المقالات

الأخطر من الفساد

683 18:07:00 2013-08-17

محمد مكي آل عيسى

ربما يكون من أهم ما يفكر به رب الأسرة المحافظة الملتزمة والأم المربية هو كيف سيستطيعون المحافظة على أولادهم في خضم الثورة الإعلامية التي اجتاحت العالم ككل وليس العراق فحسب. فيبدأ الأب بوضع القيود على استعمال الهاتف النقال وحذف القنوات الفضائية الخليعة وتراقب الأم تحركات بناتها، أما الإنترنت فيمثل جانبا كبيرا من الخوف لأنه دخل لكل غرفة في البيت وهكذا.ومعظم المربين إنما يخشون على أولادهم من الانحلال الأخلاقي الذي يذهب بالتربية أدراج الرياح وأول ما يذهب البال إلى المواقع الفاضحة التي تنتهك حرمة العلاقة الشرعية بين الرجل والمرأة وتبيحها بشكل مبتذل.لكننا لو دققنا فيما يمليه علينا الانفتاح الإعلامي وسهولة الاتصالات لوجدنا ما هو أخطر من ذلك !!.حيث عصفت بشبابنا مواقع فكرية ليست إباحية وليست منافية للأخلاق بل لربما مواقع علمية يحبها الآباء والأمهات ويطمئنون لها والحق هي مواقع تبث مع العلم والتكنولوجيا نفثات تدعو إلى العلمانية والتحلل من الدين وجحود الخالق مما يضرب صميم عقيدة شبابنا غير المحصن والذي لا يعرف عقيدته الحقة.فيتعرض لشبهات تعصف بأساسه العقائدي والفكري ولربما تكون تلك الشبهات متوافقة مع شهوات النفس وأهوائها فتعلق في ذهن الشاب وتتراكم في نفسه حتى تدفع إيمانه جانبا وينهار البناء الديني في فكره ليتحول إلى جاحد للدين وأهله متجاوزا على المقدسات منكرا للأسس القيمية والاخلاقية التي يفرضها النظام السماوي.والأمر هنا مختلف جدا، فإذا كانت الإباحية والانحلال الأخلاقي تتعلق بارتكاب المعاصي فإن إنكار الدين يتعلق بالعقيدة التي تبيح هذه المعاصي والمنكرات.وللتوضيح أكثر فإن الشاب الذي يتابع القنوات والمواقع المحرمة ويتردد على محلات المنكر فإنه يفعل ذلك وفي أعماق قناعته قد نجد أن هناك نسبة من الحرام والحلال وأنه يرتكب المعاصي ويؤمل نفسه بالتوبة عندما يكبر أو يتزوج.لكن في الحالة الثانية وعندما يتهاوى عند الشاب وازع الدين فإنه سيتوجه لأماكن اللهو ومواقع الخلاعة مع ضمير مرتاح ناكر للحرام والحلال مرتاح لما يفعل ولا يفكر بالتوبة أبدا لعدم وجود داع لها على الإطلاق وهذا التوجه إنما يتنكر بالقناع الجذاب المغري قناع العلم والتكنولوجيا الذي يشد الشباب كون التوجه العلمي توجه راقي يدعو للعلم ولخدمة الإنسانية يدعو للنهضة بالأمم المتخلفة يدعو لدفع المرض ومحاربة الجهل ويستبطن إنكار الحقيقة الكبرى الملك الحق المبين.هذا من جانب ومن جانب آخر قادنا الانفتاح للاطلاع على دعاوى الضلال والبدع ودعاوى المهدوية الباطلة ودعاوى التكفير وغيرها. وكل ذلك أضحى في متناول شبابنا وفكرهم الغض.مما يدعونا أن نفكر ونعمل بشكل جاد للتصدي الفكري ونشر الوعي السليم المنبثق من عقيدة واعية لتحصين شبابنا من الانزلاق في هذه المهالك وأن نوجه الآباء وأولياء الأمور بأن المتابعة لا تعني خصوص المواقع الإباحية وقنوات الرذيلة والمقاهي اللاأخلاقية وإنما المتابعة يجب أن تكون على أوسع نطاق ليعرف الأهل كيف يوجهون أبناءهم في حال تعرضهم لمثل هذه التيارات.فإن الخطر لا يستهان به وأن العواقب السيئة لهذه الانحرافات إنما ستعود بويلاتها على الأهل أنفسهم قبل غيرهم لتعم الجميع وتتجاوز لتلفح بوجهها حتى المؤمن المتقي والعالم العامل فسبحانه وتعالى يقول: واتقوا فتنة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب / الأنفال 25

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي الخفاجي
2013-08-17
اتذكر كلمة قالها لي كاتب المقال السيد محمد مكي آل عيسى وفقه الله وكان ناصحاً اياي وهي (اعلم بان العدو الان لا يأتي بحزم من نار يضعها امامك وانما يأتي بسيل من ماء يجريه تحتك فتنجرف مع الماء الى ما يصبو اليه العدو) وهذه لا زلت احملها في مفكرتي وحقيقةً عندما اتطلع الى واقعنا اليوم اجد ما قيل اعلاه ينطبق تماماً على واقعنا اليوم ولكن المشكله كيف هو الحل نحن نبحث عن حلول جذريه كيف كيف كيف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك