حسين الركابي
حمل لنا التاريخ في طياته إن هناك مجموعة من المسلمين شيدوا مسجد في ألمدينة خلف رسول الله (صل الله علية وآله) بقيادة ضرار ابن ألخطاب، وسمي بمجسد ضرار، مستغلين انشغال الرسول في احد الغزوات آنذاك وبعد إن رجع الرسول (صل الله علية واله ) من تلك الغزوة رأى مسجدا مشيدا وقد طلبوا منه إن يفتتح ذلك المسجد الذي ارادوا فيه شق صف المسلمين وإضعاف قوتهم وجعلهم حلل وملل، فانزل الله تعالى الاية المباركة حيث قال تعالى ((وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)). اما اليوم لا يختلف اثنان عاقلان على إن السعودية القطب ألرئيسي، والداعم الأول والمغذي المباشر للإرهاب والجماعات المنحرفة ماديا ولوجستيا في جميع دول ألعالم، وبالخصوص محيطها الاقليمي والعربي، وغذت الكثير بالأفكار المنحرفة والمتطرفة والتكفيرية، واجتاحت البلدان بأذرعها الاخطبوطية وجعلتها تطفوا على انهار من دماء الأبرياء، وأضحت تدور في محور الصراع والقتل والتدمير وانهيار الامن والاقتصاد، وقطعت جميع اواصر النسيج الاجتماعي والأخلاقي بين الشعوب والقوميات والطوائف، وقد لعبت دورا كبيرا في خلق ازمات وصدامات في المنطقة العربية والإسلامية، واتسعت رقعت الانهيار في المنطقة سياسيا وامنيا واقتصاديا تحت رداء الاسلام والدين ألحنيف، ونجحت في خلق فتنة طائفية وحزبية وقومية وعملت على ترسيخ روح العدائية والكراهية بين كافة طبقات ألمجتمع، حيث حولت الشعوب إلى جماعات وملل متناحرة. وقد اصبحت اليوم تلمع بنفسها وتلبس رداء جديد، وتسلك مسارات وطرق حديثة تحت يافطة مكافحة ألإرهاب، كما دخلت قبل عقود من الزمن تحت يافطة الإسلام، وتريد إن تبيض وجهها اليوم إمام الشعوب وصحيفتها المليئة والحافلة بالأيتام والأرامل والمحرومين والمشردين في اصقاع ألعالم، وانين الارض التي مليت بأجساد المغدورين والمظلومين. إن السعودية اليوم هي الجوكر وأللاعب الاساس في المنطقة العربية والإسلامية، وتريد إن تلعب على وتر جديد حسب ما ذكر في وسائل الاعلام وتصريحات الملك (عبدالله) الذي تبرع بمبلغ ( 100) مليون دولار امريكي لدعم المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، الذي اسسته الامم المتحدة للحد من ظاهرة الإرهاب والجرائم الدولية التي تجتاح العالم والدول العربية والإسلامية بالتحديد، وأجادت بجمع ألنقيضين، دعم الإرهاب، ومكافحة الإرهاب، وبهذا قد تكون مصداق للمثل الجنوبي العراقي (يسطي وية الحرامي ويصيح وية اهل البيت)...
https://telegram.me/buratha