المقالات

قناة العراقية بين سطوة المالكي وتبعية الشبوط

555 09:35:00 2013-08-18

احمد سعدون

استبشر العراقيون خيراً بعد تأسيس شبكة إعلامية كبيرة تعبر عن توجهاتهم وآراءهم بكل حرية بعيدة عن سطوة الدكتاتورية المقيتة التي حكمت العراق بالنار الحديد طيلة عقود من الزمن بعد ان كانت جميع وسائل الأعلام المرئية والمسموعة والمقروءة خاضعة لتمجيد الذات المجنونة للطاغية وعزل العراق عن العالم الخارجي وحصر المشاهدة بقناة واحدة رسمية يسودها اللون الزيتوني بدءاً من تسليم القائد الضرورة انواط الشجاعة لضباط ساهموا في قمع الانتفاضات الشعبية ولخبرتهم في حفر المقابر الجماعية الى فتح جداريات وصور لصنم العوجة في كل أرجاء المعمورة بكافة اللقطات والإحجام مرة مرتدياً قبعة راعي الأبقار ومرة يرتشف السيكار الكوبي امتداد الى فترة التسعينات وتلبية لرغبة الابن المدلل والطائش فكرياً واخلاقياً عدي المعاق تأسست قناة تلفزيون الشباب الغرض منها إفساد ذائقة المشاهد العراقي وخصوصاً منهم الشباب بعد ان تربى وفق منهاج مخطط ومدروس على برامج صور من المعركة وهي تعرض جثث القتلى لجنود إيرانيين بأبشع الصور واللقطات الغرض منها قساوة القلوب وملئها حقداً وكرهاً على الجانب الآخر والتي لازالت هذه الثقافة راسخة في عقول بعض الأشخاص لحد الان وخلق حالة من الالتباس لديهم في عدم قدرتهم على التمييز في معاني المرؤة والنخوة والتواضع في لبس ثوب التقوى من خلال إشباعهم بمناظر فتح قدور الطبخ على يد القائد الضرورة وهو يزور مساكن العراقيين جاعلين منه عوناً للفقراء في الاعلام ومعذبهم في الواقع ولكي يستمر مسلسل تلويث الأفكار وعرض كل ماهو هجين على المجتمع العراقي من سلوك وعادات وابراز ظاهرة رقص وغناء الغجر وارتداء رجال مخابرات زي رجال دين ضمن الحملة الايمانية المشوهة امثال ظاهرة عبد الغفار العباسي ومسخرة وتشويه تعاليم الدين الإسلامي على يديه مروراً بمهزلة عبد الرزاق السعدي وهو الان مفتي ساحات الاعتصام في الانبار وهو يخط القران الكريم بدم الطاغية المقبور وجعل هذا الاستخفاف والاستهتار يغزو البيوت العراقية واجبار المواطن العراقي على مشاهدته ، وبعد ان طويت هذه الصفحة السوداء في تاريخ الأعلام العراقي و تخلصها من هذه المخلفات القذرة ذات الفكر العفلقي النتن بعد ان عصفت بهم رياح التغيير والتخلص من ابواقهم الاعلامية بشكل رسمي ولكنها مازالت تبث سمومها من بلدان تضمر العداء لنا الى ابد الابدين بشكل غير رسمي ، ونحن الان ليس في صدد تناول هذه الابواق التي اصبحت معروفة للرأي العام ، ولكن الحدث المثير والغريب ويستحق تسليط الضوء عليه هو تخبط قناتنا الرسمية قناة العراقية وادارتها كان من المفترض ان تكون مستقلة ومحايدة وتمثل كل العراقيين في طرحها حالها حال كل الهيئات المستقلة التي نص عليها الدستور وبعيدة عن كل تأثير حكومي او نيابي ولكن مانراه الان بعيد كل البعد عن الاستقلالية والحيادية واعلان تبعيتها ومديرها العام بشكل واضح ومذل لخزعبلات طاغية بنوع جديد واظهار امجاد وبطولات ليس لها وجود على ارض الواقع الا في هذه القناة مؤكدة لنا كل يوم بانها ولدت من نفس رحم ابواق الطغاة وهي تحاول رسم صورة جميلة لبلد يسبح يومياً بشلالات دم وعرض غزوات أمنية متهالكة وبنى تحتية منخورة بالفساد للسقوط ناكرة كل هذه الكوارث بشريط اخباري جاعلاً من العراق من احسن بلدان العالم امنياً وخدمياً واقتصادياً ومسخرة عواجلها وبرامجها في منتهى السرعة للأحداث التي تجري في العالم العربي وجاعلة من أعيادنا كلها أفراح ومسرات وهي تعرض برامج وحفلات راقصة غافلة بالوقت نفسه عن جثث أبنائنا وهي متفحمة على الأرصفة والشوارع وسرادق العزاء منتشرة في كل الأزقة والأماكن متخذه شعار الرقص مع الذئاب عنواناً لها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك