عبدالله الجيزاني
يتذكر مَن عاصر فترة الحرب الظالمة التي شنها البعث ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، عندما كان يصدر بيان القيادة العسكرية، يبدأ بتعداد خسائر العدو، وفي نهاية البيان يختم بأن خسائرنا إعطاب اليه جنود او شهيد واحد في القواطع كافة، وللسخرية شاعت طرفة بين ابناء الشعب العراقي تقول( أن سائق إسعاف عسكرية كان مُكلف بنقل القتلى من قواطع العمليات، إلى المستشفيات العسكرية في داخل المدن، كان ينقل في سيارته أكثر من 20 جثة لقتلى أحد القواطع، وفي الطريق وهو يستمع إلى المذياع وفي نشرة الأخبار تمت إذاعة بيان القيادة العسكرية، وذكر البيان أن خسائرنا شهيد واحد في القواطع كافة، فما كان من سائق الإسعاف إلا ايقاف السيارة على جانب الطريق، وأخذ يسحب الجثث ويرمي بها في الشارع، وفي هذا الأثناء مر أحد القادة، فشاهد مايقوم به السائق، فترجل متسائلاً، ماذا تفعل؟ اجاب السائق( ذولي مو النا) قال القائد كيف عرفت، اجابه (هسه بيان القيادة يكول خسائرنا شهيد واحد في القواطع كافة، ومعي 20 جثة من احد جبهات قاطع واحد). ماذكرنا بهذه الطرفة رغم الألم تصريحات القائمين على الملف الامني، فقائد عمليات بغداد يقول أن إنفجار أكثر من خمسة عشر سيارة في بغداد، لم يسفر إلا عن شهداء اثنين فقط..! ورئيس لجنة الأمن والدفاع يصرح بأن الإرهاب عجز عن الوصول إلى أهداف حيوية..! وبروز هكذا توجه لدى قادة الأمن يُنذر بخطر وخطر كبير، فهو يعبر بوضوح عن فشل وإعلان عجز واضح عن مواجهة المجاميع الإرهابية، بحيث وصلت الأمور الى أن أهداف القيادات العسكرية تقليل أعداد الخسائرولو بالكذب والتدليس لاغير،بعد أن يأس هؤلاء القادة من إمكانية وضع حد لتلك العمليات الاجرامية.اما رئيس لجنة الامن والدفاع فقد نسى أو تناسى أن أهم أهداف الأجهزة الأمنية هي الحفاظ على أرواح وسلامة المواطنين، ولايوجد هدف حيوي أكثر اهمية وقيمة من حياة الإنسان، الذي هو غاية وليس وسيلة لحفظ أهداف آخرى، هو من يقوم بأعمارها، ولانعتقد أن السيد السنيد يخالفنا الرأي بذلك، لان ذلك من المسلمات المعروفة ولايوجد أي نقاش أو جدال بشأنها. ووصول حال من أؤتمن على أرواح الناس إلى هذا الحد يحتاج إلى وقفه واضحة من قبل المواطن الذي غدى وسيلة في نظر البعض، فالوضع وعلى كل المستويات يسير من سيء الى أسوء، ولايوجد أي أمل أو نقطة ضوء في نهاية نفق العراق المظلم، في ظل إهمال أو عجز عن تغيير اليات الأجهزة الأمنية في مواجهة المجاميع الأرهابية.فمنذ ثمان سنوات والآليات كما هي والإرهاب في حالة صعود وتغيير مستمر، بحيث أضحى الآن يمتلك زمام الأمور بشكل كبير، فهو من يقرر الزمان والمكان لتنفيذ عملياته، وبالأمس كانت مدن الأغلبية حتى في داخل بغداد فضلاً عن محافظات وسط وجنوب العراق أمنه، وعند ظهور أي تهديد تستنفر الأجهزة الأمنية طاقاتها عند مداخل المدن، وتتم السيطرة على الموقف، لكن اليوم لايوجد شبر في العراق آمن، وهو دليل واضح على أن السنوات السابقة كانت تهيء لايجاد ارضية للإرهاب في كل مكان من أرض العراق وهو مايثير الكثير من التساؤلات عن أهداف القيادة العسكرية ونواياها، والأجندة التي تعمل على تنفيذها
https://telegram.me/buratha