الحاج هادي العكيلي
ومع اشتداد المعركة وشدة قصف العدو لمواقعنا ، وطيرانه العسكري المكثف ، وتقدم العدو واحتلاله لبعض المواقع داخل العمق ، والخوف الذي يمتلك الجنود من المجهول ، يقف بين الحين والحين أمر الرعيل وهو ضابط في منتصف الرعيل ويصيح بأعلى صوته أضرررررب علماً أن الجنود لم يذوقوا النوم وعلى أهبة الاستعداد وهم ينفذوا واجباتهم ولا يعرفوا ماذا يضربون وأمر الرعيل بين كل ساعتين يقف في منتصف الرعيل ويطلق صوته المعتاد أضررررب ، وفي أحد المرات جاءه أحد الجنود الذي تهستر من قلة النوم وزياد التعب والخوف برفقتي إلى هذا الضابط ، وقلت له أنت بس تقول أضرب ماذا نضرب فقال نضرب العدو فقلت له : أين العدو ؟!! فقال : لا أعرف مكانه . فقال له الجندي : أنا لا أستطيع أن أضرب بعد وباستطاعتي أن أضرررررررررط وبالفعل فعلها أمامه وما على أمر الرعيل الا أن ركب سيارته وهرب ولم نعرف أخباره لحد هذه اللحظة فهدئ الرعيل وتم الانسحاب بكل أمن وأمان دون أن يقدم أي خسائر تذكر .وقد سماعنا ونحن أطفال شعارات للبعث الكافر يرددها البعثيون (( أضرب بقوة يا بعث وأحنه جنود المعركة )) والفعل فقد جعلوا أنفسهم والشعب محرقة لمعاركهم المنهزمة فيتموا الأطفال ورملوا النساء ودمروا البلاد وأصبحوا جرذان مختبئة في الحفر ليلاقوا الهزيمة النكراء ويعلنوا الاستسلام وتلاشت قواهم وتهزم شرارهم وأصبحوا إرهاب ليقتلوا الأبرياء وتفوح رائحة الموت الجماعي ، فأصبح مصيرهم الهلاك فتدسوا في الأحزاب ليخربوا العقلاء وليفسدوا النفوس وينهبوا الخيرات ، إنهم ضرطوا في البلاد . لقد ضرب الإرهاب في كل مكان من بلادنا ويومياً يتساقط العشرات بل المئات من الشهداء والجرحى والقائد العام للقوات المسلحة يطلق التهديدات بضرب الإرهاب وتغيير الخطط واستبدال القادة واعتقال قادة الإرهاب والثأر للشهداء بعمليات يقال عنها أستباقية كرد عن الهجمات الإرهابية والنتيجة لا نعرف متى ينتهي ضرب الإرهاب . فالأجهزة الأمنية تضرب وتضرب وتضرب والإرهاب يزداد ذروة دون أن تعرف الأجهزة الأمنية من هو عدوها ومن هو صديقها .أن أعمال العنف المتواصلة رغم شن عمليات عسكرية كبرى لملاحقة المسلحين ونتيجة استمرار التفجيرات وتصاعدها في الآونة الأخيرة تراجعت ثقة العراقيين بقدرة الأجهزة الأمنية على وضع حد لأعمال العنف .وسيؤدي إلى انهيار الوضع الامني والسياسي وبالتالي سيؤدي إلى سقوط الحكومة التي أخفقت في إرساء الاستقرار والآمن والآمان في العراق طوال ثمان سنوات التي خلت من عمر حكومة المالكي . لقد تعود الشعب العراقي بعد كل هجمة إرهابية تكفيرية يخرج عليهم القائد العام للقوات المسلحة أننا سوف نضرب الإرهاب بيد من حديد وسوف نشن عليهم عمليات ليس لها أول وليس لها أخر ، وسوف نجفف بؤر الإرهاب ،وفي اليوم التالي نجد الإرهاب قد ضرب أغلب المدن العراقية . فأين ضرررربك يا قائد العام للقوات المسلحة ؟!!! فلا يعرف المواطن متى يعيش في أمن وأمان بعد أن دب في نفسه الخوف والهروب من منطقة سكناه إلى مناطق قد يجدها أمنة . لقد عاش الشعب العراقي على مدى هذه السنوات العجاف من عمر حكومة المالكي بين فقدان ألأمن وعدم توفر الخدمات عدا والوعود الكاذبة والتصريحات الرنانة من على شاشات الفضائيات المأجورة والتي أصبحت أسبوعية . بأننا سوف نستمر بضرررب العدو دون تحقيق أي نتيجة تذكر .لقد وصلت الأمور إلى تهستر الشعب وهو الآن على شبه حالة الهسترية وقد يأتي أحد إلى القائد العام للقوات المسلحة ويفعلها أمامه كما فعلها الجندي سواء كانت هوائية أو حديدية ليتخلص الشعب منه وليعيش في أمن وأمان دون تقديم أي خسائر تذكر .
https://telegram.me/buratha