حسين الركابي
ان العسر في الولادة السياسية العراقية، وانهيار الامن والاقتصاد والبنية التحتية واتخاذ القرارات الفردية والارتجالية وجر البلاد إلى مسارات مظلمة ومطبات تاريخية، جعلت الامور تتجه نحو الهاوية والى المجهول، حيث ركب الكثير من السياسيين امواج القرارات الطائشة والمراهقة والغير مدروسة ولا مبالاة برؤية المرجعية ومشروعها الاصلاحي والسياسي والاقتصادي والأمني، ورؤيتها الواسعة والشاملة للملمة الشعب الذي جعله النظام البائد اشتاتا. إن المرجعية الدينية في النجف الاشرف تمثل الشريان الصحيح في جسد الامة الواعية، والحفاظ عليها يعني الحفاظ على حياة الامة والمشروع الرسالي والإنساني والأخلاقي، ولا يمكن التفريط بة مهما كلف الأمر، وتمثل خط التوازن وجسر العبور من الظلال إلى ألنور، وقد ارتفعت بعض الاصوات النشاز في الاونة الاخيرة المتطاولة على مقام المرجعية وتحاول النيل من رفع راية الحق وسار على المسار الصحيح والمنهج المقدر، وفق المنظار الشرعي والإنساني والأخلاقي والأمني والاقتصادي والسياسي. بعد غلق ابواب المرجعية الدينية في النجف الاشرف إمام سياسي البلاد وقادة الاحزاب المتنفذة في ألسلطة، احتجاجا منها على كثير من السياسات الخاطئة والمبنية على المصلحة الشخصية، والوعود الكاذبة والمزيفة التي اطلقوها ووعدوا الشعب بتحقيقها، وهذا الامر هو اشبه بسحب البساط من تحت السياسيين وأصحاب ألمصالح، فلذلك وجهوا ابواقهم وسهامهم صوب اتباع المرجعية وحاملي لوائها. فليس بمقدورهم إن يتهموا المرجعية بالشكل المباشر والصريح، وإنما تربصوا في كل زاوية ومكان للخط الأول الذي دافع عن هيبتها وحفظ مقامها الكبير ومشروعها ألواعد، وقد كان احد أصحاب الامام الحسين (علية السلام) في يوم العاشر من محرم عندما ارد الامام إن يؤدي فريضة الظهر فوقف ذلك الرجل الزاهد العابد إمام الحسين ابن علي (علية السلام) وتصدى إلى جميع المحاولات الرامية إلى قتل الرسالة السماوية والإنسانية والأخلاقية وصيانة كرامة الانسان وممارسة الحريات وحفظ الإعراض، وبعد ألانتهاء من فريضة الصلاة اصبح جسده مليء بسهام الحقد والرذيلة وأعداء الإنسانية، فدار بوجهة إلى الامام الحسين (عليه السلام) وقال هل اوفيت بعهدي مع جدك رسول الله (صل الله علية واله). بلا شك إن من تحمل اليوم جميع تلك السهام الحاقدة والأبواق النتنة الموجهة ضد ألمرجعية، والرسالة السماوية، هو السيد عمار الحكيم، وأصبح الدرع الحصين والمتصدي الأول في السر والعلن عن تلك الرسالة المحمدية والدين الحنيف في جميع اصقاع ألمعمورة، فلذلك نرى الاتهامات المتكررة والاستهداف الكبير له والى جميع اتباع المرجعية ألدينية، فلا يمكن في وسط هذا التزاحم من التيارات الدينية ولأحزاب ألسياسية، ان يتجاوز احدهم بصورة مباشرة إلى شخص ألمرجع، ولكن يصب حقدة وغضبه على من يقف ويدافع عن رسالة ألمرجعية، وشعارهم الواضح اوقفوا الحكيم بدل المرجعية...
https://telegram.me/buratha