فلاح المشعل
تحاول القوى الإرهابية التكفيرية جرجرت حزب الله اللبناني وزعيمه حسن نصر الله لمعركة طائفية واسعة النطاق ، في إجراء عقابي على مواقفه الداعمة للنظام السوري .موقف حزب الله بدعم النظام السوري ينطلق من حقيقة حساباته الواقعية والإستراتيجية في خلق المعادل المتوازن بالصراع مع أسرائيل ، هذه قناعة ثابتة سواءأ اتفقنا ام اختلفنا مع هذا الموقف ، وهو ما أكده السيد نصر الله في أكثر من خطاب ومناسبة .بمعنى ان حزب الله الذي يمثل الإسلام الشيعي وهو يقاتل اسرائيل في جنوب لبنان ويلحق بها هزائم نكراء ، لم يتبن الدفاع عن سوريا بمحرضات طائفية ، إنما برؤية تتجاوز النظرة الضيقة التي تتحكم بالنظام السياسي العربي وهو يعيش العقدة الطائفية ، ويضيق بالمثال الساطع .جرائم حزب الإخوان في مصر تكشف الآن عن الدور المشرف لحزب الله في لبنان ، والدور الإصلاحي التسامحي لفتاوى وإرشادات العلامة الراحل محمد حسين فضل الله تعري روح الإرهاب والفتاوى التكفيرية التي تصدر عن الداعية يوسف القرضاوي ، وتعاليم القتل التي يصدرها سابقا بن لادن وحاليا أيمن الظواهري تظهر بعد المسافة التي يقف عليها سيد المقاومة حسن نصر الله الذي أهدى زعماء بني صهيون صداعاً وخوفاً دائمين .انا احتفظ بموقف مؤيد لثوار سوريا وتطلعاتهم للحرية والتخلص من الدكتاتورية والشمولية ونظام الإستبداد والتوريث ، لكن لايصح ان ندعو لنظام يقوم على التطرف الإرهابي و يستند لتنظيم القاعدة الإجرامي ومشتقاته الجديدة .الحشد الطائفي في الساحات العربية صار يتجلى بوضوح تام أثر تدخل حزب الله في سوريا،ويصرخ بعدائية غير معهودة ضد حزب الله والشيعة لكن ماحدث في مصر من سلوك إرهابي للإخوان ، دفع لكشف ضعف الحشد الطائفي ، وحرج الموقف العدائي من حزب الله ، الذي عرف بإمتلاكه لقوة تفوق قوة الدولة اللبنانية لكنه قاتل اسرائيل من أجل حماية الشيعي والسني والمسيحي دون تفرقة ، وتحلى بشجاعة تتجاوز مواقف الأنظمة العربية كافة . لكنه لم يشهرها إلا في الدفاع عن ثوابت وطنية وقومية معلنة .الموقف السياسي العربي لايخضع لإستراتيجات ثابتة أزاء قضايا قومية مصيرية مهمة وتاريخية ، أنما يتحكم به القلق الطائفي فيذهب بإتجاه يتبنى مواقف ذاتية آنية بمحرضات مذهبية متكلسة تكشف ضيق الرؤية او إزمة العقل السياسي على نحو أوضح .
https://telegram.me/buratha