المقالات

بين خياري أردوغان و بندر وامتداداتهما .. العرب أمام حرب إبادة أو المواجهة

753 17:39:00 2013-08-17

 

لماذا يريد هذا “الربيع العربي” أن نكون حفاة عراة ولا ينتشلنا من الهم والتحوُّل إلى ديناصورات منقرضة، إلا هذا النير التركي، أو ذاك الأمير الأزرق، الذين يتوقون للصوص الهيكل ولأورشليم..؟! كأنهم جزء منهم ومن مشروعهم ومستقبلهم.

سياسة الدم والموت والقتل الجماعي.. تلكم هي الاستراتيجة التي يتبعها الأمير السعودي الأسمر بندر بن سلطان، الذي قرر، على حد تعبير دبلوماسي خليجي في بيروت، توسيع مساحات الجنون وربطها ببعضها من المدخل الشمالي للوطن العربي، أي اليمن، حتى المدخل الجنوبي، أي العراق وسورية، وبينهما بالطبع الخليج العربي امتداداً حتى بلاد الشام، وكذلك البحرين، التي تقوم فيها قوات درع الجزيرة السعودية بمهماها القمعية والوحشية للمتظاهرين السلميين، فيما الوسواس الخناس يوسوس له بأن يبدأ مهامه في عُمان، لأن هذا البلد الخليجي يحاول أن يحيد نفسه عن الصراعات السعودية التي تمتد في كل اتجاه، في الوقت الذي تحاول الكويت والإمارات أن تبقيا على شيء من الحياد في هذا الصراع المتفلت، من دون أن يغضبا “الشقيقة” الكبرى.

كأننا في ظل التطورات العاصفة أمام جنون التاريخ وهستيريا الجغرافيا فيما يسمى “الشرق الأوسط”، الذي يضيع فيه التاريخ والجغرافيا، على حد رأي اندريه مالرو، لأنه بهذا الجنون والهستيريا وحتى الهذيان لا تعود الايديولوجيا والمبادئ تنبعث من أعماق الروح، إنما من الأقبية وغياهب الجاهلية.. حينها يتحول كل شيء إلى وحش هائج يلتهم كل شيء.. كل شيء.. حتى المذاهب والدين.

هذه الخلاصة كانت منذ أواخر ستينيات القرن الماضي، وبالتالي يجوز السؤال: هل حُققت توقعات مالرو مع هذا التردي في جزيرتنا العربية، فيحاولون إدخالنا في العتمة الدامسة، حيث السواطير ترث السواطير، والقبائل ترث القبائل؟

إذا لم تصدقوا ذلك، دعونا نعود إلى ذاك الدبلوماسي الخليجي الخائف من الغد على العراق كما على اليمن، كما على البحرين، وعلى سورية ولبنان إلى آخر 22 دولة عربية.. كما هو خائف تماماً على بلاده من السطوة “البندرية” الدموية الجامحة بلا حدود، ويتساءل: من يذكر من النظام العرب الرسمي الملتهي بالدم، القدس وبيت المقدس، التي لا يحمل همها وقضيتها وتاريخها وقدسيتها في هذا الزمن إلا السيد حسن نصرالله ومقاومته الإسلامية الباسلة، ومعهما بالطبع إيران؟

ببساطة، بائعو الغاز العربي معجبون بدبلوماسية الحرير مع واشنطن، لأن نصال سيوفهم صدأت أو تكسرت، وبالتالي فهم يريدون تحرير فلسطين وبيت المقدس بالقفازات الحريرية، ومن يستعدّ لهذه المهمة بعد وصول رجب طيب أردوغان مع صديقه القطري إلى الجدار السميك، الأمير الأسمر بندر بن سلطان، الذي في رأس همومه أن يقدم للسيد الأميركي أنه الأقدر على القيادة في مملكة الذهب الأسود من كل أعمامه وأبناء عمومته..

ثمة سؤال هنا، على حد تعبير أحد الكتاب اللبنانيين: لماذا يريد هذا “الربيع العربي” أن نكون حفاة عراة ولا ينتشلنا من الهم والتحوُّل إلى ديناصورات منقرضة، إلا هذا النير التركي، أو ذاك الأمير الأزرق، الذين يتوقون للصوص الهيكل ولأورشليم..؟! كأنهم جزء منهم ومن مشروعهم ومستقبلهم.

قد يكون أفضل من عبّر ذلك الكاتب العربي الكبير محمد حسنين هيكل، الذي حذر مرة من الاغتيال الأيديولوجي للعرب ولثوراتهم.. وتاريخهم.. وربما لإسلامهم، فهل من أحد ينتبه لصرخة هذا الرجل الخبير.

...........................................

 

33/5/13817

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
بهلول
2013-08-18
التاريخ يحدثنا عن اناس اذلوا المسلمين باسم الاسلام امثال ابن النابغه وابن الزقاء وابن هند وابن مرجانه وابن سميه وهولاء سموا باسماء امهاتهم لعظم عارهن وهن من ذوات الرايات الباغيات وبندر ابن سلطان معروف بانه ابن غير شرعي لسلطان ابن عبد العزيز وامه عبده وكلنا عبيد الله يعني ابن سفاح ولم يعترف به ابوه الا بعد تدخل الكثييرين للاعتراف به كابن وانظر الى وجهه ترى ملامح امه الافريقيه في وجهه الان هذا ابن الزانيه سنه 2006 طلب من اسرائيل ان لا توقف حربها ضد لبنان حتى القضاء على حزب الله والسعوديه تتحمل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك