سليم الرميثي
كما هو الحال عند بعض المتاسلمين الذين يأخذون الدين حجة لتغطية جرائمهم بالقتل وكراهية الاخرين وهذا اصبح من الثقافات المتزمتة والموجودة مع الاسف في اغلب البلدان العربية والاسلامية والتي يصعب التخلص او التحرر منها.. وهؤلاء هم من نسميهم بالتكفيريين الدينيين الذين ملأت جرائمهم كل البلدان والاوطان..والذين يوظفون الدين سياسيا ويوظفوا السياسة دينيا لتغطية كل اخطائهم وتوجهاتهم على حساب تطلعات الشعوب والمجتمعات..فمن خلال الوقائع التي حكموا بها العباد في الدول والمناطق التي تقع تحت هيمنتهم جميعها تشير الى ان هؤلاء لاهم لهم الاّ هَمّ السلطة والتسلط وخلاف ذلك فهم مستعدون ان يكونوا اداة قتل وذبح حتى لمؤيديهم..الان مجتمعاتنا تعاني تفشي تكفير من نوع آخر وهو التكفير السياسي مع احزاب ليس لديها ولكوادرها خبرة في ادارة الدول والبلدان..واغلب هذه الاحزاب ولاثبات وجودها مارست ابشع انواع العنصرية والطائفية التي عانت منها الشعوب العربية والاسلامية وخصوصا العراق الذي عانى لعشرات السنين من حكم عنصرية وطائفية البعث الصدامي والذي لازالت آثاره المدمرة على المجتمع العراقي بل وحتى على بعض الاحزاب التي تدعي اسلاميتها..وتفشت هذه الظاهرة اكثر في المناطق الغربية من العراق مع دخول عناصر التكفير التي امتزجت بافكار البعثيين والصداميين في تلك المناطق..وهذا لايعني انعدام هذه الحالة في باقي مناطق العراق لكنها تمارس بشكل ربما يكون اقل حدة وتطرف نسبيا..التكفير السياسي الذي يعاني منه المجتمع والدولة العراقية ومؤسساتها بدأ واضحا اكثر بعد التغيير عندما دخلت الاحزاب وبالجملة الى الساحة السياسية العراقية ومنها انطلقت فتاوي التكفير السياسي التي بدأت تنهش بجسد الامة العراقية وتمزقها وبدل ان تتنافس على البناء واعادة اللحمة للعراقيين راحت تتصارع من اجل مكاسبها ومصالح قياداتها.. وهذا ربما بسبب قلة الوعي السياسي والثقافي الذي نعانيه و انعدام الثقة بكل من يخالفنا الراي مما تسبب في استمرار انعدام الثقة بين الدولة والمواطن بل ان الصراع الان اصبح بين المسؤول والمواطن فالمسؤول يريد ان يحصل على كل شيء الجاه والسلطة والثروة والمواطن يان ويصرخ لنيل حقوقه التي يشعر ان الاول قد سلبها منه.. ومسافة انعدام الثقة اخذت بالاتساع بين السائل والمسؤول وهذا ماانعكس سلبا على الوضع العام للبلد وما التدهور الذي نراه الاّ نتيجة حتمية للصراعات السياسية وابتعاد السياسيين عن هموم المواطنين.. نستطيع القول ان التكفير السياسي اصبح ظاهرة متفشية من القمة حتى القاعدة ووصلت الاتهامات الى حد التخوين والعمالة للخارج بمجرد ان الاخر يختلف بتوجهاته وافكاره مما يزيد الطين بلّه في مجتمعنا العراقي الذي هو اصلا يعاني من وجود طائفية مذهبية ودينية ووجود ايضا تفرقة عنصرية عرقية..ولاتخلوا مؤسساتنا وقنواتنا وحتى المواقع الالكترونية التي نقرأ ونشاهد فيها الكثير مما يغذي المجتمع بما لذ وطاب من الشتائم والاتهامات والخروج عن الذوق العام لمجرد انهم يختلفون في تأييدهم لهذا الحزب او ذاك او هذا الشخص او ذاك وكل يدعي الحق والحقيقة وغيره الباطل بعينه..والغريب ان اغلب الاتهامات بين الاشخاص والاحزاب مبنية على الشائعات التي دائما تفتقد الى الدليل والبرهان ونادرا مانجد من يطالب بالدليل على تلك الاباطيل والاقاويل..لحد الان لم نرى ونشاهد بعد في وطننا العزيز مسؤولا او حاكما او مؤسسة اعلامية محايدة وتنصف المظلوم اين ماكان فالمؤسسسات السنية تدافع عن سنيتها والشيعية تدافع عن شيعيتها والكردية تدافع عن كرديتها وهكذا التركمان وغيرهم لم نجد من يقول انا سني عندما يظلم السني وانا شيعي عندما يظلم الشيعي وانا كردي عندما يظلم الكردي وانا عراقي مع اي عراقي مظلوم..اصبح الشعب العراقي عبارة عن طوائف وعرقيات تتصارع وتتقاتل من اجل البقاء ولو على حساب الاخرين..
https://telegram.me/buratha