؟ ومالذي تتوقع ان يتنازل عنه المالكي من اجل البقاء على الكرسي لولاية ثالثة ؟؟ اننا ايها الكاتب ( المحايد ) لانريد حاكما يبيع الوطن ودماء الشهداء ويتجاوز على الدستور من اجل ان يبقى على سدَّة الحكم .
https://telegram.me/buratha